25-أغسطس-2017

سنان حسين/ العراق

منازل الموت

كبرنا،

في المنازل،

التي امتلأت بالموت، مرة واحدة.

كبرنا،

في الريح،

وهي تتسلق جثث الموتى،

الغريبة، والقريبة،

وبالأكثر ممن صرخوا،

 بأسماء من لهم.

كبرنا،

في السماء على الأرض،

ونحن نرى كل يوم

ملائكة تطوف على بيوت الأيتام.

كبرنا،

بانتظار عزرائيلك يا رب،

مللنا الانتظار،

كبرت حتى اللحظة،

ولَم ندرك بعد،

أينا يملك جناحين،

من أجل وحدته.

 

النقطة في بائكِ

في تلك الأيام، الأيام التي لا تبتعد، جئت أنا، لم أدن العالم بصراخي كما الأطفال، استغربوا، قالوا: جسد هذه الأم مسكون، نالت لعنتها، كرهتني، تعطل حنانها لي، حتى أنها لم تجعلني أمس، أو أدنس ثديها بفمي، قالت: إني لمن يرغب في.

تبنتي ساحرة، الأمر الذي زاد من ريبة الناس حولي، اصبحت حديث الكل، كما قالوا لي فيما بعد الملعونين، والمنبوذين، وكنت معهم إلى مصير مجهول، اقض الساعات في الجوع، والألم، املأ فراغ معدتي بالذي أسرق، أو اعمله من طلاسم، هذا ما ورثته من أمي الساحرة، التي لم أرث منها سوى ذلك، عند موتها، ظهر الأقارب، ونالوا حظهم.

أعد قضيبي دائمًا لنكح الأيام.

اليوم الذي أستطيع فيه فك قيدي من الأيام، وأتخلص من لعنتي، سأعبدك أيها الرب بالطريقة التي تليق بك.

تفاجأت بكفّ من رجل دين، حيث كنت استند على حائط المسجد.

- كيف تقول ذلك، يا نغل؟

- سأخبر الله بما فعلت.

 - سيخلدك في الجحيم يا حمار.

ربما يقصد بالنغل، الذي ولد من أجل العار وحده.

لا يجرد الإنسان نفسه من الحواس، الأيام كفيلة بذلك، دخلت المسجد وتعريت، وقفت قبالتهم، وقلت: الله في قلبي الخرب، اعبدوه.

 كان آخر ما سمعته، لولا أنني مجنون، لكان مصيري الموت حتمًا.

أنسى دائمًا أن أعد طلسمًا لي،

 ربما لم أنس، إنما أتجاهل ذلك، أنا حتى الآن لم أر غير السم، ليس ذنبك، ولا ذنبي، إنه ذنبهم، ألا أضع النقطة لبسملتك في طلسمي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ذلكَ الضبابُ

مكان بارد جدًّا