07-نوفمبر-2017

تفصيل من تطريز كردي

كانَ مُمكنًا أنْ تنتهي خلافاتُنا الناعِمة

وأنْ تكوني لي وأكونَ لك

أنْ تكوني أمًّا لأبنائي وأكون أبًا لأبنائكِ 

أنْ نعيشَ معًا تحتَ سقفٍ واحد في بيتٍ صغيرٍ متواضع كأحلامِنا المتواضِعة، لنتقاسم الألمَ والأملَ معًا، باتجاه مدينتكِ في الشمال الشرقي، نشابك الأيادي ونمضي معًا. حيثُ الشمسُ لا تزال طرية، بينما تتقابل وجوه المساجد والكنائس كخصوم. أما السلام فهو أنْ أرتشفَ الحُبّ مِنْ كأسكِ المُقدس مَع الغسق، وأنْ نتجول بين أزقة كوباني الحزينة. بعدها نستمع معًا للموسيقار الكلاسيكي رشيد الصوفي لأعزف لكِ حينها على قيثارة جسدكِ الشرقي، وأنْ أستيقظ كُلّ صباحٍ على ملمس يدك الناعِمتين. الممُكن هو أنْ أيقظكِ كُلّ صباح على ملمسِ شفتي وأنا أرتشفُ القهوةَ مِنْ حليب صدرِكِ.

 

كانَ مُمكنًا!

لو ابتعدتِ عَنْ حماقاتكِ المنتهية ومزاجيتكِ الُمتكررة معي. لكنتِ الآن "الفعلَ والفاعلَ" في جُملة حياتي الفعلية

لكنتُ أنا الساقي ومنهُ انبجست ساقيتُكِ مِنْ ماء جسمي لكأنَ الآن صحراءَ جسدُكِ غابة خضراء

لكنتُ أنا طفلًا مُشاكِسًا يتسلقُ أشجاركِ باحِثًا عَنْ أعشاشَ طيورك.

لكنتِ الآن فريسةً بينَ أناملي البريئة!

 

كانَ مُمكنًا!

لكِن المُمكن لمْ يكُن. تربة الممكن لمْ تنبتْ فيها الحياة

أجل الحياة

الحياة لمْ تكنْ كما حلِمنا بها، فرغم اللقاءات السرية والمُعلنة وقبُلاتِهما المتكررة تحتَ عتمة الليل وعيون النهار، بين دهاليز الأمس. فهي لم تحبل بقطرة ماءٍ مِن حقول الممكن لأنَ غيمتها الناقِصة تناولتْ أقراصًا مِنْ حبوب منعِ الحملِ. وأزِقة اليومِ ناطقة بذلكَ الحب، ولا تزال شاهدةً على حبي لكِ وحبِّك لي. فنقصهُ في الماضي سببٌ لإعاقة جسدية في المضارع.

إعاقة في نمو سنابل القمح اليومية

في عشقهِ للحُرية

لابتسامة الكلمة

للحرف البريء

لصرير اليراع ماتَ عطشًا

المضارع: معقوف الرأسِ

الماضي: ناقصٌ في الأمسِ

المستقبل: مجهول الأمر، مكتوف اليدينِ، معتقلٌ في حظيرةِ الواقعِ ينتظر القاضي لينطق بالحُكم الباطلِ، القاضي ينبحُ كالكلاب ويفتقر لوفاء الكلبِ ويَظلمُ "الأمر" كظلم الإنسان للحميرِ فالإنسانُ حيوانٌ ناطقٌ، يَنطقُ بالإجرام ويهينُ الحيوانَ كثيرًا لحظة أطلق على نفسهِ صفة "حيوان ناطق".

 

كان مُمكنًا!

كان ممكنًا لغيمةِ "كانَ" أنْ تتزوج من الـ"ممكن" وتُنجبَ منها جنين الحياة. كان كُلُ شيءٍ ممكنًا، لكن الممكن لمْ يكن شيئًا

أما أنا!؟

أنا... لا شيءَ في الشيءِ يَهمُني، فكل ما يُهمني مضمونُ ذلك الشيء المُعلقَ في حلقِ كلماتي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في العطش الأخير

قصائد صغيرة بُنيت على عجل