10-أكتوبر-2019

غيرهارد ريختر/ ألمانيا

كناي يجترُّ ألمه على نهر الفولجا

جلستُ

أطالعُ بعينيَّ غيمة سابحة

تتوضأ من عيون أم ثكلى

تهطل ملحًا في مآقي القلوب

لينتحر الربيع

أقرع كأس أحزاني بدرعك يا "بليويف"

أراقص شيطانكَ يا "هرجر"

أتشبّثُ بكحل عينيكِ يا ملاك الموت

أن اضربي لي في ودعكِ

زمجري في أذني

أن غادر الحزن قلبي

توارى خلف جبال الشمال

هناك بعيدًا بعيدًا

حيث وحوش الضباب

حيث لا تحملني قدماي على المسير

فأتقوقع في حضنٍ دافئٍ

لا يعرف زفرات الصقيع.

 

"فيبكة" أيتها المكلومة كروحي

يا من تنتظرين أمنيةً من نجمة عابرة

تخترق وجع المسافات

في سماء تزمجر غاضبة

تتقيأ دماء من صعدوا إليها

ندى يسقي شواهد القبور

فتتنحّى القيامة.

 

يضربني وجع الكمنجة

أنا المزروعة في جسد الوتر المقطوع

 

أفكُّ ضفائري كامرأة تزيل وعورة تضاريسها

 لتتوسّد صدر حبيبها فلا توجعه ارتماءة رأسها عليه

أعتلي سريرًا أبثُّ إليه كلِّ ليلةٍ تعبي وخوفي وشوقي

أرفعُ يديَّ عاليًا عاليًا لأقطف وجهكَ البعيد المرسوم في سقف غرفتي

يتلاشى شيئًا فشيئًا في ظلام الغرفة

تخذلني قدمايَ فأتهاوى صريعة الخيبة

يا نايي الحزين

يا رفيق المسافات

عاد ابن فضلان إلى بغداد،

لن يهبَّ لنجدتكَ يا "بليويف"

ولن ترتسم على شفتيكَ أيُّ ضحكةٍ يا "هرجر"

ستأكل وحوش الضباب لحم قصيدتي

سأنزف خيبات المواسم

فينتحر المجاز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ترتدي ثوبًا تطير منه المدن

سينُ السؤالِ أو النقطة الفاصلة