04-فبراير-2023
كازو إيشيغورو صاحب رواية كلارا والشمس

الروائي البريطاني من أصول يابانية كازو إيشيغورو

أصدر "المركز الثقافي العربي" في مدينتي بيروت والدار البيضاء، حديثًا، الطبعة العربية من رواية "كلارا والشمس" للروائي البريطاني ذي الأصول اليابانية كازو إيشيغورو (1954)، ترجمة زياد حسون. وهي الرواية الثامنة في رصيد الكاتب الحائز على جائزة "نوبل للآداب" لعام 2017.

يطرح كازو إيشيغورو في روايته سؤالًا إشكاليًا هو: إلى أي حد نحن غير قابلين للاستبدال؟

تتناول الرواية الصادرة عام 2021 مجموعة من المواضيع المتعلقة بمستقبل البشرية في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وازدياد اعتماد البشر على الذكاء الاصطناعي، سواءً في حياتهم المهنية أو الشخصية، من خلال قصة الروبوت "كلارا" التي تنتظر، من مكانها في واجهة أحد المتاجر، أن يقتنيها كائن بشري ما رغم تحذيرها منهم ومن صعوبة إقامة علاقات سوية معهم.

وبعد طول انتظار، تقوم إحدى الأمهات بشرائها لتكون صديقة لابنتها الوحيدة والمصابة بمرض نادر وخطير سبق أن تسبب بموت شقيقتها. ولأنها تحمل الكثير من صفات البشر، وتتمتع بقوة ملاحظة وإدراك عالية جدًا، تُكلّف كلارا بمهمة التخفيف من حدة شعور الفتاة بالوحدة، الذي سيكون الشعور السائد في المستقبل، ومساعدتها على الشفاء من مرضها عبر تعريضها للشمس.

تعيش كلارا مع صديقتها البشرية في عالم غريب وبائس قامت فيه فئة من البشر بتعديل جينات بعض الأطفال بهدف تطوير قدراتهم الفكرية والذهنية، واستبدال الموظفين بالآلات في بعض الوظائف، بالإضافة إلى تدمير العلاقات الاجتماعية، وتعميق الفجوة بينها وبين الفقراء العاطلين عن العمل والممنوعين من التعلّم.

ورغم الجهد الذي بذلته لمساعدة الفتاة التي استعادت عافيتها بفضلها، إلا أنها وجدت نفسها بعد شفائها في مكان مخصص للأجهزة الإلكترونية المهملة، حيث تفقد قدرتها على الحركة بسبب غياب الشمس التي تمدّها بالطاقة، ولا يبقى لها سوى استعادة ذكرياتها السعيدة.  

غلاف رواية كلارا والشمس

يقدّم كازو إيشيغورو في "كلارا والشمس" عملًا روائيًا يستكشف من خلاله، وفقًا لما جاء في كلمة الغلاف، عزلة واقعنا الإنساني والمعنى الحقيقي للحب. ويحدّثنا عبره عن: "الأخلاق والتضحية والغيرية والقدر، وهي مواضيع أثيرة له، كما يطرح سؤالًا إشكاليًا: إلى أي حد نحن غير قابلين للاستبدال؟".

يذكر أن كازوا إيشيغورو كاتب وروائي بريطاني من أصول يابانية. حصلت روايته "بقايا النهار" (1989) على جائزة "البوكر الأدبية" عام 1989، وفاز بجائزة "نوبل للآداب" عام 2017. وإلى جانب "كلارا والشمس" و"بقايا النهار"، صدر له 6 روايات أخرى هي: "منظر شاحب للتلال" (1982)، و"فنان من العالم العائم" (1986)، و"من لا عزاء لهم" (1995)، و"عندما كنا يتامى" (2000)، و"لا تدعني أرحل أبدًا" (2005)، و"العملاق المدفون" (2015).