28-يونيو-2021

الشاعرة والروائية كارسن ماكلرز

كارسن ماكلرز (Carson McCullers)‏ روائية وقاصة وكاتبة مسرحية وكاتبة مقالات وشاعرة أمريكية، ولدت في 1917 وتوفيت في 1967. تحدثت ماكولرز في أولى رواياتها "القلب صياد وحيد" عن الانعزال الروحي للمنبوذين والمرفوضين في بلدة صغيرة في جنوب الولايات المتحدة، وتتميز قصصها بملاءمتها للمسرح والسينما.


سربندة

 

حدد أحزانك إن استطعت

عدّل سخرياتك، أساكَ المخادع

تكيّف مع عالم مقسوم

إنّ هذا يتطلب أن تنحدر حواسك الصريحة إلى حيل المتاهة

ما تقرض الخيمياء الطبيعية

لفتى البقالة الأشعث

بريق أبولو أو التحديق الأسطوري للمحكلة الذهبية

إذا تحتم أن تعبر حديقة إبريل فكن سريعًا

وتجنب إيقاع المساء وعيونًا من بعيد

لئلا تُحتجز كخطر أمني

استجدِ نجمة المساء فقط

 

تدمج جرأتُك اليائسة الضحكَ بالكارثة 

ما إن يبدأ ضحكك المضطرب

ويتوّج حشدَ الأحزان غير المصنّفة

لا يمكنك أبدًا أن تتدبر أمر الواحد تلو الآخر.

العالمُ الذي يسخر من عطفك

يسجن شهوتك.

مرتبكٌ من تناقض التزاماتك

تتحول من أفق إلى أفق، من الظهيرة إلى الغسق

قد تكون الوحيد الذي يمكنه الفهم:

وسط البحر الأزرق والذهبيّ منتصف النهار

عندما تكون السماء في زرقة معتدلة كزرقة الوعاء الصينيّ

عظام هارت كرين، البحّارة، والصيدلانيّ

تدّق على سطح المحيط السربندة ذاتها 

 

الحجرُ ليس حجرًا

 

هناك زمن كان فيه الحجر حجرًا

ووجهُ في الشارع؛ وجهٌ مكتملٌ

وما بين "الشيء" كنتُ أنا والله وحدنا

وكان هناك تماثل لحظيّ

ومنذ أن غيرتَ عالمي كله هذا الثالوثُ ملتوٍ

 

الحجرُ ليس حجرًا

والوجوه كالشخصيات المجزّأة في الأحلام؛ غير مكتملة

حتى في وجه الطفل المبتدئ

أتعرف على عينيك المنفيّتين.

يتسلق الجندي الدرَج الساطع تاركًا ظلك

وتنام هذه الغرفةُ الممزقة الليلةَ

تحت ضوء النجوم الذي لم تألفه

 

القلب المرهون

 

يطالب الموتى برؤية مزدوجة. منطقة إضافية،

قرار تقسيم روحي. لأن الموتى يستحقون

حواسَّ العاشق، القلبَ المرهون

 

راقبْ مرتين زهورَ البستان في مطر رماديّ

إلى الوردةِ الباردة تجلبُ السماءُ مفاجأةً مزدوجة

اثبتْ أمام كل استدعاء مرةً، ومرة أخرى

الخبرة مضروبة في اثنين؛ واجبٌ معروف.

وجّه الروحَ المرتعشة، الجرأة المستعجلة

إلى ضربة رئيسية مفصومة.

أو كدوبلغنر مشرّد

قد يتجول حبٌّ أعمى

 

رهن الموتى معروف

جهز إكليل الزهور الخالد والمدخل.

لكنّ الرماد المعزول، العظم المتواضع...

هل الموتى يعرفون؟!

 

اقرأ/ي أيضًا:

رواية "أنشودة المقهى الحزين".. مستضعفو الحب الوحشي

ماركوس هيدجر: الذَّهب والظل جسدٌ واحد