20-مايو-2021

وضع مأساوي تعيشه غزة بسبب العدوان الإسرائيلي (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

يستمر العدوان الإسرائيلي في قصفه لعموم المدن والبلدات في قطاع غزة المحاصر لليوم الـ11 على التوالي، فيما لا تزال فصائل المقاومة الفلسطنية تستأنف قصفها الصاروخي للمدن الإسرائيلية والمناطق المحاذية لغلاف القطاع المحاصر، وسط تقارير متضاربة عن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار خلال اليومين القادمين، بعد التقارير التي تحدثت عن تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن العدوان على القطاع سيستمر لعدة أيام أخرى.

يستمر العدوان الإسرائيلي في قصفه لعموم المدن والبلدات في قطاع غزة المحاصر لليوم الـ11 على التوالي، فيما لا تزال فصائل المقاومة الفلسطنية تستأنف قصفها الصاروخي

العدوان الإسرائيلي يدخل يومه الـ11

نفذت مقاتلات الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية التي استهدفت أماكن مدنية مأهولة بالسكان خلال الليلة الماضية، فضلًا عن مشاركة البوارج الإسرائيلية بعملية القصف من خلال استهدافها ساحل مدينة غزة بعدد من الصواريخ، وقالت تقارير صحفية إن عدد الضحايا المدنيين ارتفع إلى 232 مدنيًا، منذ بداية العدوان الإسرائيلي في العاشر من الشهر الجاري، فيما كشفت مصادر إسرائيلية أن شركة الكهرباء الإسرائيلية رفضت إصلاح خطوط غزة حتى استعادة جنود مفقودين ومحتجزين داخل القطاع.

اقرأ/ي أيضًا: حراك في الأمم المتحدة حول جرائم الحرب الإسرائيلية ومبادرة فرنسية

وفيما أكد الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو هاجم مواقع ومنصات لإطلاق الصواريخ، بما في ذلك استهداف منازل لقادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن عديد المقاطع المصوّرة أظهرت دمارًا بالأبينة المدنية والبنى التحتية نتيجة القصف العشوائي الذي استهدف القطاع المحاصر، فيما قال المكتب الإعلامي لحركة حماس إن إسرائيل شنت أكثر من 1810 غارة منذ بداية العدوان، بينما نقلت وسائل إعلام عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن فصائل المقاومة أطلقت قرابة 250 صاروخًا من داخل القطاع منذ صباح يوم أمس الأربعاء اتجاه مدن الداخل الفلسطيني.

وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس قد نشرت يوم أمس الأربعاء مقطعًا مصورًا يظهر رصد مواقع لتمركز قوات الاحتلال وآليات عسكرية ودبابات، قالت إنها التقطت عبر طائرة مسيّرة تابعة لها أطلق عليها اسم "الزاوي"، نسبة للعالم التونسي محمد الزاوي الذي اغتيل في عملية مخابراتية للموساد الإسرائيلي في تونس في كانون الأول/ديسمبر من العام 2016.

وفي ذات السياق، كشفت تقارير عبرية أن الطلعة الجوية للمقاتلات الحربية الإسرائيلية تبلغ 150 ألف شيكل للطائرة الحربية الواحدة (كل دولار أمريكي يعادل 3.26 شيكل)، وأضافت التقارير وفقًا لموقع ألتر فلسطين بأن ثمن الصاروخ الواحد من طراز تامير الذي تطلقه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" لاعتراض فصائل المقاومة يتراوح ثمنه ما بين 80 إلى 90 ألف دولار، بينما تترواح تلكفة كل صاروخ تطلقه الطائرات على أهداف حركة حماس ما بين ضعفي أو أربعة أضعاف ثمن صاروخ تامير.

تقارير حقوقية تؤكد نزوح عشرات الآلاف 

في السياق، قدّر تقرير حقوقي أصدرته منظمة اليونيسف نزوح قرابة 72 ألف فلسطيني من قطاع غزة نتيجة العنف المتصاعد جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عموم القطاع، وأشار التقرير الأممي إلى فقدان "العديد من العائلات منازلها"، لافتًا إلى أن نصف الفلسطينيين النازحين من الأطفال، وأوضح التقرير أن هناك أكثر من 52 ألف "يقال إنهم يحتمون الآن في 48 مدرسة في جميع أنحاء قطاع غزة".

فيما قال صندوق الطوارئ التابع للأمم المتحدة إن واحدًا من بين كل ثلاثة أطفال في غزة كان يحتاج إلى دعم نفسي قبل العدوان الإسرائيلي الأخير، إلا أن التوقعات تتجه الآن إلى ازدياد عدد الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي، وأوضحت الوكالة الأممية أن "ما يقدر بنحو 250 ألف طفل يحتاجون إلى خدمات الصحة العقلية والحماية، بينما تضرر ما لا يقل عن أربعة مرافق صحية و40 مدرسة في غزة".

 قدّر تقرير حقوقي أصدرته منظمة اليونيسف نزوح قرابة 72 ألف فلسطيني من قطاع غزة نتيجة العنف المتصاعد جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عموم القطاع

وبشكل عام تعرضت البنية التحتية الهشة أساسًا لأضرار كبيرة جراء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 14 عامًا، والذي تمنع بموجبه السلطات الإسرائيلية دخول مواد البناء وغيرها من مواد التي تستخدم في تطوير البنية التحتية للقطاع، وأدى العدوان الأخير إلى انخفاض الإمدادات الطبية والمياه والوقود للكهرباء داخل القطاع، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير دمر 18 مستشفى وعيادة على الأقل، ومنشأة صحية واحدة، مشيرًا بأن نصف الأدوية الأساسية قد نفذت من داخل القطاع.