14-يناير-2025
اعتصام مؤيد للفلسطينيين  (منصة إكس)

اعتصام مؤيد للفلسطينيين (منصة إكس)

انتقد أكاديميون وحقوقيون ونشطاء إدارة جامعة كولومبيا بعد أن أعلنت أستاذة القانون، كاثرين فرانك، أن إدارة الجامعة ضغطت عليها للتقاعد بسبب انتقاداتها الصريحة لإسرائيل، ودعمها للاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي.

وقالت فرانك إن الجامعة تحولت إلى بيئة "سامة وعدائية"، وإنه تم الضغط عليها من أجل التقاعد نتيجة لنشاطاتها السياسية المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، مشيرةً إلى أنها توصلت إلى اتفاق مع إدارة الجامعة للمغادرة بعد أن أصبحت "الأجواء الأكاديمية غير قابلة للاستمرار" بالنسبة لها، خاصةً بعد تصاعد هذه الحملة ضدها. وقد أدى ذلك إلى تعرضها لتهديدات بالقتل واعتداءات شخصية من بعض الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية.

قالت فرانك إن الجامعة تحولت إلى بيئة "سامة وعدائية"، وإنه تم الضغط عليها من أجل التقاعد نتيجة لنشاطاتها السياسية المؤيدة لحقوق الفلسطينيين

يشار إلى أن كاثرين فرانك أسست مركز "قانون النوع الاجتماعي والجنسانية"، وعملت في اللجنة التنفيذية لمركز دراسات فلسطين في جامعة كولومبيا.

وفي أواخر الأسبوع الماضي، أعلنت أستاذة القانون في بيان أنها "توصلت إلى اتفاق مع إدارة الجامعة للتقاعد بعد أن عملت لمدة 25 عامًا كعضو هيئة تدريس في كلية الحقوق". لكنها لفتت إلى أن مصطلح "إنهاء الخدمة" أكثر ملاءمة للحالة من "تقاعد".

وقالت: "لقد أصبحت أعتبر كلية الحقوق بجامعة كولومبيا بيئة عمل معادية، حيث لم يعد بإمكاني دخول الفصول الدراسية أو عقد ساعات العمل أو التجول في الحرم الجامعي أو الانخراط في مهام إدارة أعضاء هيئة التدريس، وذلك بسبب المضايقات الصارخة وغير المقبولة بسبب دفاعي عن حرية الطلاب في الاحتجاج والتعبير عن وجهات نظر تنتقد ما تقوم به إسرائيل بحق الفلسطينيين".

وبدأت المضايقات بحق فرانك بعد مقابلة مع منصة "الديمقراطية الآن"، المعروفة بتوجهاتها اليسارية، في كانون الثاني/يناير 2024، حيث تحدثت عن حالة الطلاب الإسرائيليين الذين ينضمون إلى الجامعة بعد إنهاء خدمتهم العسكرية. وأشارت فرانك إلى حالات من الاعتداءات التي قاموا بها بحق الطلاب المؤيدين لفلسطين في الحرم الجامعي، من بينها حالات رش بمواد كيميائية. واعتبرت أن هؤلاء الطلاب، بسبب خلفيتهم العسكرية، قد يتسببون في مشاكل بالحرم الجامعي.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة، فقد تقدم زميلان لفرانك في الجامعة بشكوى اتهماها بالتسبب في التحريض ضد الطلاب الإسرائيليين. وقد دفع ذلك بإدارة جامعة كولومبيا إلى فتح تحقيق رسمي في هذه الشكوى، واستعانت الإدارة بشركة قانونية خارجية لبحث الموضوع.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أصدرت الشركة تقريرًا يتهم فرانك بـ"انتهاك سياسات المساواة والفرص الإيجابية في جامعة كولومبيا، على أساس أن تصريحاتها قد أساءت إلى حقوق الطلاب الإسرائيليين".

وأشار التحقيق إلى أن فرانك انتهكت أيضًا "القواعد الداخلية للجامعة من خلال الكشف عن أسماء بعض من قدموا شكاوى ضدها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وكرر المتحدث باسم جامعة كولومبيا موقف الشركة في تصريح لموقع "ميدل إيست آي"، قائلاً: "كما أعلنت أطراف في هذه المسألة، تم تقديم شكوى تزعم التحريض التمييزي، وهو يُعد انتهاكًا لسياساتنا"، وأضاف: "تم إجراء تحقيق وإصدار النتائج. وكما ذكرنا باستمرار، تلتزم الجامعة بمعالجة جميع أشكال التمييز بما يتفق مع سياساتنا".

من جهتها، قالت فرانك إن العديد من زملائها في الجامعة قاموا بتصويرها دون إذن منها ونشروا فيديوهاتها على مواقع الويب التابعة للمنظمات اليمينية المتطرفة. وأشارت إلى أنه تم التضييق عليها خلال تسجيل محاضراتها بشكل متعمد من قبل طلاب سعوا إلى استفزازها لمناقشة مواضيع معينة بهدف نشرها في وسائل الإعلام أو تقديم شكاوى ضدها.

وأكدت فرانك، في بيانها الأخير، أن "جامعة كولومبيا قد فشلت في الوفاء بمهمتها الأساسية في الحفاظ على بيئة أكاديمية تشجع على النقاشات النقدية والبحث العلمي"، وأضافت أن "الجامعة أصبحت تتعاون مع من يسعى لتقويض هذه القيم الأكاديمية الأساسية".

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا من تحيز إدارة جامعة كولومبيا ضد أستاذة القانون كاثرين فرانك، موجّهين لها انتقادات لاذعة. بل أن أكاديميون ونشطاء حقوقيون ومقررون أمميون تضامنوا مع فرانك. فقد كتبت المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، في صفحتها على منصة "إكس": "تضامننا الثابت مع الأستاذة فرانك. ضحية أخرى من ضحايا النزعة المؤيدة لإسرائيل التي تحول الجامعات وغيرها من مساحات الحياة العامة إلى أماكن للظلامية والتمييز والقمع".

وقالت إحدى طالبات فرانك السابقات إنها، على الرغم من أنها لا تؤيد ما قالته أستاذتها في مقابلتها مع منصة "الديمقراطية الآن"، إلا أنها لا تعتقد أن ذلك يبرر رد الفعل المتطرف من قبل إدارة جامعة كولومبيا أو المضايقات التي تعرضت لها فرانك.

وسلط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على الكيل بمكيالين من قبل إدارة الجامعة، وقارنوا بين حادثة أستاذة القانون في جامعة كولومبيا كاثرين فرانك وحادثة أستاذ الأعمال المساعد في كلية إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا شاي ديفيداي، الذي اتهمه العديد من الطلاب المؤيدين لفلسطين بمضايقتهم منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكيف أن إدارة الجامعة لم تتخذ إجراءات عقابية بحقه. واعتبروا ما حدث مع فرانك اضطهادًا سياسيًا. وجاء في أحد الحسابات: "على النقيض من أولئك الذين يرون في استقالة فرانك علامة مقلقة على الرقابة، كان ديفيداي واحدًا من كثيرين احتفلوا بهذا الخبر".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، كشفت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأميركية مدى الكيل بمكيالين والتضييق على حرية التعبير بدعوى معاداة السامية في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الأميركية.