22-مايو-2019

رفض الناشطون اليمنيون تغريدة عبد الله الجبرين واعتبروا أنها عنصرية (تويتر)

تقود السعودية بمشاركة حليفتها الإمارات تحالفًا أصبح من الواضح دوره في تدمير اليمن وقتل شعبه، حتى حول البلد السعيد إلى أسوأ بلدان العالم، في وقت يقف المئات من المقاتلين اليمنيين، على الحدود اليمنية السعودية دفاعًا عن المملكة، ضد مسلحي جماعة الحوثيين، بالإضافة إلى مساهمة المغتربين اليمنيين البالغين نحو ثلاثة ملاين شخص في ازدهار السعودية وبنائها.

 طالب الكاتب السعودي عبد الله علي الجبرين، في تغريدته التي لاقت سخرية واسعة من الناشطين اليمنيين واصفينها بالعنصرية، بإقامة جدار عازل بين اليمن والمملكة، وأبراج مراقبة

كغيرها من مناطق الربيع العربي، ساهمت السعودية في إجهاض الثورات اليمنية، ووأد أي محاولة للنهوض بالبلاد، ففي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وقفت الى جانب الحكم الأمامي، وفي ثورة الشباب السلمية أبقت على نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى أنها متهمة بقتل الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي.

اقرأ/ي أيضًا: بسبب جرائمها في اليمن.. ضغوط أوروبية لوقف بيع السلاح للسعودية

مع ذلك، تستمر البروبغاندا السعودية عبر منصات عديدة، بترويج سرديات مغلوطة عن دور المملكة في اليمن، أحيانًا بترويج صورة الرياض كمخلص، تنقذ اليمنيين عبر مساعدات غذائية ومالية من الهلاك، دون أي إشارة إلى أن المجاعة التي يعيش ملايين منهم في ظلالها منذ سنوات، كانت في أساسها نتيجة مطامع سعودية لا تتوقف، ونزعات متهورة يقودها ولي العهد وصاحب السلطة الفعلية في البلاد، محمد بن سلمان.

في هذا السياق، وفي تغريدة وصفها متابعون بـ"العنصرية"، دون كاتب سعودي نادبًا حظ بلاده لمجاورتها لليمن، ساردًا ما خلفته المملكة من جهل وفقر وأمراض وأوبئة، في البلاد منذ سبعينات القرن الماضي، من دون إشارة إلى من كان السبب. وطالب الكاتب السعودي عبد الله علي الجبرين، في تغريدته التي لاقت سخرية واسعة بإقامة جدار عازل بين اليمن والمملكة، وأبراج مراقبة.

وقال الجبرين : "أسوأ ما في هذه الحياة أن تبتلى بجار فقير وجاهل وحاقد ومريض نفسيًا وسلوكيًا، ومهما بذلت من جهد وأنفقت من مال من أجل تعليمه وعلاجه وتطويره فلن تفلح، وهذا هو حالنا مع اليمن، ليس من علاج لإتقاء شره سوى إقامة جدار على طول الحدود مراقبًا بالكاميرات وأبراج المراقبة وعزله تمامًا".

لاقت تغريدة الكاتب السعودي ردودًا كثيرة، وأثارت سخطًا واسعًا داخل أوساط الناشطين اليمنيين الذين اعتبروا أن النظام في بلاده هو من يقف وراء الفقر الذي تشهده البلاد، وشراء الولاءات لكبت أي نهضة اقتصادية وعلمية.

في السياق عينه، قال الكاتب اليمني هادي الصالحي، إن سياسة المملكة الخاطئة جعلت من اليمن بلدًا فقيرًا وضعيفًا رغم أنه (كان) غنيًا وقويًا. وأضاف الصالحي أن هذا ليس لشيء وإنما لإشغال اليمنيين بأنفسهم وإبقائهم تحت الحاجه والعوز ليسهل كسبهم وشراؤهم إذا اضطرت المملكة لذلك في المستقبل.

أما عامر الدميني، رئيس تحرير الموقع بوست، فاعتبر من جانبه تغريدة الكاتب السعودي، تجليًا للعقلية الحقيقية للمملكة، وغرد الدميني قائلًا إن "‏هذه هي حاملة المشروع العربي كما يسوق البعض ويتوهم، هذي السعودية التي يموت الآلاف من اليمنيين للدفاع عن حدودها".

 

وأردف الصحافي اليمني: "هذي هي الدولة التي تقتل اليمنيين اليوم وبات لديها طابور من المنتفعين يدافعون عنها ويغارون عليها أكثر من غيرتهم على بلدهم". وخاطب الدميني الكاتب السعودي: "ثق أنه سيأتي يوم لن تجدوا فيه من ملاذ سوى اليمن. كلامك الممتلئ بالغرور والعنجهية والتعالي والاحتقار حتمًا سيرتد عليك وعلى دولتك".

"والله لولا خبثكم ومؤامراتكم على اليمن منذ سنوات طويلة لكان بخير"، يخاطب الإعلامي اليمني سمير النمري، الكاتب الجبرين. ويتابع: "ثق أنكم إلى زوال وأن اليمن باقية ومتأصلة في أعماق التاريخ، أسوأ أقدارنا أن السعودية أنجبت من أمثالك الحاقدين والذي ترعرع على أكناف اليمنيين".

 وعلق الكاتب الصحفي محمود ياسين، في مقال نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا "إن أسوأ ما في هذه الحياة أن تباغتك الجغرافيا بجار نرجسي وجاهل يبيع كل يوم عشرة ملايين برميل نفط، ويراك من داخل البرميل".

وأضاف متابعًا: "أي محاولة تقدم ووجود لائق سيستفز نرجسيته النفطية ويعتبر ديمقراطيتك تعريضًا بعبوديته وقد تخلى عن إنسانيته وحقه في أن يكون مواطنًا يشبه مواطني العالم مقابل راتب جيد والكثير من الأرز والسيارات".

 
 

وأردف: "لا هو سمح لك باكتشاف ثرواتك وتشييد دولتك ولا هو استخدم ثروته في تأهيلك اقتصاديًا، بل راح يشتري ولاء كل ما  هو سيئ وخارج ومناهض لفكرة الدولة والمفتقر للانتماء".

اقرأ/ي أيضًا: غراميات السعودية والقاعدة في اليمن.. حنين إلى مظلة بريجنسكي

وفي سياق متصل قال المحلل السياسي عباس الضالعي: "عبد الله الجبرين أفصح عن السياسة السعودية تجاه اليمن، الحيرة من التناقض الذي يلاحظ من السعودية تجاه اليمنيين أجاب عليه هذا الشخص وقال الحقيقة وعلينا أن نستوعب ونتعامل بناء على هذا الواقع الحقيقي".

كغيرها من مناطق الربيع العربي، ساهمت السلطات في المملكة السعودية في إجهاض الثورات اليمنية، ووأد أي محاولة للنهوض بالبلاد وتنميته من أجل مصالحها الخاصة

وعقب نقد اليمنيين لكلامه، قال عبدالله الجبرين إن تغريدته أظهرت خبث وكره "اليمنيبن "، لهذا البلد المبارك الذي أحسن إليهم، واحتوى منهم أربعة مليون يعيشون بيننا معززين مكرمين، وسعى إلى تخليص اليمن من حكم الحوثي الكهنوتي الذي دمرهم ودمر اليمن". واختتم الجبرين كلامه: "والله إنني محق عندما طالبت بجدار عازل".

 

اقرأ/ي أيضًا:

صعدة ليست الأولى.. أبرز مجازر السعودية بحق الأطفال في اليمن

حرب اليمن المنسية.. البطش السعودي مستمر