12-أبريل-2022
لوحة لـ إيلينا ريزيك/ أوكرانيا

لوحة لـ إيلينا ريزيك/ أوكرانيا

صدقيني.. لم أنسَ.

لم أقدر أن أنسى،

كل ما في الأمر

أني كنت مشغولًا

بوصفٍ فائض

كأسنان لامعةٍ في أفواهٍ ميتة،

بشرودٍ مُنهكٍ

يأخذ من اللحم قليلًا.

 

الرقبة تميل كنخلةٍ

تتردد أمام آلامٍ صادقة وبائسة

لمرضى يشيخون في أوعيتهم،

تتراكم كألوان تأكل بعضها،

تلك الوجوه الغائمة خلف نظارتي

تلتَبِس خلف الكمامة الحارسة

وأنا أنطق كلماتي ذاتها بوفاء

ككلب مدربٍ

وخائنٍ سخي

لقد نسيت إلى حدٍّ ما أن أنطق اسمك

وأنا أتلو ما يشبه الصلاة

(يصلي الكفرة أحيانًا دون أملٍ

لا يتمنون غير

هدنةٍ زائفة

لتهطل دموعهم

بشكلٍ لائقٍ).

 

كنت أتخيل بعنين دامعتين

سكينًا أغرزها في لحم غريب

سيموت الآخرون

وسأحزن عليهم

وأنا أدفع النصل.. عميقا

سينضج الألم

ثم أذكرك

كمن خان أباه.

 

اللحم يذبل تحت شموس ملونة

وأنا أُقبلك قبل النوم

وأنسى أن أخبرك

أني كنت مشغولًا

كتلك الدعسوقة في الوعاء

لم أفكر في النجاة

بل بعدد الدورات التي سأقطعها في الساعة

قبل أن تأتي القيامة

سيقوم الأحياء والأموات الحقيقيين والمتخيلين

ويقر الجميع بذنوبهم

في نشاز جماعي مهيب

ثم ينفتح الوعاء

وأموت سعيدًا

كشفة ناضجة

رطبة

توشك على الكلام.

 

كل ما في الأمر أني لم أقدر على النطق وقتها

ولكني أذكر كل شيء الآن

كأعمى

يطلق

على ما يراه.

 

  • دريسدن 2021