08-يناير-2022

CAF

ألترا صوت - فريق التحرير

لا يفصلنا عن انطلاق كأس الأمم الأفريقية الكاميرون 2022  سوى ساعات، ومن المتوقع أن تشهد المسابقة ندية كبيرة ومنافسة بين أعرق المنتخبات في القارة السمراء على حصد اللقب الأفريقي، وتضم المسابقة ست مجموعات تتباين فيها حظوظ المنتخبات بين البعض المرشح والبعض الذي قد يلعب دور المفاجئة.  

المجموعة الأولى: الكاميرون، إثيوبيا، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر

يدخل المنتخب الكاميروني مستضيف الأمم الأفريقية من بوابة المجموعة الأولى، وتسعى الأسود غير المروضة لاستغلال عاملي الأرض والجمهور، من أجل معانقة التاج الإفريقي من جديد وللمرة السادسة بتاريخهم، حيث سبق للكاميرونيين أن ذاقوا طعم الذهب القاري في خمس مناسبات سابقة، بسنوات 1984، 1988، 2000، 2002 و 2017، بثاني أفضل حصيلة بعد منتخب مصر.

 يعول المدرب البرتغالي توني كونسيساو في ذلك على تشكيلة شابة من المحترفين في أبرز الفرق الأوروبية، بقيادة كل من حارس مرمى أياكس أمستردام والقريب من الانتقال للإنتر أندريه أونانا، وإيريك مكسيم شوبو-موتينج مهاجم بايرن ميونيخ، بالإضافة للجناح المتألق لليون الفرنسي كارل توكو إيكامبي.

 يعيش الأسود حالة من التألق بالفترة الأخيرة، حيث تمكنوا من تصدر مجموعتهم بتصفيات المونديال بخمس انتصارات كاملة و بتسجيل 12 هدف، ولم تتلقى شباكهم سوى ثلاثة أهداف، ما يعكس صلابة دفاعية ستمثل أبرز نقاط قوتهم بالكان.

 سينافس المنتخب الكاميروني بالمجموعة كل من منتخب بوركينا فاسو، الباحث بدوره في مشاركته الحادي عشر بالمسابقة، عن كسر عقدة النصف النهائي التي مثلت أفضل انجازاته عبر تاريخ مشاركاته، يقود قافلة الأحصنة في مطمحهم ذاك نجم هجوم أستون فيلا بيرتران تراوري، وصمام دفاع باير ليفركوزن إدموند تابسوبا، فيما يكمل ضلعي المجموعة الأولى منتخبا الرأس الأخضر وأثيوبيا بدون تاريخ يذكر للأولى بالمسابقة، فيما تفتخر الثانية بتاريخها كونها حملت اللقب مرّة واحدة، حدث ذلك في النسخة الثالثة من الكان عام 1962.

المجموعة الثانية: السنغال، زمبابوي، غينيا، مالاوي

على رأس المجموعة الثانية يتواجد المنتخب السنغالي بقيادة مديره الفني أليو سيساي، ويبحث أسود التيرنغا خلال مشاركاتهم السادسة عشر بالبطولة عن كتابة التاريخ وتخليد اسمهم ضمن سجل المتوجين للمرة الأولى بتاريخهم، فالمنتخب السنغالي بالرغم من الأجيال الذهبية التي عرفها، إلا أن لقب الأميرة الإفريقية بقي عصياً عليه تحقيقه، ورغم وصوله للمباراة النهائية نسختي 2002 و2019، لم يحالفه الحظ للتتويج في كلتا المرتين.

 بالبطولة الحالية يضع النقاد المنتخب السنغالي على رأس المنتخبات المرشحة لنيل اللقب، لعدة اعتبارات موضوعية، تأتي في مقدمتها ترسانة النجوم بقائمة أليو سيسي، والتي تمتزج فيها عناصر الخبرة والطموح، بالإضافة للجودة الفنية والقوة البدنية، على غرار نجم ليفربول الإنجليزي ساديو ماني، وصخرة دفاع نابولي خاليدو كوليبالي، ونجم وسط باريس سان جيرمان إدريسا غاي، بجانب إدوارد ميندي في حراسة المرمى، علاوة على ترسانة النجوم هذه يلعب عنصر الاستقرار دوراً كبيراً في تألق زملاء ماني، فهو المنتخب الوحيد الذي يدخل البطولة بالإطار الفني ذاته للمرة الرابعة توالياً، حيث يقود أليو سيساي الدفة الفنية للأسود منذ سنة 2015.

يعتبر منتخب غينيا الوحيد القادر على مزاحمة السينغاليين بالمجموعة، فالمنتخب الغيني يسجل ظهوره ال13 بالكان، على الرغم من أنه لم يصعد لمنصات التتويج سابقاً، المرة الوحيدة التي بلغ خلالها المشهد الختامي تحطمت أحلامه على صخرة المنتخب المغربي المتوج بلقب حينها سنة 1976، ولكن الغينيين مثلوا دئماً حجر عقبة أمام كبار القوم بالقارة، وتبدو حظوظهم هذه المرة لاقتلاع أحد بطاقتي التأهل بالمجموعة أكثر من منتخبي مالاوي وزيمبابوي، بالنظر لفوارق التاريخ بينهم، حيث يمثل مالاوي وزيمبابوي ضيفان نادرا الحضور بالكان.

 كذلك فوارق التشكيل تبدو واضحة، فإذا كانت غينيا تمتلك عناصر مؤثرة وتلعب على أعلى المستويات، خاصة في خط وسط الميدان المكون بكل من لاعب ليفربول نابي كيتا وأمادو ديوارا لاعب روما، بالإضافة إلى مورابيا لاعب برشلونة سابقا ولايبزيج الألماني حالياً، فإن قائمتي مالاوي وزيمبابوي تكاد تقتصر عن التمثيل المحلى للاعبين وبعض المحترفين داخل القارة.

المجموعة الثالثة: المغرب، غانا، جزر القمر، الغابون

  تعد المجموعة الثالثة هي الأصعب والأكثر تعقيداً، إذ تحوي منتخبات قوية خاصة المنتخب المغربي والمنتخب الغاني، وبدرجة أقل المنتخب الغابوني، فالمنتخب المغربي له خيبات متتالية اعترت جل مشاركاته بالكان، ويشكو من سوء الطالع الذي رافقه منذ ظهوره الأول بالمسابقة، ما جعل عداد حسابه من الألقاب لا يتجاوز الرقم واحد، في إنجاز يتيم طال يتمه ليدوم 45 عاماً، ولكن هذه المرة تتشكل قناعة كبيرة في الصحافة والإعلام المغربيين، أن أسود الأطلس يمتلكون كل الأدوات اللازمة للتتويج باللقب، ولن تكون هناك أية أعذار مقبولة لتبرير ضياع اللقب هذه المرة، سيما وأن قائمة الناخب الوطني خاليلوزيتش تضم واحدة من أفضل الأجيال على مر تاريخ المغرب.

 سيواجه المنتخب المغربي صراعًا كبيرًا على صدارة المجموعة مع منتخب غانا، فالنجوم السوداء الغانية تعد واحدة من أعرق المدارس الكروية الأفريقية وأجملها أسلوباً، وهي من أكثر المنتخبات تتويجاً باللقب الأفريقي برصيد أربع ألقاب أعوام 1963، 1965، 1978و 1982، ولكن هي الأخرى لم ترفع الكأس لفترة طويلة، وتحديداً منذ 40 سنة إبان تتويجها باللقب الرابع سنة 1982، وتسعى النجوم الغانية هذه المرة لكسر النحس الذي لازمهم طيلة 4 عقود وتحقيق أمال جماهيرهم التي طال بها الانتظار، ومن أجل ذلك تتسلح تشكيلة ميلوفان رايفاتش بكتيبة من اللاعبين البارزين، مثل متوسط ميدان أرسنال توماس بارتي  ومدافع ليستر سيتي دانيال أمارتي، جناح كريستال بالاس جوردان أيوه، فيما تظل حظوظ الفهود الغابونية وافرة للمصارعة من أجل إحدى بطاقات العبور، معولة في ذلك على نجمها بيير إيميريك أوباميانغ، ويستكمل منتخب جزر القمر الضلع الرابع للمجموعة في أول إطلالة له بالمسابقة، وهو أمر يمثل في حد ذاته حدثًا تاريخيًا بالنسبة لهم.

المجموعة الرابعة: نيجيريا، مصر، السودان، غينيا بيساو

  تحتوي المجموعة الرابعة على 11 لقب بالتمام والكمال، مقسمة على كل من مصر سبع ألقاب و نيجيريا ثلاثة والسودان لقب، فالمنتخب المصري هو سيد إفريقيا الأول، وملك ألقابها في سبع مناسبات بأعوام 1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008 و 2010، ولا يمكن أبداً عزله عن دوائر الرهان مهما كانت الظروف التي يمر بها، فحتى وإن انطفأ بريق الفراعنة قليلاً خلال السنوات الأخيرة، فإن زملاء محمد صلاح عاقدون العزم هذه المرة على لعب الأدوار الأولى، والمنافسة لآخر رمق على حظوظهم بالتتويج.

 المنتخب النيجيري بدوره يطمح لزيادة غلته من الألقاب التي توقفت عند ثلاثة لا ترضي طموحات النسور، والتي تأمل في تكرار سيناريو 2013 عندما كانت غير مرشحة حينها لمنصة التتويج، فباغتت الجميع ورفعت لقبها الثالث، يبدو وضعها مشابهًا الآن، خاصة بعد اعتذار بعض من نجومها عن الدعوة للمشاركة، مفضلين البقاء مع أنديتهم، أما منتخبي السودان وغينيا بيساو فتبدو حظوظهم شبه معدومة في المنافسة على أوراق التأهل بالمجموعة.

المجموعة الخامسة: الجزائر، سيراليون، ساحل العاج، غينيا الاستوائيّة

يتصدر منتخبات المجموعة الخامسة البطل المتوج بالنسخة الأخيرة المنتخب الجزائري، والذي يعيش واحدة من أزهى فتراته عبر التاريخ، حيث تعود آخر خسارة للمنتخب الجزائري الأول الذي يقوده حاليا المدرب جمال بلماضي إلى تاريخ  16 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أمام منتخب بنين بنتيجة 1-0، ويبدو الخضر قاب قوسين أو أدنى من كسر رقم القياسي المسجل باسم إيطاليا لسلسة المباريات من دون خسارة، إذ بلغ رفاق رياض محرز مباراتهم الـ34 دون خسارة بمختلف المسابقات.

 وفقًا لهذه المعطيات يسعى منتخب الجزائر لتكرار إنجاز أمم أفريقيا الأخيرة في مصر 2019، لتحقيق ثالث تتويج باللقب القاري، من جانبه يمثل منتخب ساحل العاج أحد أهم المنتخبات المتراهنة بشكل جدي على منصة التتويج، حيث يضم نخبة من النجوم المتميزين على غرار فرانك كيسي و نيكولا بيبي وغيرهم، لذلك يبدو طريق الجزائر وساحل العاج معبداً للمرور عن المجموعة، باعتبار ضعف سيراليون وغينيا الاستوائية.

المجموعة السادسة: تونس، مالي، موريتانيا، غامبيا

يبدو أن المنافسة في هذه المجموعة ستنحصر بين نسور قرطاج ومنتخب مالي، بالنظر للفوارق الشاسعة مع منتخبي موريتانيا وغامبيا، فنسور قرطاج يبحثون عن لقبهم الثاني بعد تتويج 2004 إبان استضافتهم للبطولة، كل محاولتهم التي تلت 2004 لتكرار رفع الكأس لم يحالفها التوفيق، بالرغم من حضورهم بجميع الدورات التي أقيمت بعد ذلك، إلا أن ظهورهم لم يتجاوز في غالب الأحيان درجة المتوسط ، فمن 8 دورات شاركوا فيها بعد 2004 ودّعوا من ربع نهائي في 5 منها، ومرة من نصف نهائي، وهذه المرة تبدو ظروفهم مواتية لكسر حواجز الأدوار الإقصائية وبلوغ منصة التتويج.

 منتخب مالي لا يمكن تحييده دائماً من دوائر المنافسة،  رغم أن سجله يعوزه اللقب الأفريقي، إلا أنه يظل دائماً خصم صعب المراس، خاصة هذه المرة، إذ برهن على جاهزيته التامة وحقق أرقام قوية بمشواره بتصفيات المونديال، فتصدر مجموعته بخمس انتصارات وتعادل وحيد، وسجل 11 هدف وحافظ على عذرية شباكه، مما يعكس قوته الدفاعية بقيادة الثنائي هماري تراوري وسينو كوليبالي لاعب ديجون الفرنسي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السنغال في المركز الأوّل.. ترتيب الفرق الأغلى بكأس أمم أفريقيا 2022

المغرب في كأس أمم أفريقيا.. تشكيلة ناريّة ولقبٌ يتيم