05-ديسمبر-2024
دمار واسع بالأبنية في ضاحية بيروت الجنوبية (AFP)

(AFP) دمار واسع بالأبنية في ضاحية بيروت الجنوبية

بعد أن توقفت الأعمال العدائية الإسرائيلية على لبنان، بدأ اللبنانيون في معاينة آثار الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على ممتلكاتهم، ومن ضمنهم العاملون في المجال الإنساني الذين بدأوا في العمل على تهيئة مقراتهم التي كانت هدفًا لهجمات الطيران الإسرائيلي.

وفي ضاحية بيروت الجنوبية يعكف العاملون في "مؤسسة عامل" على لملمة أثار الدمار الذي لحق بمقرهم، وتُعبّر زينة مهنا عن صدمتها وهي تعاين آثار الدمار، وتقول: "سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يعود مركزنا للعمل".

نددت الأمم المتحدة بتلك الغارات التي استهدفت "القرض الحسن"، معتبرة أنها تسببت في "أضرار واسعة للممتلكات والبنى التحتيّة المدنية"، فيما وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "جريمة حرب تستوجب التحقيق"

وقد أدت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية إلى تضرر مقر "مؤسسة عامل"، التي بدأت نشاطها في زمن الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، حيث لا تزال الجدران المدمرة تحتفظ برسومات للأطفال وعبارات مكتوبة مثل "أحلم كثيرًا" وسط الركام وتناثر قطع الزجاج.

تكشف زينة لوكالة "فرانس برس"، أن 13 مقرًا لـ"مؤسسة عامل" من أصل 40 تضرّرت خلال العدوان الإسرائيلي، وهي مراكز تقدم خدمات صحية واجتماعية على مستوى التراب اللبناني كامًلا.

وتضيف أن مركزًا في حي السلم ومستوصفًا مجاورًا ومركزًا لإيواء العمال الأجانب في الشياح، وكلها مراكز في ضاحية بيروت الجنوبية، تضررت جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت فروع مؤسسة "القرض الحسن".

وتتهم إسرائيل جمعية "مؤسسة القرض الحسن"، بأنها مرتبطة بحزب الله، لكنها كانت حلًا للكثير من اللبنانيين من كل الطوائف عبر منحهم قروض لآجال محدّدة، في بلد واقع تحت أزمة اقتصادية خانقة ومستمرة منذ سنوات. وقد استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي 30 مقرًا مرتبطًا بالجمعية.

في تشرين الأول/أكتوبر، نددت الأمم المتحدة بتلك الغارات التي استهدفت "القرض الحسن"، معتبرة أنها تسببت في "أضرار واسعة للممتلكات والبنى التحتيّة المدنية"، فيما وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "جريمة حرب تستوجب التحقيق".

تنظيف أثار العدوان

تقول مديرة مركز "مؤسسة عامل" في حي السلم، سُكنة الحولي: "يقصد المركز هنا ما يقارب من 100 طفل و40 امرأة يوميًا، وحين سمعت بوقوع غارة، لم أنم الليل"، ثم تغالبها الدموع وتضيف، وهي التي نزحت كذلك من بيتها أثناء العدوان، "الناس في المنطقة هنا محتاجون كثيرًا لهذا المركز".

بدورها، أوضحت زينة أن "مركز حي السلم كان يوفر مساحات آمنة للنساء ضحايا العنف، ويقدم برامج للأطفال من بينها برنامج بالتعاون مع اليونيسف". وقال مصدر في اليونيسف لوكالة "فرانس برس" إن "إعادة تأهيل المساحات الآمنة للأطفال في مجتمعاتهم أمر بالغ الأهمية"، فيما كشفت زينة أن المؤسسة تواصلت مع الأمم المتحدة رسميًا بهدف حماية مراكزها من القصف.

وعلى بعد بضع كيلومترات، في حي الشياح الواقع أيضًا في الضاحية الجنوبية، كان مواطنون يتفقدون مركز "مؤسسة عامل" للعمال الأجانب، بعدما تعرض لأضرار كبيرة جراء استهداف غارة إسرائيلية فرعًا لـ"القرض الحسن" وقامت بتدميره في مبنى مجاور.

بين الجدران المدمرة والزجاج المهشم المتناثر على الأرض، استقرت أريكة قديمة قذفتها قوة الانفجار من بيت مجاور إلى الشرفة. وهناك، وقفت نور خزعل إحدى العاملات في المؤسسة، وهي تشير إلى صور توثق نشاط المؤسسة، وقالت "نشعر بالأسى، هذا منزلنا، نمضي كل وقتنا هنا".

وعلى الرغم من كل الدمار والخسائر والمصاب، فإن نور تعرب عن أملها في أن تعود المؤسسة لسابق عهدها في العمل الاجتماعي والصحي. وتقول هذه الشابة، التي اضطرت للنزوح خلال العدوان مع زوجها وابنها البالغ من العام عامًا واحدًا، "لن يعود هذا المركز كما كان وحسب، بل سيكون أفضل بعشر مرات.. بل بمئة مرة".