21-أبريل-2016

محاكاة للقوس التدمري الأصلي في قلب لندن (تولجا أكمان/الأناضول)

بعد تفجيره في تشرين الأول/أكتوبر الماضي من قبل "داعش" في تدمر بسوريا، العالم يستنسخ قوس النصر ولندن تنصبه في "ميدان الطرف الأغر" بلندن. يقع القوس في أول شارع مستقيم حسبما هو متعارف عليه في الهندسة المعمارية الرومانية، وهو عبارة عن بوابة ذات ثلاثة مداخل. فوقها قوس تُزينه نقوش هندسية ونباتية.

قوس النصر كقيمة هو معمار جرت العادة على أن يشيده ملك أو إمبراطور كرمز لانتصاره وازدهار عصره

وقوس النصر كقيمة هو معمار جرت العادة على أن يشيده ملك أو إمبراطور كرمز لانتصاره وازدهار عصره. ويعد القوس من أهم المعالم الأثرية في اللاذقية، يطلقون عليه أيضًا القوس المربع أو القوس الكبير. يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن الميلادي الثاني، بناه أحد الأباطرة الرومانيين مكافأة على وقوف المدينة إلى جواره إبان صراعه مع إمبراطور آخر.

اقرأ/ي أيضًا: سوريا تنزف آثارها

القوس سيتم عرضه في "الميدان الأغر" لمدة ثلاثة أيام قبل أن يطوف العالم، وهو ليس القوس الأصلي على أي حال إنما هو محاكاة له من خلال الصور فقد تم صنعه بتقنية حديثة بالاعتماد على الرخام المصري. روجر ميتشل، المدير التنفيذي لمعهد الآثار الرقمي، قال إنه "يريد أن تكون لندن أول مدينة تحتضن القوس، تذكيرًا بأنها أول مدينة تم إعادة بنائها بعد الحرب العالمية الثانية".

يُذكر أن تدمر نفسها تعرضت لتدمير معبدين آخرين بخلاف قوس النصر، وهما معبد "بعل شمين"، الذي يقدر عمره بألف عام، و"معبد بل". أما معبد "بعل شمين" فهو معبد الإله الأهم عند الكنعانيين، وحمله الفينيقيون معهم إلى قرطاج وعبدوه هناك أيضًا. أما كلمة "بعل" نفسها فهي تعني السيد أو الملك واستمرت عبادته في العهدين الإغريقي والروماني وهو إله الدفاع، لذا يبدو في الصور مسلحًا، وظيفته دفع الضرر بالحرب والقوة.

أما المعبد الثاني الذي تم تدميره فهو معبد "بل" فهو رب الأرباب التدمريين، وله مصير مثير للجدل، فقد تعرض للتدمير مرة في الحرب بين التدمريين والرومان ومرة أخرى خلال ثورة التدمريين. ويتألف المعبد من ساحة وهيكل. تُحيط به جدران خرّبتها الزلازل في بعض المواقع وأُعيد بناؤها بسرعة وبشكل عشوائي.

قوس النصر المعروض في لندن هو محاكاة للقوس التدمري الأصلي وقد تم صنعه بتقنية حديثة بالاعتماد على الرخام المصري

اقرأ/ي أيضًا: سوريا التي ليست لنا

ونعود لقوس النصر الجديد في لندن، حيث أنشأ هذا القوس معهد أكسفورد للآثار وقد تطلب تشييده ست ساعات، وقد دشن الثلاثاء 19 نيسان/أبريل الجاري في أشهر ساحات لندن. وسيبقى قوس النصر في الساحة حتى يوم الخميس، ثم ينقل إلى دبي ومن بعدها إلى نيويورك، وشيد هذا القوس المماثل تمامًا لقوس النصر في تدمر بفضل تقنية الطابعة بالأبعاد الثلاثة، وهو يزن 11 طنًا وارتفاعه 6 أمتار.

ولم يبق من قوس النصر في تدمر الذي بناه الإمبراطور الروماني "سبتيموس سيفيروس" في القرن الثالث سوى عمودين، أما الجزء الأوسط منه والأقواس فقد سويت بالأرض بعد دخول تنظيم "داعش" إلى المدينة العام الماضي وكانت قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي، قد تمكنت من استعادة السيطرة على تدمر بعدما ظلت 10 أشهر تحت سيطرة "داعش".

يذكر أن قوس النصر السوري هو من الآثار التي أعلنتها اليونيسكو من التراث الإنساني، وهو ليس القوس الوحيد في العالم الذي يحمل نفس الاسم لكن يمكننا القول إنه الأسوأ حظًا. وهناك على مستوى العالم قوس النصر في فرنسا وقوس الأخوين فيليني في ليبيا.

اقرأ/ي أيضًا:

سجن تدمر حيث "الأسد منع الله من الدخول"

سجن تدمر.. سخرية انتهاكية