17-يناير-2021

لوحة لـ أندرو وايث/ أمريكا

وهِي تظفِرُ جدائلها،

تُرتّلُ عجوزٌ آهات صدري،

حتّى تُخفي نزيف الوقت.

فيأتي صدى صوتِها من خلف العدم،

ذلك المكان حيثُ اللّا شيء،

فقط، أنا وذاكِرتي المشقوقة،

أُرتّقُها بخيطٍ من النّسيان.

حين أكون وحيدًا في هذا اللّيل،

تتجاذبُني الأوجاع والخيبات وشيء من الأمل،

وكثيرا من الصّمت،

وهذه العجوز في رأسي، تسكُنُه،

لا تكفُّ عن التّرتيل.

أغمضُ عينيّ فأراها مستلقيّة،

غير مُكترثة بهذا الفراغ من حولها،

تفترِش زهور السّوسن في حقول نائيّة،

وأنا على يقين بأنّ السّوسن غجريٌّ،

مثل حبيبتي،

تِلك الغادة الأرجوانيّة الخلّابة..

سكنَتْ منذ عصورٍ هذا الصرح،

الذي كان عامِرًا بكُلِّ أطيافِ الحبّ والجنون،

قبل أنْ تهدمه أشباح البُعد.

ها إنّي أنظُر للسّماء وأرقُبُ الوقت محمّلًا فوق السّحاب،

ويمُرُّ قوس المطر دون أن يلحظني،

وهِي لمْ تأتِ..

 

اقرأ/ي أيضًا:

مزمور المارق

الكاتب الكومبارس