09-ديسمبر-2015

يتطلع تلاميذ موريتانيا إلى قناة تعليمية تقدم الإضافة لهم(الترا صوت)

أعلنت وزارة الإعلام الموريتانية عن نيتها إنشاء قناة تعليمية، بهدف بث دروس تربوية وتعليمية للناشئة والكبار بالتعاون بين وزارتي التهذيب (التربية) والإعلام. وشكلت الحكومة الموريتانية منذ حوالي شهرين لجنة فنية من أجل إنجاز مشروع القناة التعليمية وقررت إطلاقها قبل نهاية العام 2015، ضمن مقترح تقدمت به لجنة مركزية في وزارة التهذيب.

أعلنت وزارة الإعلام الموريتانية عن نيتها إنشاء قناة تعليمية وهي الأولى من نوعها في موريتانيا

وقالت اللجنة الفنية المشرفة على إعداد مشروع القناة التلفزيونية التعليمية إن "إطلاق القناة يأتي في إطار الجهود المبذولة من طرف قطاع التهذيب الوطني من أجل الرفع من مستوى النظام التربوي والعلمي في موريتانيا" مؤكدة "أنها ستعمل على تسريع وتيرة إطلاق القناة الأولى من نوعها في موريتانيا".

وضم الاجتماع ممثلين عن المؤسسات المشتركة في اللجنة، وعلى رأسها مديرة قناة الموريتانية الدكتورة خيرة الشيخاني، ومدير المؤسسة الوطنية للبث أجيه ولد سيداتي، والأمين العام لوزارة التهذيب الإمام الشيخ ولد أعل، والأمين العام لوزارة الإعلام الشيخ ولد بوعسرية، بالإضافة إلى المستشار المكلف بالإعلام بوزارة التهذيب محمدو ولد شيخنا، ومدير المعهد التربوي الوطني سيد محمد ولد كابر.

وحسب مصادر إعلامية تحدثت لـ "ألترا صوت" فإن "اللجنة تضم ممثلين عن وزارتي التهذيب الوطني والإعلام بالإضافة إلى قناة الموريتانية وشركة البث"، مؤكدة أن الهدف منها هو "طرح وإعداد دراسة متكاملة من أجل تنفيذ إنشاء القناة التي ستتخصص في تعليم المواد العلمية" وأن ذلك من نتائج إعلان عام 2015 عامًا للتعليم من طرف الحكومة الموريتانية". 

العديد من المنشغلين في الحقل التعليمي بموريتانيا قللوا من شأن خطوة إنشاء القناة التعليمية، وصرح بعضهم أن "من فشل في إقامة تعليم حقيقي وذي مردودية على الأرض، من الصعب عليه أن يطلق مشروعًا تعليميًا عبر الشاشات التلفزيونية"، رغم أن آخرين اعتبروا أنها "ستكون إضافة باستطاعتها أن تسد شيئًا من الثغرات التعليمية في النظام التربوي الموريتاني".

وقال جمال أحمدو، أستاذ بالتعليم الثانوي لـ"ألترا صوت": إنه "قبل إقامة هذه القناة التعليمية على الحكومة أن تركز عملها من خلال إقامة ندوات ونقاشات ولقاءات ينعشها أهل الاختصاص لعلهم يجدون مخرجًا لأزمة التعليم التي يعاني البلد منها"، محذرًا من "أي عمل لا يُسبق بإجراءات تشخيصية أو معالجات".

الأستاذ أحمدو، كالعديد من أساتذة التعليم الثانوي الذين استطلع "ألترا صوت" آراءهم، صب غضبه على الحكومة الموريتانية ووزارة التهذيب معتبرًا أن "العديد من المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم تعود لصعوبة وضعية الطاقم التربوي وكونها غير ملائمة للعمل بشكل جيد وخصوصًا الظروف المادية والمعنوية، وهو ما يجعل المعلم أو الأستاذ يلجأ إلى أعمال حرة".

ستتخصص القناة التعليمية الموريتانية الجديدة في تعليم المواد العلمية، حسب مصادر إعلامية

ورأى الأستاذ: أن "واقع التعليم الموريتاني في حالة يرثى لها ويتجلى في عدة مظاهر ومنها تدني المستويات في جميع المراحل من الابتدائية إلى الجامعية"، مستدركًا أنه "من السهل أن تجد طالبًا جامعيًا يتخصص في أحد فروع المعرفة وهو يفتقد أبجديات هذا الميدان الذي يتخصص فيه، والسر في ذلك هو إهمال الدولة لهذا المجال إهمالًا تامًا تخطيطًا وإشرافًا ورعاية".

من جانبه، يتحدث اجدود سيدي الفالي، الذي يجمع بين التدريس والنشاط في مجال حماية المستهلك وعمله في الإعلام، لـ"ألترا صوت": أن "القنوات التعليمية بشكل عام تساهم في تقديم معلومات مركزة ومبسطة للطلاب خاصة في المراحل النهائية"، مضيفًا "أنه يستفيد منها حتى من أنهوا تعليمهم من خلال استذكار ومراجعة معارفهم، وهي تعين المدرسين على تقديم الدروس بشكل مبسط وجذاب خاصة في ظل انعدام وسائل الإيضاح في الكثير من مؤسسات التعليم بموريتانيا".

ويشير اجدود إلى "أن نجاح القناة التعليمية مرهون بتوفر العديد من الشروط من أهمها: "إيجاد الطاقم التربوي المؤهل معرفيًا ولديه الخبرة المطلوبة بالإضافة إلى توفر التجهيزات والوسائل التعليمية المطلوبة، بما في ذلك الاستوديوهات المبنية بشكل جذاب يتماشى مع جلال التعليم، وهيبة المعلم، وعظم أمانة التربية، مع الأخذ في الاعتبار بطبيعة جمهور هذا النوع من القنوات بسماتهم الأولية، وخصائصهم الاجتماعية والنفسية، وأوقات تفرغهم للمشاهدة".

"إن الدراسات تؤكد فاعلية التلفزيون كقناة اتصال تعليمي، يقول اجدود، حيث تجمع التلفزيونات بين الصوت والصورة والحركة، ويمكن أن تقدم المادة التعليمية بطرق جذابة ومشوقة ومبسطة في نفس الوقت".

اقرأ/ي أيضًا: 

موريتانيا.. مبادرة لدعم مكتبات المعاهد والمدارس

موريتانيا.. السياسي والنقابي في اتحادات الطلاب