08-مايو-2023
Getty

لم يقدم رئيس الوزراء الياباني اعتذارًا واضحًا عن تاريخ بلاده الاستعماري (Getty)

تعقد في العاصمة الكورية الجنوبية قمة ثنائية مشتركة بين سيول وطوكيو، ويراهن حلفاء واشنطن في آسيا على هذه القمة لتجاوز التوترات والمشاكل في علاقاتهما الثنائية، للتصدي بشكل مشترك للتمدد الصيني المتزايد اقتصاديًا وعسكريًا و"الخطر النووي الذي تمثله كوريا الشمالية" التي ضاعفت اختبارات أسلحتها وأجرت أول تجربة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب في 2023.

التوترات تأتي على خلفية التاريخ الاستعماري لليابان في كوريا الجنوبية

وسارع البيت الأبيض إلى الترحيب بزيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى كوريا الجنوبية لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات المتوازنة والطبيعية بين البلدين بعد التعقيدات التي طبعت علاقاتهما على مدى قرون من الزمن، ويشار في هذا الصدد إلى أن زيارة كيشيدا لسيول والتي تستمر ليومين تعد الزيارة الأولى لزعيم ياباني لسيول منذ أزيد من عقد من الزمن.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد التقى كيشيدا في طوكيو منتصف آذار/مارس عندما اتفق البلدان على رفع القيود التجارية المتبادلة، وينظر إلى الزعيم الكوري بوصفه أكثر المسؤولين الكوريين حماسًا لتطوير العلاقات مع طوكيو، حيث جعل من استعادة العلاقات مع طوكيو أولوية قصوى رغم ما يواجهه من انتقادات في هذا المسار، حسب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

Getty

وفور وصول رئيس الوزراء الياباني لكوريا الجنوبية زار كيشيدا أولا المقبرة الوطنية في سيول حيث دُفن محاربون قدامى كوريون جنوبيون، لوضع الزهور، في خطوة رمزية لها دلالتها في سياق أزمة العلاقات اليابانية-الكورية الجنوبية، فالبلدان، ورغم كونهما حليفان لواشنطن، يتقاسمان ماضيًا ألقى بظلاله الثقيلة على علاقاتهما، ويعود ذلك إلى فترة الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945.

وتعليقٍا منه على الزيارة قال كيشيدا قبل مغادرته طوكيو إنه يأمل "أن تعطي هذه الزيارة زخمًا جديدًا لـلمكوك الدبلوماسي بين البلدين بعد توقف آلية للقاءات منتظمة بين مسؤوليهما منذ كانون الأول/ديسمبر 2011"، مع الإشارة إلى أن كيشيدا ونظيره الكوري الجنوبي اتفقا في آذار/مارس على استئناف العمل. وأردف كيشيدا أنه يتطلع إلى "تبادل صادق لوجهات النظر (...) على أساس علاقة ثقة".

Getty

ونقلت وكالة فرانس برس عن ليم أون جونغ الأستاذ المساعد في جامعة كونغجو الوطنية تعليقه بأن "توجه كيشيدا مباشرة إلى المقبرة الوطنية أمر ملفت".

أما الزعيم الكوري الجنوبي فعلق على الزيارة بقوله: "يصعب خلق تيارات التغيير الجيد في البداية، ولكن بمجرد إنشائها، غالبًا ما تصبح الاتجاه الجديد"، مضيفًا في كلمته الافتتاحية في اجتماعه مع كيشيدا، "أعتقد أن تيارات العلاقات بين كوريا واليابان في هذه المرحلة الآن من التأسيس والاستئناف في ظل ظروف مساعدة ومحفّزة"، وفقا لما نقلته صحيفة واشنطن بوست.

مع الإشارة إلى أن تدهور العلاقات اليابانية الكورية مرتبط مؤخرًا بإصدار محكمة كورية جنوبية في 2018 حكمًا يقضي بأن "تدفع شركات يابانية تعويضات عن العمل القسري خلال الاحتلال الياباني".

إلا أن سيول قدمت خطة مطلع آذار/مارس لدفع تعويضات للكوريين الجنوبيين الذين تعرضوا لهذه الممارسة، لا تتضمن مشاركة مالية من طوكيو.

وبالتزامن مع ذلك أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية في نيسان/أبريل أنها "بدأت عملية إجراءات إعادة كوريا الجنوبية إلى اللائحة البيضاء للشركاء التجاريين الموثوق بهم، بعد شطبها في 2019".

Getty

لا يبدو التقارب مع طوكيو مجمعًا عليه داخل سيول فبالتزامن مع إعلان زيارة كيشيدا إلى سيول تجمع عشرات الكوريين، من خلفيات يسارية، للاحتجاج على زيارة كيشيدا. وشدد المحتجون على ضرورة أن يكون ماضي الحرب والخلافات المتعلقة بها على جدول أعمال الرئيسين الكوري والياباني.

تأتي الزيارة قبل قمة مجموعة الدول السبع في ستعقد في هيروشيما الشهر الحالي، حيث من المتوقع أن يعقد الرئيس بايدن وكيشيدا ويون قمة ثلاثية

وأعرب رئيس الوزراء الياباني عن تعاطفه مع معاناة عمال السخرة الكوريين خلال الحكم الاستعماري الياباني، وقال كيشيدا في مؤتمر صحفي مشترك مع يون "أنا شخصيا أشعر بألم شديد في قلبي لأنني أفكر في الصعوبة الشديدة والحزن اللذين عاناهما الكثير من الناس في ظل البيئة القاسية في تلك الأيام"، وذلك دون تقديم اعتذار مباشر عن تلك الفترة.

وتأتي الزيارة قبل قمة مجموعة الدول السبع في ستعقد في هيروشيما الشهر الحالي، حيث من المتوقع أن يعقد الرئيس الأمريكي بايدن وكيشيدا ويون قمة ثلاثية على هامشها لمناقشة توسيع تعاونها الأمني.