27-أكتوبر-2018

من أعمال قمة إسطنبول الرباعية (كايهان ازير/الأناضول)

ألترا صوت - فريق التحرير

التقى مساء اليوم السبت 27 تشرين الأول/أكتوبر في مدينة إسطنبول التركية كل من قادة الدول الأربعة تركيا، روسيا، ألمانيا وفرنسا للتباحث عبر قمة رباعية في شأن الحرب السورية ومآلاتها على مختلف الأصعدة. وكانت التصريحات التي سبقت عقد اللقاء من مختلف الأطراف المشاركة تحدث باتجاه الأمل في التوصل لأرضية مشتركة تخلق حلولًا عملية تنقذ ما أمكن من البلاد التي فتتها الحرب على مدار السنوات الـ7 الأخيرة. 

تركزت أعين كل الأطراف المعنية بمصير الأزمة السورية على القمة الرباعية في إسطنبول نظرًا لتوقيتها وطبيعة الأطراف المشاركة فيها

لكن ما لم يتم التصريح عنه وسط "عاصفة" الأمل التي سبقت القمة، أن مختلف الأطراف المنعقدة لا تتشارك، بل وتتناقض في رؤيتها لإحدى أهم القضايا المتعلقة بالصراع السوري، وهي مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، المكلل بعشرات آلاف الجرائم والانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان السوري وحياته. 

اقرأ/ي أيضًا: "نهايات" الحرب السورية.. أنقرة تستضيف قمة رباعية في إسطنبول

حضرت موسكو في القمة، كما تحضر قواتها على الأرض في سوريا، وطائراتها الشهيرة "سوخوي" في سماء الجغرافية السورية منذ أكثر من 3 سنوات. شكل الحضور الروسي في سوريا خلال هذه السنوات، رفقة الحضور الإيراني الرسمي والمليشياتي صمام الأمان لنظام بشار الأسد، الذي كان قد تهاوى فعلًا قبل تدخل حلفائه من طهران وموسكو. لكن ضريبة هذا التدخل لم تكن حفظ السلام أو فصل القوات، بقدر ما كانت شراكة معلنة في قتل 400 ألف سوري، وتهجير، داخليًا وخارجيًا، قرابة 8 مليون مدني آخرين.  

بينما كانت فرنسا وألمانيا طوال السنوات السابقة تنتقد الأسد وتتحدث عن رحيله بشكل موارب أحيانًا ومعلن أحيانًا أخرى،  كان لتركيا موقف مغاير تمامًا طوال الأزمة السورية، سواء لناحية دعم المعارضة، أو استضافة اللاجئين، أو حتى الإصرار على عدم قبول الأسد في السلطة، بعد قمعه للثورة الشعبية التي دعت لإسقاطه ومن ثم جرائم نظامه طوال سنوات الاحتراب السوري.

أردوغان: لن نخذل التوقعات المحمودة من جهودنا حيال سوريا

جاءت أعمال القمة، وتمحورت أساسًا، حول حفظ وقف إطلاق النار المعني باتفاق إدلب، رغبة من الدول الأطراف أن يشكل هذا الاتفاق تمهيدًا للحديث عن وقف دائم لإطلاق النار في سوريا وفاتحًا لعملية سياسية ما لم يتم التوافق على تفاصيلها بعد، خاصة على أكبر ملفاتها، أي مصير الأسد، الذي خرقت قواته والمليشيات الرديفة اتفاق إدلب عدة مرات خلال الشهر الجاري.  

يمكن القول أن أعين كل الأطراف المعنية بمصير الأزمة السورية تركزت على هذه القمة في إسطنبول. فيما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعقيبًا على مجريات القمة  قائلًا "لن نخذل التوقعات المحمودة من جهودنا حيال سوريا". 

اقرأ/ي أيضًا: خرائط موسكو في ملف "إعادة إعمار" سوريا.. هنا طهران بعيدًا عن الجولان

أما الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، فكان قد صرح لدى وصوله تركيا بان الهدف من القمة هو "تجنب الكارثة الإنسانية" وكأنها لم تقع فعلًا خلال السنوات الـ7 المنقضية. ما يعبر عن طبيعة الموقف الفرنسي المتذبذب في عهد ماكرون حيال مصير الأسد، على عكس الرئيس السابق فرانسوا هولاند الذي كان أكثر وضوحًا بشأن رحيل الأسد أقله.  

بوتين: السوريين هم من تقع عليهم مهمة تحديد مستقبلهم

كما حضر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، المستقيل مؤخرًا، ستيفان دي ميستورا، داعيًا إلى ضرورة الإسراع في العمل على صياغة الدستور الجديد وإطلاق العملية السياسية.  كما تطرقت القمة في جانب منها للأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين، وكذلك إلى تنظيم داعش، الذي لم ينتهي على ما يبدو كما يحب نظام الأسد أن يروج، خاصة أن اليوم شهد معارك للتنظيم وقتلى سقطوا بنيرانه قرب دير الزور. 

في حين صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من طرفه خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب أعمال القمة إن "البيان المشترك يعكس آراء الدول الأربع من أجل توسيع دائرة التعاون في ما يخص الوضع في سوريا، وإطلاق الحوار السوري السوري، والقيام بالإصلاحات المطلوبة". مؤكدًا على ضرورة  "أن تكون هناك لجنة دستورية، وأن تكون هذه اللجنة ممثلة للشعب السوري كله"، مشاركًا الرأي مع تصريح أردوغان القائل بأنّ "السوريين هم من تقع عليهم مهمة تحديد مستقبلهم". كما طالب الرئيس الروسي بوجود ضمانات "لمن يودّ من اللاجئين العودة إلى سوريا". ليختتم المؤتمر بإعلان بيان القمة الحاجة لخلق الظروف المناسبة في كل أرجاء سوريا، للسماح بعودة اللاجئين بشكل آمن وخلق حالة استقرار تسمح بجريان الحل السلمي الذي أكدت عليه الأطراف الأربعة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مؤتمر "سوتشي" لهندسة خراب سوريا باللعنة الطائفية

ماذا تعرف عن المرتزقة الروس في سوريا؟.. 5 أسئلة تشرح لك