21-أكتوبر-2020

مخاوف مصرية من تحول الإمارات إلى مركز استخباراتي للموساد (أ.ب)

الترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية عن أن اتفاق التطبيع الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل في آب/أغسطس الماضي، قد يتسبب بأزمة دبلوماسية بين أبوظبي وحليفتها مصر، بعدما كشفت مصادر مصرية خاصة عن وجود تخوفات من القاهرة مرتبطة بتحول الإمارات لمركز إقليمي لمختلف الشركات الإسرائيلية، ووكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد).

كشفت تقارير صحفية عن أن اتفاق التطبيع الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل في آب/أغسطس الماضي، قد يتسبب بأزمة دبلوماسية بين أبوظبي وحليفتها مصر

ونقل موقع صحيفة العربي الجديد على لسان المصادر المصرية قولها إن "قرار التطبيع الإماراتي الرسمي تسبب في أزمة من نوع آخر للجانب المصري"، مشيرةً في سياق حديثها إلى أن "القاهرة بشكل عام غير راضية ولا مرحبة بخطوة التطبيع العربي الواسع"، لافتةً إلى أن ذلك ظهر واضحًا من خلال "الموقف الرسمي الذي رحب على استحياء، أو يمكن تسميته بالترحيب البروتوكولي، بخطوتي الإمارات والبحرين، لأسباب مختلفة، ربما لا تتعلق بالمبدأ نفسه".

اقرأ/ي أيضًا: وعود إماراتية بتقديم مساعدات اقتصادية للسودان.. والتطبيع هو الثمن

وكشفت المصادر عن وجود مخاوف لدى الجانب المصري مرتبطة بـ"حالة الانفتاح الكبيرة في العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، وتحول الإمارات لمركز إقليمي للشركات الإسرائيلية من جهة، وجهاز الموساد من جهة أخرى"، وهو ما تعتبره القاهرة بمثابة "خطر على الأمن المصري، نظرًا لوجود نحو مليون مصري يعملون في الإمارات، بخلاف مئات الآلاف الذين يترددون على الإمارات طوال العام لأسباب متعددة".

وأشارت المصادر موضحة أن مخاوف القاهرة من حالة الانفتاح التي تشهدها العلاقات الإماراتية– الإسرائيلية تعود أسبابها لـ"وجود عدد كبير من المصريين في الإمارات"، وهو الأمر الذي سيدفع بالمسؤولين المصريين للتعامل مع الإمارات على أنها "مسرح عمليات استخباراتية جديد"، والتي من الممكن أن تتسبب بأزمة دبلوماسية بين القاهرة وأبوظبي في وقت لاحق.

ولفتت المصادر إلى أن جهاز المخابرات العامة المصرية دخل في مشاورات لإنشاء "إدارة تكون معنية بالتواجد الإسرائيلي في الخليج خلال الفترة المقبلة"، موضحًا أن مهمة الإدارة الأساسية ستكون "متابعة الأنشطة الإسرائيلية التي من شأنها استهداف أو المساس بمصالح القاهرة من جهة، ومتابعة نشاط المصريين في الخليج"، بالأخص بعد ورود معلومات عن اقتراب إتمام تطبيع العلاقات بين تل أبيب من طرف، والسعودية وسلطنة عمان من طرف آخر.

وكان المسؤول السابق في جهاز الموساد ديفيد ميدان قد أكد في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية على أن العلاقات الإماراتية – الإسرائيلية بدأت بشكل فعلي ما بين عامي 2005 – 2006، وذلك من خلال تنظيم لقاءات بين الجانبين في دول ثالثة، على هامش مؤتمرات القمة والاجتماعات التي كان يحضرها سفراؤهما، لافتًا إلى العلاقات الجادة بين الطرفين بدأت فعليًا في عام 2006.

وأوضح ميدان في حواره مع الوكالة الروسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون قام بتكليف رئيس الموساد السابق مئير دغان بمهمتي "التصدي للتهديد الإيراني (بسبب الشكوك حول تطوير الجمهورية الإسلامية لأسلحة دمار شامل)"، فيما كان "جوهر المهمة الثانية هو إقامة روابط مع الدول السنية المعتدلة في المنطقة".

وذكرت وسائل إعلام عبرية في وقت سابق نقلًا عن معلقين يمنيين أن تل أبيب والإمارات بدأتا التعاون على إنشاء قواعد عسكرية استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية، والتي يتوسط موقعها مضيق غواردافوي وبحر العرب، مشيرةً إلى أن القواعد ستكون في مطار المكلا في حضرموت التي تسيطر عليها الميليشيات الممولة من أبوظبي، وقاعدة مطار الغيضة في المهرة التي تشرف عليها القوات السعودية، فضلًا عن قاعدة ثالثة ستكون في جزيرة سقطرى.

كشفت المصادر عن وجود مخاوف لدى الجانب المصري مرتبطة بـ"حالة الانفتاح الكبيرة في العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، وتحول الإمارات لمركز إقليمي للشركات الإسرائيلية من جهة، وجهاز الموساد من جهة أخرى"

وكانت عديد التقارير الغربية التي صدرت خلال الأعوام الماضية قد أشارت إلى أن أبوظبي اعتمدت على خبراء إسرائيليين لديهم مهارات عالية بهدف اقتحام شبكات الإنترنت للتجسس على نشطاء حقوق الإنسان، وشخصيات سياسية، بالإضافة لنشطاء يعارضون سياسات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لافتةً إلى أن الخبراء الذين جندتهم الإمارات للعمل معها خدموا سابقًا ضمن قوات النخبة الإسرائيلية للأمن السيبراني، حيث عملت على دفع مبالغ كبيرة لاستقطابهم، وصلت إلى مليون دولار أمريكي سنويًا.