قلق أفريقي من كأس العالم 2026.. هل سترحب أميركا بالجميع؟
31 أغسطس 2025
واجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو أسئلة مباشرة من وسائل إعلام أفريقية حول مدى شعور المشجعين من القارة بالأمان والترحيب خلال كأس العالم 2026، الذي تستضيفه الولايات المتحدة إلى جانب كندا والمكسيك. وقد عبّر صحفيون أفارقة، في مؤتمر صحفي عقد في نيروبي، عن مخاوف متزايدة بشأن المناخ السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن بعض المشجعين يشعرون بأنهم "غير مُرحّب بهم" أو يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.
الصحفي الجنوب أفريقي الذي طرح السؤال، والذي لم تُكشف "أسوشيتد برس" هويته، قال بوضوح: "نحن ذاهبون للعب في بلد لا يشعر بعضنا فيه بالترحيب". وقد جلس إلى جانب إنفانتينو في المؤتمر نائب رئيس الفيفا باتريس موتسيبي، وهو رجل أعمال بارز ورئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وشقيق زوجة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الذي كانت زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض في أيار/مايو الماضي متوترة، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو أسئلة مباشرة من وسائل إعلام أفريقية حول مدى شعور المشجعين من القارة بالأمان والترحيب خلال كأس العالم 2026
ورغم أن إنفانتينو حاول طمأنة الحضور بقوله: "الجميع سيكونون مُرحّبًا بهم في أميركا الشمالية"، إلا أن الصحفيين أصرّوا على ضرورة ضمان ألا يشعر الزوار الأفارقة بأنهم مستثنون أو مهمّشون. وأضاف إنفانتينو: "من المهم توضيح هذه النقطة، هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة".
مشاركة أفريقية واسعة في البطولة
تشارك تسعة منتخبات أفريقية على الأقل في النسخة الموسعة من كأس العالم، التي تضم 48 فريقًا وتُقام بين 11 حزيران/يونيو و19 تموز/يوليو في 11 مدينة أميركية، بالإضافة إلى ثلاث مدن مكسيكية واثنتين كنديتين. مصر والمغرب وجنوب أفريقيا تتصدر مجموعاتها في التصفيات، ومن المرجح أن تتأهل رسميًا في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. كما أن هناك فرصة لفريق أفريقي عاشر للتأهل عبر الملحق القاري.
وقد أعلن إنفانتينو وترامب مؤخرًا أن مراسم سحب قرعة البطولة ستُقام في مركز كينيدي بواشنطن العاصمة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، في خطوة رمزية تعكس العلاقة الوثيقة بين رئيس الفيفا والرئيس الأميركي، والتي بدأت منذ حضور إنفانتينو لحفل تنصيب ترامب في الكونغرس عام 2017.
التأشيرات والتحديات اللوجستية
تبدأ عملية بيع تذاكر المباريات الـ104 في 10 أيلول/سبتمبر، وسط مخاوف مستمرة بشأن حصول المشجعين على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، التي تفرض قيودًا على السفر من عشرات الدول. ورغم أن الإدارة الأميركية وعدت باستثناءات للفرق والمسؤولين الرياضيين المشاركين في البطولة، فإن وضع المشجعين لا يزال غامضًا.
موتسيبي أكد أن هناك "عملًا دبلوماسيًا هادئًا" يجري مع السلطات الأميركية لضمان سلاسة تنظيم البطولة، مضيفًا: "نحن واثقون من أننا سنلبي جميع المتطلبات، وسيكون هناك وصول كافٍ للمشجعين الأفارقة".
إنفانتينو أشار إلى أن بطولة كأس العالم للأندية التي أُقيمت في الولايات المتحدة هذا الصيف شهدت حضور مشجعين من 164 دولة "دون أي مشاكل تُذكر في التأشيرات"، معتبرًا أن "العالم بحاجة إلى مناسبات توحّد الشعوب".
الجدل حول استضافة الولايات المتحدة للبطولة لا يقتصر على التأشيرات، بل يمتد إلى تصريحات سياسية مثيرة للجدل. فقد نُقل عن ترامب قوله لإنفانتينو إن تنظيم مباريات كأس العالم في لوس أنجلوس لم يكن ليحدث لولا إرسال قوات إلى المدينة مؤخرًا، في إشارة إلى أحداث داخلية أثارت انتقادات واسعة.
ورغم ذلك، حاول إنفانتينو إنهاء المؤتمر بنبرة تفاؤلية، قائلاً: "كونوا إيجابيين، سترون احتفالًا رائعًا بأعظم نسخة من كأس العالم على الإطلاق".