06-أبريل-2017

إيفانكا ترامب وتغريدتها (فوكس نيوز)

غردت الشقراء إيفانكا، بطريقتها الناعمة، تعبيرًا عن صدمتها بمجزرة الكيماوي التي قتلت 100 مواطن في خان شيخون، بريف إدلب، بينهم 25 طفلًا ماتوا وهم يحدقون بسماء الله الواسعة مذهولين من خيبة الأوكسجين في صدورهم الصغيرة.

إيفانكا قالت على تويتر إنها مصدومة بالصور المرعبة القادمة من سوريا

إيفانكا قالت إنها مصدومة بالصور المرعبة القادمة من سوريا، وإن قلبها مكسور لموت الأطفال المباغت. إيفانكا التي تعيش في أمريكا البعيدة زمانًا ومكانًا، وإيفانكا المشغولة بأزيائها، وابتسامتها، وبثروة والدها الاقتصادية والسياسية، ومع كل هذا الغرق في عالمها البعيد صدمت الأمريكية الشقراء الباردة.

اقرأ/ي أيضًا: الهوب هوب لم يوصلني إلى مدن الشوايا

هنا في الشرق الساخن بكل ما فيه؛ موته وحياته التي لا تشبه الحياة، وبدمه الموزع والمسال، وبادعاءات القيم والمصير الواحد، والشرق المحشو بالمشاعر التي تفيض عنه... هنا في كل هذا الشرق الدعيّ لم توقظ أفواه أطفال خان شيخون امراة من خدرها وخشيتها وجبنها.

نساء ملوك العرب ورؤسائهم، وفناناتهم، وإعلامياتهم، ولا حتى نسوة الشارع المخملي في دمشق المكلومة، ولا بيروت الفوضى، ولا قاهرة المعز التي تفيض بالنجمات وستارزات المغنى والمعنى.... صمت مطبق مريب، فالمرأة أمّ لا تصمت عندما يضام طفل فكيف به مخنوقاً في شارع غرق بماء النجدة فلم ينقذه أحد.

من المؤكد أن الممثلة رغدة التي لا تكاد تترك فرصة للتعبير عن وطنيتها وكرهها للموت، لن تدلي برأيها في هذا الموت الكبير. هي فقط تصرخ وتهدد عندما يسقط قتيل من قذيفة هاون عمياء في أحد شوارع دمشق، وهو مدان بالتأكيد فكيف بهذا الموت الجماعي لا يحركها؟

كوثر البشراوي لم تنزع بعد قبلتها عن حذاء الجندي البطل، وهي اليوم لن تجد وقتًا لتوزيع دمعة حزن على ما جرى في خان شيخون، وبالضبط ليست معنية بمن قتلهم "الإرهابيون"، كما قالت صحيفة "الشروق" التونسية وهم يعملون في المعمل الكيماوي.

لن تدلي رغدة، وهي التي لا تكاد تترك فرصة للتعبير عن وطنيتها وكرهها للموت، برأيها في هذا الموت الكبير

كل نجمات العرب من أمهات وعازبات فضلن الصمت الغريب، ريثما يخرج موقف رسمي عربي من صمت القبور المخيم في قصور الزعماء، وعندها ربما ستزدحم الأصوات، ويبدأ العويل الكاذب على الضحايا.

اقرأ/ي أيضًا: قاق... قاق... قاق

أمهات العرب البسيطات بالتأكيد بكين في كل العواصم والحارات والبيوت، في دمشق ورام الله والقاهرة وعمان والقدس وغيرها من بلاد، لأنهن أمهات الفقراء والمظلومين، ولأنهن شريكات الجوع والتهميش في وطن عربي بات يعج بكل أشكال الظلم والقسوة.

إيفانكا الشقراء الناعمة المصدومة بموتنا شكرًا... شكرًا لأنك في زحمة نوم نساء العرب الفاخرات قلت كلمة حق، وإن كانت باردة، أو مجاملة، لكنها كلمة حق في وقت الظلم الكبير والموت المبلل بالسارين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التشبيح البرلماني من تونس إلى سوريا

الثورة اليتيمة.. أكبر من مجرد ذكرى سادسة