31-ديسمبر-2017

شوقي شمعون/ لبنان

إلى الغرق

قلبي قارب صغير

لم يكن يملك سوى خريطة واحدة

حين فقد شراعه

على تخوم ذاكرة الحب والحرب

قلبي

ذاك النبض الخافت

في عالم يضج بالعويل

سألني:

-لماذا لا تصدق الأنبياء ؟

-لأنهم تركوني معلّقًا بين الحقيقة والخرافة.

اختلط عليّ الأمر

لم أعد أعرف أيهما أنا

ذاك النبيذ المقدس أو نشوته الأولى

روح الله أو... ظله

النبع أو مصبه

البحر أو ملحه

ذاك الجدار أو ظله

جنون الرقص.. أو مجونه

ولماذا تخشع الروح أمام بكاء النايات

ولا تعبأ بصوت الله في المآذن...؟؟

قلبي قارب صغير

يحمل كل من سكنوا حجرات الذاكرة اللعينة

إلى الغرق.

 

قبضة من ريح

كلما أطلت النظر إلى البحيرة..

تخبرني سذاجة النهر

أي فخ سقط به.

 

كان البحر بانتظارك

لكنك فضلت مكر الضفاف المغلقة

على جرأة الإبحار...

أنا لست شجرة..

لكن حين ينهمر المطر.. أتقمص عطشها

تلك الشجرة في قصيدتك..

منحتني ظلها.

صار صوتي أخضر

قلبي المفتون بجيوب قصيدتك الملأى بالحلوى

كقفير نحل

حين مستّه أصابعك

انفجر عسلًا

حين أحبك.. تمتلئ مقاهي دمشق بالعشاق

حين أحبك.. يهاجر الحزن من صوامع القمح في درعا

حين أحبك.. تزدحم شوارع حلب بالفرح

حين احبك.. تستوي نساء الرقة على عرش الجمال

 

ما زلت أربي ضفائري..

أربط أقواس قزح في نهاية الجديلة

أسرق الحلوى من خزائن الليل

أتابع بشغف حكايات عالمية وقصص السندباد

أتناول "البوظة" مع طفلي بينما نجلس على رصيف الغرباء

تدهشني الأراجيح وأسابق الأولاد لأطير بها..

وفي كل مرة أحلم أن أصل لأقطف قبلة من نجم بعيد..

أنط على قدم واحدة في الأزقة..

ولا أخاف لو رآني أحد من أبناء جيلي

أختبئ خلف شجرة.. وحين أرى القلق في عين طفلي..

أفاجئه بضحكة تشق ثوب الكآبة

مازلنا أنا وهو "نتمرمغ" على العشب الطازج

حتى يبللنا البرق

ثم أدعوه للرقص على صوت الرعد القادم من جهة المجهول

ما زلت أحب الهدايا البسيطة

وما زلت أنتظر ساعي البريد وأخاف أن أقع في حبه في نهاية الانتظار

ما زالت الليدي أوسكار سيدة الحكايات

وما زلت أنا هي أنا

ما زلت من رعاة الملح على سواحل القصيدة

والشوق غابة.. إيقاع صوتك حطّابها

توقف قليلًا..

قد تتسع جعبة رحيلك

لقبلاتي المجففة..

ما تبقى من حروف اسمي

وقبضة من ريح

اخبرتني جدتي بأن من يفتح نافذة للأحلام لا يموت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دوريان لوكس: مثل حبلٍ فوق بحيرة

اتصالاتٌ مُرجَأة