30-مارس-2021

صورة متداولة لضحية الاعتداء إسراء عماد

انتشر خبر تعرّض الشابة المصرية إسراء عماد للضرب المبرّح على يد زوجها وشقيقه ووالدتهما وشغل الرأي العام في مصر، كما أشعل  الخبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة، مع المطالبة بإنزال أشد العقوبات بالمسؤولين عن الاعتداء عليها. وأتت حادثة الاعتداء على إسراء عماد، في الوقت الذي يعيش فيه المواطن المصري فترة حرجة على مختلف المستويات، وفي الوقت الذي تنهال المصائب والكوارث عليه من كل حدب وصوب، في ظل عجز السلطة الكامل عن التعامل مع ما يجري، مثل ما حصل في  انهيار مبنى في جسر السويس فوق رؤوس قاطنيه، الأمر الذي تسبب بمجزرة حقيقية، إضافة إلى حادثة تصادم القطارين في سوهاج قبل أيام، ناهيك عن الأثر السلبي الذي ألحقته حادثة جنوح سفينة إيفير غيفين في قناة السويس وتعطيلها لحركة الملاحة، والتعامل الكارثي للسلطة في التعامل مع الأزمة إعلاميًا وعلى الأرض، ليجد المواطن المصري نفسه وحيدًا بدون أي غطاء أو نظام أمان، حيث يمكن للموت أن يأتيه من أي مكان وبطرق مختلفة.

تضمنت التعليقات على قضية الفتاة إسراء عماد انتقادات لموقف السلطات الرسمية من الجناة ومطالبات بأشد العقوبات لهم

بالعودة إلى قضية إسراء عماد، وبحسب مستشفى المنصورة الذي نقلت إليه، فإن الشابة المغدورة ابنة الـ18 سنة، وهي أم لطفل واحد،  تعرّضت للضرب المبرح، وكانت تعاني  من جروح وإصابات خطيرة لدى وصولها المستشفى. وقد أطلق الناشطون والمغردون وسم "حق إسراء عماد"، وعبّروا من خلاله عن غضبهم من الحادثة، ودعوا الجهات المختصة إلى تحمّل مسؤولياتها لمعاقبة المرتكبين بالطريقة المناسبة التي من شأنها أن تردع المجرمين مستقبلًا. وقد تضاربت الأنباء في مصر خلال يوم الإثنين حول مصير إسراء عماد، حيث انتشرت أخبار في الصباح حول أنها فارقت الحياة بعد وصولها إلى المستشفى،  وأبدى عدد من الناشطين غضبه بسبب  وفاة إسراء عماد، وأشاروا إلى أن المستشفى حاول إخفاء جثتها والتستر على الجريمة، كما تم تهديد عائلتها ومطالبتها بالتزام الصمت، فيما كانت جهات رسمية مصرية تؤكّد بأن إسراء عماد لم تفارق الحياة، وهي تعاني من جروح خطيرة، وهو الاحتمال الذي يبدو أكثر ترجيحًا. 

الناشطة شروق أبو زيد مثلًا قالت إن إسراء قُتلت بطريقة وحشية، وأن المستشفى أخفت جثتها في في البداية وأنكرت حصول الجريمة، واستخدمت شروق وسم   "women are insecure in Egypt" أي أن النساء في مصر لا يحظين بالأمان. 

وقالت الناشطة سارة أننا بتنا في العالم العربي نسمع بشكل أسبوعي بقصص لفتيات تعرضن للعنف أو القتل، وتوقّعت أن يكون عدد الحالات التي لا نسمع بها أكثر بكثير. وبحسب سارة محمد، فإن عائلة إسراء التي قُتلت  أو ضربت بشكل مبرّح بسبب خلاف مع زوجها ووالدته، تلقّت تهديدًا بقتل شقيق إسراء، في حال أثاروا الموضوع في الإعلام. 

وانتشرت مساء الإثنين مقاطع فيديو تظهر إسراء وهي على قيد الحياة، لكن الإصابات البالغة واضحة على وجهها وفي أنحاء جسمها. وقال موقع مصر تايمز  إنه تواصل مع الفتاة المعتدى عليها، ونقل عنها قولها "أنا تعبانة ومش قادرة آخد نفسي.. ومفيش فيا حتة سليمة. وشي كله بايظ وجسمي بايظ.. وكل اللي أنا عاوزاه حقي".

الناشط عمر أحمد قال إن الموضوع لا يمكن السكوت عنه، وطالب بإنزال أشد العقوبات بالزوج وشقيقه ووالدتهما، فيما أثار قرار المحكمة إطلاق سراح زوج الضحية، بالرغم من اعترافه بذنبه، غضب الناشطين، فقالت ريهام ديب إن بيان المستسفى واضح، وإن ما فعله الجاني هو شروع بالقتل، ومع ذلك فالسلطات تركته حرًا طليقًا.

كذلك تمنّى طارق المنصور على القاضي الذي ستوكل إليه مهمة البت بالقضية، أن يصدر أقصى عقوبة ضد الجناة، علّ هذا يضمّد الجرح الغائر الذي أصاب الجميع بعد الاعتداء على إسراء. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أزمة السويس.. سخرية بمقاسات عالمية وتضليل من إعلام السيسي

حساب نيكولاس مادورو في فيسبوك قيد التجميد بسبب دواء مزعوم لكوفيد-19