25-يونيو-2018

محمد بدارنة/ فلسطين

  • إلى جاد

1

أنت وحدكَ تصدِّقُ أننا أعدنا بناء السافانا التي التهمتها الجرافات. نفخنا معًا على أشجار الاسمنت فطارتْ مثل أوراقٍ في الريح، ثم أخذنا نفَسًا عميقًا ونفخنا ثانيةً، بعدما أضمرنا نيةً ذات لون أخصرَ، فعادت البريةُ كما كانت قبل مجيء الكائنات الحديدية المتوحشة. يدًا بيدٍ رحنا نقفزُ كالنمور تحت سماء مؤجلة.

القمرُ صحنٌ من الفضَّة المجلوّة بأعشابٍ تنبتُ فقط تحت ضوء قمرٍ تام، تلك الفضّة العتيقة التي لا تزال صالحةً لأعراس البدو. الجداتُ كسَرْنَ غلايينهن الطويلة على أحجار الرحى وبكَّرنَ في النوم لكي يريْنَ، في أحلامهن، أحفادَهن النمور.

أحرى بهم أن يصدقوا لأنهم بذلك يعجنون الحلم في خبز القرابين.. يا حفيدَ النمر الكهل أعبر من هذه الطاقة التي فتحتها أحلامُ الجدات إلى موطنك المفقود.

 

2

لديك عصفور بلاستيكي

لكنك لا تركض وراءه مثلما تفعل

عندما نخرج معًا إلى الحديقة.

*

 

ليتني أعرف ما يدور في رأسك

وأنت تتفقَّد حيواناتكَ البلاستكية المفضلة

ولا ماذا تفكر عندما يتلمَّس خط يدك الكبير

الطريق إلى الغابة.

لا أعرف.

لأني لست مثلك بلا أفكار مسبقة.

*

 

من تعابير وجهك

الجادة حينًا

الضاحكة حينًا آخر

أعرف أنك لا تعتبر الأوراق الملونة

التي تلصقها على اللوح الكرتوني

مجرد مادة جامدة

بل ربما أعضاء حيّة

تجمعُ شملها.. ثم تعمل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الميّت وأهله

أنا حلّاج شهوتي