29-مايو-2023
getty

تُصر جهات ليبية على تحويل القضية إلى موضع جدل سياسي (Getty)

نفذت طائرات ليبية مُسيّرة غارات، على ميناء الماية في مدينة الزاوية، مساء أمس الأحد، وذلك للمرة الثانية خلال يومين، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

تحولت الغارات التي استهدفت عدة نقاط لعصابات تهريب البشر، إلى موضوع جدل سياسي في ليبيا

أثار قصف مدينة الزاوية غرب ليبيا، قبل يومين، بالطيران المُسيّر من قبل وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، جدلًا سياسيًا في ليبيا وتباينًا في المواقف قد يلقي بظلاله على التسوية السياسية.

واستهدف القصف الذي جرى، مساء السبت، حسب مصادر محلية، عصابات في جنوب مدينة صرمان، بالإضافة إلى مواقع في مدينة العجيلات، ومقر مجموعة الكابوات التابعة لعثمان اللهب آمر الكتيبة 103.

ووفقًا لأعضاء في مجلس حكماء وأعيان الزاوية، فإن الوضع الأمني في المدينة مستقر حاليًا، معي نفي وجود أي رد مسلح على القصف الجوي، الذي أكدوا أنه استهدف مراكز ومستودعات تهريب الوقود.

زكي وزكية الصناعي

وأكدت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة المعترف بها دوليًا، قيام الطيران المُسيّر التابع لها بقصف عدة مواقع في الزاوية، لمحاربة أوكار عصابات تهريب الوقود، وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر، مؤكدةً أنها "لن تتوقف إلّا بتحقيق جميع أهدافها"، وفق بيان نُشر أمس الأحد.

قضية سياسية

على الطرف الآخر، تُصر جهات سياسية ليبية على رواية منافية لرواية وزارة الدفاع التابعة لحكومة الدبيبة، وفي هذا الصدد نفى خالد المشري رئيس مجلس الدولة، علم محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي بعملية القصف، كما نقل المشري عن السفير التركي نفيه "وجود أي علاقة لتركيا بما يحدث"، وأكد المشري أن الطائرات المُسيّرة التي نفذت الهجوم مملكة لحكومة الدبيبة الذي أمر بالقصف لتصفية حسابات سياسية، على حد تعبيره، واصفَا قصف الزاوية "بأنه توظيف من قبل الدبيبة بصفته وزير الدفاع لسلاح الطيران المُسيّر لتصفية حسابات سياسية ضد أطراف مختلفة معه سياسيا بحجة مكافحة الجريمة"، وفق زعمه.

وطالب المشري، وهو عضو مؤتمر وطني عن الزاوية، رسميا من المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، "سحب صلاحيات الطيران المسير وقيادته من الدبيبة الذي يستغله سياسيًا لإرهاب خصومه ومواجهتهم"، على حدِّ تعبيره.

بودكاست مسموعة

ودخلت الأطراف في الشرق الليبي على خط الإدانة، حيث دانت وزارة الداخلية التابعة لحكومة برلمان طبرق القصف الجوي الذي تعرضت له عدّة مواقع في مدينة الزاوية، واستهدف ميناء الماية، وأكّد بيان وزارة الداخلية في حكومة برلمان طبرق أن القصف الذي استهدف مدينة الزاوية "قصف عشوائي استهدف إدارة خفر السواحل في المنطقة الغربية، وأسفر عن إصابة عدد من عناصر الأمن التابعين للوزارة"، وطالب بيان الداخلية "مجلس الأمن بالتحقيق في الحادث".

بدوره اعتبر برلمان طبرق أن القصف الذي استهدف مناطق في مدينة الزاوية "يزيد من حالة الاحتقان وزعزعة الوضع الأمني والفوضى، ويفشل مساعي استتباب الأمن وإجراء الانتخابات".

استهدف القصف الذي جرى، مساء السبت، حسب مصادر محلية، عصابات في جنوب مدينة صرمان

يشار إلى أن مدينة الزاوية تقع على بعد 40 كلم غرب طرابلس، وتعدّ ثالث أكبر مدن الغرب الليبي من حيث المساحة والسكان، وتوجد فيها أكبر مصفاة نفط ليبية، وتنشط فيها منذ عام 2011 عصابات تختص تهريب الوقود المدعوم، والاتجار بالبشر.