قصفٌ تحت غطاء المفاوضات.. إسرائيل تواصل عدوانها رغم خطة ترامب
5 أكتوبر 2025
بينما يترقّب العالم انطلاق مفاوضات تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، بعد موافقة كلٍّ من حماس والاحتلال الإسرائيلي عليها، تواصل تل أبيب تجاهل دعوته إلى وقف إطلاق النار. فقد شهد أمس السبت تصعيدًا دمويًا جديدًا، أودت خلاله الغارات الإسرائيلية بحياة أكثر من 70 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال. ويكشف هذا التصعيد، وفق المقاومة في غزة، "أكاذيب نتنياهو حول تقليص العمليات العسكرية ضدّ المدنيين".
كما تواصَلَ القصف الإسرائيلي مع الساعات الأولى لفجر اليوم الأحد، حيث استهدفت مدينة غزة بقصف شديد، كما ألقت مسيرات الاحتلال قنابل على خيام النازحين شرقي منطقة أصداء شمالي محافظة خانيونس جنوب القطاع ما أسفر عن سقوط جرحى. وأعلنت مصادر في قطاع غزة عن استشهاد فلسطيني من منتظري المساعدات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي محور موراغ جنوبي القطاع.
ترتيبات خطة ترامب: خط انسحاب أوّلي
من المتوقع أن يصل إلى القاهرة، اليوم الأحد أو غدًا الإثنين، وفد أميركي بقيادة ستيف ويتكوف لإطلاق المفاوضات حول تنفيذ خطة ترامب.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ سيبدأ تبادل الأسرى والمفقودين وسنهيئ الظروف للمرحلة التالية للانسحاب من غزة".
واصلت إسرائيل قصف غزة موقعةً أكثر من 70 شهيدًا، في ما اعتبرته المقاومة دليلًا على "أكاذيب نتنياهو"
وكشف ترامب عن موافقة إسرائيل، بعد مفاوضات، على "خط الانسحاب الأولي من غزة والذي ننتظر موافقة حماس عليه لبدء وقف إطلاق النار". وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فقد أبلغت سلطات الاحتلال الطرف الأميركي أنها ستبقى "في 3 مواقع في قطاع غزة خلال السنوات المقبلة"، وتتمثل تلك المواقع في محور صلاح الدين على الحدود مصر، ويثير هذا الأمر حساسية لدى القاهرة، بالإضافة لمنطقة تلة السبعين المعروفة محليًا بتلة المنطار الواقعة شرق حي الشجاعية، حيث ترتفع 70 مترًا فوق سطح البحر، وهذا ما يجعلها منطقة استراتيجية لأنها تمنح "سيطرة نارية وبصرية على مساحات واسعة من شمال القطاع بما فيها مدينة غزة ومخيم جباليا، أما المنطقة الثالثة التي تضمن بقاء جيش الاحتلال في منطقة عازلة داخل حدود القطاع فلم تحدد المصادر الإسرائيلي "عمقها ولا مساحتها".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد في بيان أنه "سيعيد جميع المخطوفين بينما يبقى الجيش في القطاع"
ويبعد خط الانسحاب، وفقًا لخريطة نشرها ترامب، عن الحدود مع "إسرائيل" مسافات تراوح بين 1.5 كيلومترًا الى 3.5 كيلومترات.
وأضاف ترامب قائلًا: "عندما تؤكد حماس موافقتها على خط الانسحاب هذا، سيسري وقف إطلاق النار على الفور، وسيبدأ تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ما يُمهّد الطريق للمرحلة التالية من انسحاب إسرائيل من القطاع الفلسطيني"، وحذّر ترامب، الطامح لنيل جائزة نوبل للسلام، أنه "لن يتهاون مع أي تأخير بشأن تنفيذ الخطة، وإلا ستُصبح كل الاحتمالات واردة" حسب تهديداته.
تحفّظ حماس
ادّعت هيئة البث الإسرائيلية أنّ مصادرها أكّدت أن حركة المقاومة الإسلامية حماس "تحفّظت على خريطة الانسحاب التي طرحها ترامب"، ويعدّ هذا التحفظ، حسب الإسرائيليين، مجرد قضية واحدة من 3 قضايا تعدّ محل خلاف بين "إسرائيل وحماس"، وهذه القضايا هي "خريطة الانسحاب ومصير سلاح المقاومة وشروط تبادل الأسرى".
ومن المتوقع أن تركّز عليها المفاوضات في القاهرة التي سيحضرها ويتكوف وجاريد كوشنر وعن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
صاروخ يمني
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه اعترض، اليوم الأحد، صاروخًا يمنيًا أطلقه الحوثيون صوب الأراضي المحتلة"، وأفاد بيان صادر الجيش أنّ "صفارات الإنذار دوّت وفقًا للبروتوكول".
وأعلن الحوثيون أمس السبت أنّ موقفهم "سلمًا أو حربًا" مرتبط بموقف المقاومة في غزة، مشددين على وقوفهم مع خياراتها. ويقوم الحوثيون، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بلعب دور إسناد للمقاومة في غزة من خلال استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل أو المرتبطة بها في مياه البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وعبر إطلاق صواريخ ومسيّرات تستهدف العمق الإسرائيلي، وقد أفلتت مسيرة تابعة للحوثيين، الشهر الماضي، من الدفاعات الجوية الإسرائيلية وانفجرت في منتجع إيلات السياحي حيث أصيب 22 شخصًا بجروح.
الحراك الاحتجاجي العالمي
شهدت شوارع روما وبرشلونة ومدريد ودبلن ولندن، أمس السبت، مظاهرات شارك فيها الآلاف، دعمًا للفلسطينيين، وللمطالبة بإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والإفراج عن ناشطي أسطول الصمود العالمي الذي اعترضته إسرائيل خلال إبحاره باتجاه سواحل القطاع لكسر الحصار المستمر منذ 18 عامًا والذي اشتدّت وطأتُه مع حرب الإبادة الجماعية التي توشك على دخول عامها الثالث.
وتحدث منظمو الاحتجاجات في إيطاليا عن خروج نحو "مليون" متظاهر للشارع، فيما قالت الشرطة إن الأعداد كانت في حدود ربع مليون، هتفوا جميعًا بشعارات: "أوقفوا الإبادة"، و"فلسطين حرة".
وفي إسبانيا خرج حوالي 200 ألف متظاهر توزعوا بين العاصمة مدريد ومدينة برشلونة، رافعين لافتة ضخمة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل".