17-يناير-2020

جوان قادو (فيسبوك)

هذه القصائد مترجمة عن اللغة الكردية للشاعر جوان قادو. قادو من مواليد القامشلي 1980، مقيم في ألمانيا.


1

ظللت طوال اليوم ملتزمًا السكون

حولي يثير الأصدقاءُ الكونَ،

يتحدثون عن التغيرات الكبيرة:

الديمقراطية، الحب من طرف واحد، شرف القبيلة وكيف تضاجع امرأةً دون زواج،

وفي الأثناء يسكبون الوصايا فوق رأسي

مثلما توزع النساء، في صباحات الأعياد، السكاكرَ المنذورةَ لأرواح الموتى فوق رؤوس الأطفال.

بعضهم يقول: اضطجع ولا تفكر بأي شيء،

بعضهم يقول: لا شيء يستحق، اخرج وتمشَّ قليلًا فترتاح،

وبعضهم الآخر يقول: افعل ما تراه خيرًا لك.

أفعل!

في كل الأحوال حاولت أن أتدبر خيرًا مما قيل، ولم أستفد شيئًا،

سوى أن ألتزم السكون.

 

2

حين يُفترَض أن يحتدَّ لساني مثل شفرة المطهِّر

حيث يثرثر الآخرون، ألجأ إلى الصمت،

خاصة حين أكتشف أن قريني ينتظر مني الكلام.

في هذه اللحظة تمامًا أفقد الرغبة في الحديث.

لأني لم أؤمن يومًا أن الكلام قادر على تغيير شيء ما، ألتزم الصمت.

أصمت، لا إيمانًا مني بالصمت، لا،

أصمت كي أحتفظ بالألم لنفسي، كخرزة زرقاء

كصبر أليف، به أستطيع مداراة قلبي في اللحظات التي تسبق النوم.

 

3

تبعثر نومي شظية شظية

كلُقَيمات الخبز التي يفتها المريض،

كالمزق الفائضة عن أبسطة البدو

والرتوق على مرافق الفقراء.

أرفوها في لحظات الأرق الكريم والنعاس ثم أفتح الطريق للتنهدات والوساوس كي أخيط منها لحافًا على هواي، أغطي به الطرف المتعفن من جسد اليقظة.

 

4

طفلٌ مصابٌ بالحصبة يجري في رأسي

أناديه فيتجاهلني،

ألاحقه فلا ألحقه،

أنام فيوقظني،

يبح صوتي من مناداته

ولا يلتفت إلي.

أرى أثر قدمه في وحل خجلي

في يده سلحفاتان انقلبتا على ظهريهما

عيناي الميتتان.

عينان وحشيتان كنت أرى بهما رائحة احتضار الورد في الألم

والحرية السقيمة، التي تأكل جيفة عشاقها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا يطغى الشعر على الأدب الكردي؟

مِهڤان.. نزيل الحياة