05-أبريل-2022
لوحة لـ بول كلي/ ألمانيا

لوحة لـ بول كلي/ ألمانيا

1

ما هذا الموسم الغريب؟

لم ينجُ منه أحد

باستثناء حبات المطر

 

تعصفُ ريحٌ عابرةٍ

تحملُ شيئًا عن المغادرةِ

 

ترتعشُ

شجرةٌ وحيدةٌ

مجردةٌ من الأوراق

ضد سماء فضية شاسعة

ما تزال الطيور تختار الجثوم عليها؟

 

في الساعاتِ المتلاشية

بينما تتظاهر الجدران بالنوم

كلانا يترقب

النوافذ المغطاة بالغياب

لتغمر ظلام الليل

 

في باحةِ عينيكَ المليئتين بالحطام:

شظايا لاحلامٍ زجاجيةٍ

أجوبةٌ مفقودة منذ فترة طويلة

لأسئلةٍ لم نعد نعرفها!

 

تنسابُ منهما

اصداء بعيدة

لأغنية عابرة

تركتْ رنين يدق في رأسي

مثل أجراسِ الحداد

 

كل هذهِ الانكسارات تحت المطر

هل هناك حاجة ملحة لإصلاحها؟

 

حزام الزمن مشدود

إلى شجرةٍ وحيدة ٍ

مجردة من الأوراق

 

ملاحظاتٌ تشبه الامنيات

تُزيين أطرافها العارية

 

وها أنا ذا أمنية في مهب الريح

آمل أن تبتكرني العاصفة.

 

2

القصائد الطويلة

متصدعة إلى قطع

 

الصور التي تم استعاراتها

ستار من:

الشهوة

والحب

والخسارة

 

لا توجد رحلة أكثر

كوميدية من ألمك

 

الأخطاء التي ارتكبت إلى الأبد

محفورة عبثا في عينيك

تختلط مع دموعك

 

ما تزال الصفحات القديمة..

فارغة

 

وانت ما تزال غريبا وغير كامل

تعاني الندم..

تحاول أن تختبئ بعيدا عن قلبك

 

3

خلف النافذة

حلم يعاني

من حمى طويلة

 

خلف النافذة

تمكث الاشياء

التي نحتت الألم

 

خلف النافذة

وردة وحيدة

تحاول الوصول الى ما هو غير موجود

 

خلف النافذة

حلم يحتضر..

ألم يمضي مزهوًا

في لحظة حبس فيها العالم أنفاسه

داس على

وردة وحيدة

 

4

السماءُ تتلاشى إلى اللون الرمادي

نفس الطريقة التي سيفعلونها معك دائمًا

 

وفيما ترتدي المسافة فستانها

الممتلئ بالصمت والمطر

تتأمل وعدًا مخمليًا بالعودة!

 

أنا وأنت

قواربٌ راسيةٌ في "ماذا لو؟"

يمرُّ بنا الوقت

بخصلاتٍ مجعدةٍ

تشبهُ إلى حدٍ كبيرٍ

تجاعيد وجهك!

 

وبينما يدكَ

ترفُّ مثل فراشةٍ ما زالتْ أجنحتها تلتقطُ الضوء

تأخذُ يدي

نحو اشياء ناعمة!

داكنة،

رموز صغيرة،

لذاكرةٍ طويلةٍ

 

تترك ملاحظة على القمر

لا يمكنني قرأتها

الا بعيون مغلقة!

 

يتسللُ المساء من النافذة

يسري تحت الاغطيةِ

يراقب بهدوء اجسادنا الخائرة

مزاجهُ الرمادي

جعلنا نتوق إلى اللون!

كما لو كان طموحًا ضائعًا

 

إنها تمطر، وأنتَ ترسم!

متى ستدرك ضآلةَ اللون؟

 

5

أعرني صوتَكَ

حتى أسقطُ، بلا خوفٍ

 

لقد حدثَ كلَ شيءٍ

الأرضُ ترتجفُ،

بينما تدوسُ رائحتُكَ

على هشاشتي

 

الشتاء تقاسمَ البرد مع

مع دخان الخطيئة المحترقة

 

في الأفقِ

تتلمعُ مرآةٌ للمدينةِ

أنا محتجزا فيها، كرهينة

 

لا تُوجدُ علامة شوق

السماءُ فقط

تعرفُك َ..

وتنكرُ اسمك َ

 

ذاكرتك

مبعثرة، مثل رفيف حمامة

يتوهج العالم قليلا في أعقابها

 

بلا خوف؛

دع الرياح تعتقل صوتك

خذها على الطريق الطويل

دون أن تسأل

من أنا اليوم؟

أو كم من الوقت كان الليل؟

 

6

السماءُ

تنجرفُ

شيئًا فشيئًا

تستلقي على الأرض

تُغطي ابتسامتَكَ المتشققةِ

في الرصيف

 

رموشُكَ

عالقةٌ على أسطحِ الأحياء

 

أمشي في بحرٍ من الغرباء

وأراكَ في الجميع!

 

أنطقُ بصلاةٍ عابرةٍ

أتشبثُ بها

كما لو أنها تستطيعَ إنقاذي!

 

كل شيءٍ حولنا، مغلقٌ بإحكام

كيف لنا أن نختلطَ مثل دخان؟

 

7

أوراق الخريف

على الممر القديم

تخفي آثار الأمس

جعلت من حواف العالم الصلبة

أكثر ليونة

 

وفيما تنام وحدة مألوفة

عند نافذتي

وهي تلف ذيلها بطريقة

ليس لها تفسير

يمر ضباب ناعم فوق رأسي

يهديني حيرة

مثل حجر كريم

مستلقيًا في كفي

 

ذكريات محتشدة

بغرباء يبحثون عن اتجاهات جديدة

في انتظار سفر بعيد

يبدا باسمك

وينتهي بقمرٍ في حلقي!

اقرأ/ي أيضًا:
دموعٌ غير متوقعة