يتواصل التوتر بين قوات النظام السوري والمليشيات المتعاونة معه من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد" من جهة ثانية، في مناطق شرق سوريا الذي تسيطر القوات الكردية على معظمه.
ويحدث هذا التصعيد وسط تزايد استهداف المدنيين وتحضيرات تجري على قدم وساق لاستئناف القتال. وفيما يخص الاستهداف الذي يتعرض له المدنيون، أفادت مصادر محلية بأن الفرقة الرابعة في قوات النظام: "أجبرت عددًا من أهالي بلدتيْ البوليل والطوب في ريف دير الزور الشرقي، على إخلاء منازلهم".
أما فيما يتعلق بتجهيزات القتال، فقد أكدت المصادر ذاتها أنّ قوات النظام: "استقدمت تعزيزاتٍ عسكرية لاستئناف القتال ضد قوات سوريا الديمقراطية وسط حركة نزوحٍ تشهدها بلدة بقرص مع الحشود العسكرية للمسلحين المحليين، خوفًا من القصف الذي قد يصل إليهم".
استقدم النظام تعزيزات عسكرية تأهّبًا لمواجهةٍ مفتوحة مع قوات سوريا الديمقراطية
ويشار في هذا الصدد إلى أنّ تعزيزات أخرى للمليشيات الموالية لإيران قد وصلت في الثامن من شهر آب/أغسطس الجاري من شرقي دير الزور إلى مقر لواء الباقر في حي الضاحية بمدينة دير الزور.
وفجر يوم أمس الأحد، فجّرت قوةٌ تابعة لقوات سوريا الديمقراطية منزل أسمر العميري، بعد مداهمته في بلدة غرانيج شرق دير الزور، بتهمة ارتباطه بقوات ما يعرف بـ "جيش العشائر" الذي يشكل: "رأس حربة في الهجمات المدعومة من النظام السوري على قوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة". وبالتزامن مع ذلك، جرى أيضًا تفجير منزل كريم الجبير في بلدة أبوحمام شرق دير الزور، بنفس التهمة (الارتباط بما يسمى جيش العشائر).
وتأتي هذه الاستهدافات ضمن حملةٍ أمنية تشنّها قوات سوريا الديمقراطية منذ يوم أمس: "تستهدف فيها أشخاصًا تتهمهم بالانتماء للمجموعات المحلية الموالية لإيران".
ويذكر أنّ ما يعرف بـ"جيش العشائر" شنّ الأربعاء الماضي هجومًا وصف بالواسع على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية شرقي دير الزور، حيث سيطر على عدة نقاط، فيما أدى: "تبادل القصف بين الطرفين إلى سقوط ضحايا من المدنيين". واتهمت القوات الكردية، في بيان، رئيس جهاز المخابرات العامة لدى النظام، حسام لوقا، بإعطاء الأوامر لتنفيذ تلك الهجمات.
وتواصل قوات سوريا الديمقراطية حصار: "مربّعين أمنيين في مدينة القامشلي والحسكة لليوم السادس تواليًا، حيث لم تنجح الجهود الروسية في فك ذلك الحصار.
وكان العشرات من أهالي مدينة الحسكة قد شاركوا، يوم السبت، في وقفةٍ احتجاجية تنديدًا بالحصار المفروض من طرف القوات الكردية: "على المربع الأمني في المدينة الذي تقطنه مئات العائلات من المدنيين".
وطالب المحتجون برفع الحصار: "الذي تسبب في إعاقة وصول مياه الشرب، ما اضطر الأهالي لاستخدام مياه غير صالحة للشرب، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الطلب على المياه، بالرغم من السماح بدخول العديد من صهاريج المياه السبت لكنها لم تكن كافيةً لسد احتياجات السكان"، القاطنين في المربع المحاصر، إذ لم يدخل سوى 20 صهريجًا من الماء، وذلك: "بمساعٍ من اللجنة الفرعية للإغاثة إلى وسط مدينة الحسكة فقط، وفق ما أفادت وسائل إعلام موالية للنظام السوري".
يشار إلى أنّ وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري طالبت الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب الفوري من سوريا، محمّلةً قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية تنفيذ "هجمات إجرامية" ضد السكان في محافظة دير الزور.
تصعيد في إدلب ومحيطها
بالتزامن مع التصعيد الذي شهدته مناطق شرق سوريا، عرفت منطقة شمال غربي البلاد مواجهات بين قوات محسوبة على المعارضة وقوات النظام، قتل على إثرها عنصر من قوات النظام قنصًا برصاص فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، فيما قامت قوات النظام المتمركزة بالحواجز المحيطة "بقصف قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع تحليقٍ لطيران الاستطلاع الروسي".
وبحسب بيانٍ للدفاع المدني السوري، فإن قصف قوات النظام طاول أيضًا، صباح أمس الأحد، محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، والأحياء السكنية لمدينة سرمين شرقي إدلب.
ويشار إلى أنّ وزارة الدفاع، التابعة للنظام، أصدرت بيانًا قالت فيه إنها "قضت على أعداد كبيرة" ممن سمتهم بـ"الإرهابيين، ودمرت آليات لهم وعددًا من الطائرات المسيرة قبل وصولها إلى أهدافها في أرياف حلب وإدلب وحماة، إضافةً إلى تدمير الطيران الحربي السوري والروسي المشترك مخابئ وعربات لمسلحي تنظيم داعش في البادية الشرقية".
وجاء في البيان أيضًا أنه: "نتيجة الرصد والمتابعة الدقيقة لتحركات المسلحين وأماكن تمركزهم استهدفت وحدة من القوات المسلحة العاملة على اتجاه ريف حلب الغربي مقارهم في قريتي تديل وكفرعمة أثناء اجتماعهم للتحضير لهجومٍ على مواقع الجيش، ما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم".
وأضاف بيان وزراة دفاع النظام أن قواته: "العاملة على اتجاه ريف إدلب تصدّت لهجومٍ بعدد من المسيرات الانتحارية، وتمكّنت من تدمير خمسٍ منها، ومنعتها من الوصول إلى أهدافها" وفق البيان المذكور.