13-نوفمبر-2022
القيادة تحت تأثير الكحول

القيادة تحت تأثير الكحول تودي بحياة المئات يوميًا حول العالم (Getty)

في غضون بضع سنوات، من المحتمل أن تكتشف سيارتك ما إذا كنت تجلس خلف المقود بعد تناول المشروبات الكحولية، وما إذا كنت في حالة سكر أو قريبة من السكر، تشكّل خطرًا عليك على الآخرين. في هذه الحالة، قد لا تتحرك السيارة، حتى لو كنت تعتقد أنك صاحٍ وقادر على السيطرة على السيارة وقيادتها بأمان. 

تطور شركات عالمية تقنيات جديدة للكشف عن مستوى الكحول لدى السائق 

أهمية هذا الخبر تنبع من فداحة أثر الكحول على سلامة الطرقات حول العالم، ومسؤوليته عن آلاف الحوادث يوميًا في مختلف دول العالم. ففي الولايات المتحدة فقط، يموت 32 شخصًا يوميًا بحوادث سير مرتبطة بالقيادة تحت تأثير الكحول، أي بواقع شخص واحد كل 45 دقيقة. أما الحصيلة السنوية فتتجاوز 10،000 حالة وفاة كل عام. 

هذه الفكرة التي تداولها الكثير من المختصين والمهندسين والمشرعين في عدد من كبرى شركات تصنيع السيارات في العالم، مثل فولفو ومرسيدس وفورد، قد تمثل تغييرًا ثوريًا فيما يتعلق بسلامة القيادة والحد من حوادث السيارات، في حال تم وضع تقنية تكشف أن السائق في حالة سكر، وتمنع تحرّك السيارة قبل تغيير السائق. 

القيادة تحت تأثير الكحول

وفي الولايات المتحدة، يقترح المشرعون عدم تصريح بيع أي سيارات جديدة خلال الأعوام المقبلة، إن لم تكن مشتملة على تقنيات متطورة للكشف عن حالة السائق الذهنية، وما إذا كان يحتمل أن يكون تحت تأثير مسكر أو مخدّر، وهو ما دفع بالعديد من الشركات إلى التسابق من أجل تحقيق الريادة في مثل هذه التطويرات التقنية على سياراتها. 

هذا المتطلب التشريعي الجديد داخل ضمن قانون الاستثمار في البنية التحتية في الولايات المتحدة، وهو متطلب فدرالي يتوقع تطبيقه في العام 2024 فيما يخص الشروط اللازم توفرها في السيارات الجديدة المتاحة للمستهلك الأمريكي.

أما شركات تصنيع السيارات، فتنظر إلى عدة خيارات فيما يخص تقنيات الكشف عن الكحول، عن طريق النفس، أو عن طريق الجلد، وفي حال اكتشف النظام أن تركيز الكحول لدى السائق أعلى من المعدل المسموح به، فإن السيارة لن تعمل. ويجري حاليًا اختبار نسخ أولية من كلتا الطريقتين، ويتوقع أن تطرح في بعض الموديلات من السيارات الجديدة بحلول العام 2024. 

كما يمكن لهذه التقنيات الجديدة التمييز بين نفس السائق والركاب، ويمكن للسائق برمجته لتحديد مستوى صرامة تطبيقه، فمثلًا يمكن تفعيله بحدّه الأقصى في حال كان هنالك أطفال في السيارة، وفي هذه الحالة لن يعمل المحرّك لو تم اكتشاف نسبة ولو صغيرة من أثر الكحول في نفس أو جلد السائق. 

أين يتم تطوير هذه التقنية؟ 

تعمل شركة سويدية، تدعى "سينس إير" (SesnseAir) على تطوير أول تقنية لاستشعار نسبة الكحول في السيارة عن طريق النفس، ومن المأمول أن تطرح هذه التقنية في الأسواق مطلع العام المقبل، وذلك وفق ما كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي. إلا أن الشركة تواجه بعض التحديات، تتعلق بضمان أن يتم استشعار الكحول الموجود في المشروبات الكحولية المسكرة، واستثناء أي مواد كحولية أخرى، مثل تلك الموجودة في سائل أو رشاش تعقيم الأيدي والأسطح، كما قد تواجه التقنية تعقيدات تشريعية محتملة قبل تطبيقها، ولاسيما فيما يتعلق باعتمادها في السيارات ذاتية القيادة، أو فيما يتعلق بمدى مسؤولية الشركات عن الحوادث في حال حصول فشل في التقنية أو اكتشاف عيوب فيها.