30-أغسطس-2021

وقفة تضامنية في بوغوتا مع ضحايا جرائم قتل الصحفيين (Getty)

أشارت محامية المنظمة الكولومبية لحرية الصحافة، أنجيلا كارو، أن ما يقرب من 80% من عمليات قتل الصحفيين الكولومبيين تمر دون عقاب. وأضافت كارو "هذه ليست مفاجأة في بلد له تاريخ طويل من العنف ضد الصحفيين"، وتابعت حديثها بالقول "لا توجد جهود من قبل مكتب المدعي العام في البلاد للحصول على نتائج نهائية، على الرغم من اعتبار عدة قضايا كجرائم ضد الإنسانية، ولكن لا يزال هناك إفلات من العقاب".

تنتشر جرائم قتل واختطاف الصحفيين في كولومبيا على نطاق واسع، بيد العصابات والمجموعات المسلحة وحتى أجهزة الدولة، في ظل غياب عمليات التحقيق والعقاب الجاد بخصوص هذه الجرائم

 وسجلت المنظمة 161 جريمة قتل للصحفيين من عام 1977 حتى عام 2000، أسفرت قضية واحدة فقط بينها عن إدانة جميع المتورطين. وفي 4 قضايا أخرى فقط، تم الحكم على العقل المدبر، وفي 29 حالة، تم الحكم على مرتكب الجرائم. بينما سجلت المنظمة 127 حالة إفلات تام من العقاب، وتمت أرشفة 92 حالة من قبل مكاتب الhدعاء العام في كولومبيا دون الوصول النهائي للعدالة.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تفاعل اللبنانيون مع "حرب القرى" على خلفية أزمة البنزين؟

يذكر أن هؤلاء القتلى، وعددهم 161، كانوا ضحايا لمجموعات مسلحة شبه عسكرية، وجماعات إجرامية، وتجار مخدرات، وأفراد من الأمن العام وقوات الدولة، ومقاتلين في القوات المسلحة الثورية -الفارك، وجيش التحرير الوطني، وجيش التحرير الشعبي. وتجدر الإشارة إلى أن 61 من هؤلاء الصحفيين عملوا في وسائل الإعلام المطبوعة، بينما عمل 64 منهم لمحطات الإذاعة، فيما عمل 16 منهم في التلفزيون.

وبحسب تقرير المنظمة، كانت الأشهر الأخيرة هي الأكثر عنفًا ضد الصحافة في العقود الأخيرة. ففي أقل من 90 يومًا، تعرض 342 صحفيًا كانوا يغطون تظاهرات اجتماعية لنوع من العدوان، وتعرض نحو 216 للاعتداء على أيدي ضباط إنفاذ القانون.

في هذا الصدد قال الناشط الحقوقي فرناندو راميريز لموقع غلوبال فويس "تم حل عدة قضايا بنفس الأدلة التي كانت لدى المحكمة قبل 10 سنوات على الأقل"، وأضاف "إذا كانت العدالة هي شكل من أشكال الثني لمنع الناس من ارتكاب جرائم، فإن الإفلات من العقاب في كولومبيا يكاد يكون حافزًا، لأنه من الصعب حقًا عقاب شخص ما على الرغم من إدانته"، ورأى أنه "عندما يعلن قاض أن قتل صحفي جريمة ضد الإنسانية، مما يعني أنه لا يمكن أن يسقط بالتقادم، يتم النظر في القضية بحماس متجدد"، وأشار إلى أن إحدى هذه الحالات كانت مقتل محرر صحيفة إيسبيكتادور الكولومبية غييرمو كانو، عام 1986، والذي ندد بدور مهربي المخدرات في السياسة.

وأوضح رئيس قسم حقوق الإنسان والسلامة في الاتحاد الدولي للصحفيين، إرنست ساغاغا، أنه بالكاد تتم محاكمة 1 من كل 10 جرائم قتل للصحفيين في أمريكا اللاتينية، وأشار بالقول "تبنت حكومة كولومبيا برنامج حماية للصحفيين المهددين، والذي لا يزال ساريًا حتى اليوم"، وأضاف "لكن البرنامج له تاريخ متباين، خاصة بعد أن فقد الصحفيين الثقة به بسبب أدلة قوية على التواطؤ بين القوات الأمنية التي تدير البرنامج والذين يستهدفون الصحفيين"، وأضاف  أن "الخطر لم يختف ولا يزال الصحفيون بحاجة إلى الحماية".

ووفقًا لمنظمة مراسلون بلا حدود، تحتل كولومبيا المرتبة 134 في قائمة أسوأ البلدان بالنسبة للصحفيين. كما لا يعتبر الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين مشكلة خاصة بكولومبيا، فهناك معدلات عالية للإفلات من العقاب في البرازيل وهندوراس والإكوادور. ويذكر أنه من عام 2011 إلى عام 2020، كانت المكسيك وكولومبيا والبرازيل وهندوراس من أكثر البلدان خطورة بالنسبة للصحفيين، حسب مراسلون بلا حدود. وعاش معظم الصحفيين القتلى بعيدًا عن المدن الكبرى، وعملوا في ظروف محفوفة بالمخاطر في كثير من الأحيان لمنافذ إعلامية مختلفة، وكتبوا تقارير عن مجتمعاتهم والفساد في الدولة. في المقابل مثلًا، تعد النرويج وفنلندا والسويد والدنمارك وكوستاريكا الأفضل لحرية الصحافة.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود "لا تزال كولومبيا واحدة من أخطر البلدان في نصف الكرة الغربي بالنسبة للصحفيين الذين لا يزالون أهدافًا متكررة للتهديدات بالقتل والاعتداءات الجسدية والاختطاف والقتل"، وأضافت بأن "تغطية مواضيع مثل البيئة والنظام العام والنزاعات المسلحة والفساد والتواطؤ بين السياسيين والجماعات المسلحة غير الشرعية تؤدي إلى مضايقات منهجية وترهيب وعنف ضد الصحفيين"، وأشارت إلى استمرار تعرض الصحفيين للتهديد الدائم من قبل عصابات مسلحة متورطة في تهريب المخدرات.

وتابعت مراسلون بلا حدود قراءتها للمسألة في كولومبيا بالقول "منذ تنصيب السياسي المحافظ إيفان دوكي كرئيس في آب/أغسطس 2018، أصبح الصحفيون ووسائل الإعلام أهدافًا لحملات التجسس والترهيب والمضايقات، بما في ذلك قدر كبير من المضايقات القضائية، وذلك بعد الإبلاغ عن تورط أعضاء من حكومته في الاحتيال والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان". وكانت منظمات دولية اقترحت استراتيجيات للحد من العنف ضد الصحفيين في كولومبيا كالتنديد علنًا بالعنف ضد الصحفيين، والتحقيق مع الجناة ومحاكمتهم بطريقة موثوقة لمعاقبة المسؤولين وردع الجرائم المماثلة في المستقبل، بحسب الاتحاد الدولي لحماية الصحفيين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ناشطون يحولون مكبات النفايات في نيروبي إلى مساحات خضراء لخفض معدلات الجريمة

منصات التواصل الاجتماعي تجني ملايين الدولارات من مقاطع تعنيف الحيوانات