30-أكتوبر-2021

ضحايا وإصابات بعد قمع الاحتجاجات في السودان (الأوروبية)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت ‏لجنة أطباء السودان المركزية عن "سقوط شهيدين" وعدد من الجرحى برصاص قوات الأمن خلال المظاهرات التي خرجت اليوم منددة بالانقلاب العسكري. وقالت اللجنة في تغريدة نشرت على حسابها في "تويتر": "تقوم مليشيات المجلس العسكري الانقلابي الآن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بمنطقة أم درمان ومناطق أخرى من العاصمة الثائرة. ارتقى إثر ذلك شهيدان. كنا أسلفنا قبلًا يوجد عدد من الجرحى، نؤكد أننا والثوار نرصد كل شيء، وأن العالم كله يشاهد الجرائم".

أعلنت ‏لجنة أطباء السودان المركزية عن "سقوط شهيدين" وعدد من الجرحى برصاص قوات الأمن خلال المظاهرات التي خرجت اليوم منددة بالانقلاب العسكري

 وكانت عدد من الأجسام النقابية والأحزاب السياسية ولجان المقاومة قد دعت اليوم السبت لأول موكب مليوني مركزي يناهض الانقلاب، ويدعو لعودة الحكومة المدنية وعودة العسكريين إلى ثكناتهم وإخراجهم من المشهد السياسي نهائيًا وإعادة البلاد إلى عملية التحول الديمقراطي على الرغم من القمع الدامي الذي تعرضت له المظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري خلال الأيام الخمسة الأخيرة، فقد قتل ما لا يقل عن 11 محتجًا خلال اشتباكات مع قوات الأمن.

اقرأ/ي أيضًا: انقلاب السودان: ما مضامين مواد الوثيقة الدستورية التي علّق البرهان العمل بها؟

وانطلقت في عدة أحياء من العاصمة السودانية الخرطوم مظاهرات تحت شعار "مليونية 30 أكتوبر" في ظل تعهد من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعدم التعرض للمتظاهرين طالما التزموا السلمية.

وتمكن ناشطون رغم قطع الإنترنت من بث مقاطع فيديو صورت من مناطق الشجرة والكلاكلة وشرق النيل، ظهر فيها شباب يتحركون راجلين إلى نقاط التجمع في كل من محطة 7 بمنطقة الصحافة وشارع الستين بالخرطوم، وهتف المشاركون في المواكب "يسقط يسقط حكم العسكر، الجيش جيش السودان، الجيش ما جيش برهان، ثوار أحرار حنكمل المشوار"، وغيرها من هتافات الثورة المعروفة.

وقالت الناشطة من أجل الديمقراطية تهاني عباس لوكالة الأنباء الفرنسية "العسكريون لن يحكموننا، هذه هي رسالتنا"، وأكدت أن "المظاهرة المليونية التي دُعي إليها السودانيون السبت على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى جدران الخرطوم  ليست إلا خطوة أولى".

في المقابل وتعليقًا على مظاهرات اليوم قال التوم هجو القيادي في "قوى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق" إن "المجموعة التي تقود مظاهرات اليوم هي التي دفعت الشعب السوداني إلى المواجهة، ولم تنجز أي شيء خلال فترة العامين التي حكمت فيها البلاد، ويريدون دكتاتورية مدنية، ويمارسون الإقصاء". وأضاف أن الجيش السوداني وقف مع الشعب في محطات عديدة بالماضي وفي الوقت الحالي، وتفاعل مع رغبات الشعب السوداني في حراكه الشعبي قبل عامين، نافيًا أن "يكون هناك أي انقلاب"، ورافضًا توصيف ما يجري حاليًا بالانقلاب، وأكد أن "الشعب السوداني سيخرج في الأسبوع القادم للتعبير عن موقفه الحقيقي تجاه ما يجري".

وفي ردها على حديث القيادي في جناح الميثاق قالت عبلة كرار القيادية بقوى الحرية والتغيير "اللجنة المركزية"، إن الشارع الذي تحدث عنه التوم هجو هو شارع مصنوع للترتيب لهذا الانقلاب، وهم مدنيون انقلابيون، أما الشارع المدني الحر فهو الذي يخرج اليوم إلى الشوارع، وهو الذي خرج في مواجهة البشير وتمكن من إسقاط نظامه"، وأكدت القيادية السودانية أنه الشعب "لن يتراجع عن حراكه حتى يتم إطلاق سراح المعتقلين والتراجع عن القرارات الأخيرة".

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن على قوات الأمن السودانية احترام حقوق الإنسان وأن أي عنف ضد المتظاهرين السلميين "غير مقبول"، وأضاف خلال تغريدة على "تويتر" أن "الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب "شعب السودان في نضاله السلمي من أجل الديمقراطية".

بدوره قال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إنه "تحدث يوم الجمعة إلى رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك"، بحسب مع نشره حساب مكتب الشؤون الأفريقية في الخارجية الأمريكية على "تويتر". وأضاف فيلتمان أنه "تحدث أيضًا مع البرهان ووزيرة الخارجية في حكومة حمدوك مريم الصادق المهدي، وأنه بعث برسالة واضحة، مفادها ضرورة السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي".

وناشد روبرت فيرواذر الموفد البريطاني للسودان وجنوب السودان عبر تغريدة نشرت على حسابه على "تويتر"، قوات الأمن السودانية لـ"احترام حق وحرية المتظاهرين في التعبير عن أنفسهم"، وأضاف أن "التظاهر السلمي حق ديمقراطي أساسي وستتحمل أجهزة الأمن وقادتها المسؤولية عن أي عنف تجاه المتظاهرين".

كما حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجيش السوداني على ضبط النفس خلال مظاهرات السبت، وقال خلال مؤتمر صحافي عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين في روما "أدعو العسكريين الى إظهار ضبط النفس وعدم التسبب بسقوط مزيد من الضحايا. يجب أن يُسمح للناس بالتظاهر سلميًا".

وحذرت منظمة العفو الدولية "القادة العسكريين من الحسابات الخاطئة"، مؤكدة أن "العالم يتابعهم ولن يسمح بمزيد من الدماء"، ويجب أن "يأمروا بإجراء تحقيقات فعالة ومستقلة في عمليات القتل التي وقعت يوم الاثنين، وضمان محاكمة أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن استخدام القوة التعسفية أو المفرطة محاكمة عادلة"، ويجب عليهم أيضًا "توجيه الأمر إلى قواتهم الأمنية بالامتناع عن استخدام هذه القوة في أي احتجاجات مستقبلية".

 

اقرأ/ي أيضًا: