15-ديسمبر-2024
ألغام

 السوريون العائدون لا يعرفون أين تكمن هذه الألغام (مواقع التواصل الاجتماعي)

قضى ستة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم 3 أطفال، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات نظام بشار الأسد، في قرية الرحيّة بريف حماة الشرقي.

وأفاد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في بيان، اليوم الأحد، أن الانفجار أتى بسيارة كانت العائلة تستقلها بالقرب من قرية الرهجان بريف حماة الشرقي، فانفجرت في قرية الرحيّة بعد مرورها فوق اللغم الأرضي أمس السبت.

وحذّر الدفاع المدني مما وصفه بالموت المؤجل الذي تركه نظام الأسد، حيث تهدد الألغام ومخلفات الحرب حياة المدنيين، وتخطف أرواح الأبرياء وأحلامهم بمستقبل أفضل، وفقًا للبيان. ونوّهت "الخوذ البيضاء" إلى مساعيها للحد من هذا الخطر، وتحذيراتها للسوريين بعدم الاقتراب من المناطق العسكرية وطرقاتها، ومن مخلفات الحرب والأجسام الغريبة، وإبلاغ فرقها عنها دون لمسها أو تحريكها.

وفي سياق متصل، حذرت منظمة "هالو تراست" البريطانية لإزالة الألغام، اليوم الأحد، من الخطر المميت الذي تمثله ملايين الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في سوريا، مؤكدة أن هناك حاجة ماسة إلى جهد دولي لإزالة هذه التهديدات التي تعيق عودة مئات الآلاف من السوريين النازحين إلى ديارهم وتعرقل مساعي السلام المستدام.

منظمة معنية بإزالة الألغام: السوريون العائدون لا يعرفون أين تكمن هذه الألغام، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل رهيب

وصف داميان أوبراين، مدير برنامج "هالو سوريا"، الوضع في سوريا بأنه "غير مسبوق"، قائلًا: "لم أر قط شيئًا مثل هذا. يمر عشرات الآلاف من الناس يوميًا عبر مناطق ملغومة بكثافة، مما يتسبب في حوادث مميتة غير ضرورية. السوريون العائدون لا يعرفون أين تكمن هذه الألغام، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل رهيب".

وأشار أوبراين إلى أن منظمة "هالو" تعاني نقصًا حادًا في التمويل، حيث لا تمتلك سوى 40 خبيرًا لإزالة الألغام في سوريا، بينما تحتاج إلى تمويل طارئ لتوظيف المزيد من الكوادر للتعامل مع الحجم الهائل للتهديدات.

ألغام
المناطق التي تنتشر فيها الألغام بكثافة في سوريا وفقًا للمنظمة المعنية بنزع الألغام

وتغطي الألغام الأرضية والذخائر العنقودية والصواريخ غير المنفجرة مساحات واسعة من سوريا. وتصنف سوريا حاليًا كواحدة من أكثر الأماكن خطورة في العالم، حيث سجلت خلال السنوات الأربع الماضية أكبر عدد من ضحايا الألغام الأرضية مقارنة بأي دولة أخرى.

مؤيد النوفولي، مدير العمليات في "هالو سوريا"، كشف عن زيادة هائلة في المكالمات الواردة إلى الخط الساخن للطوارئ الذي تديره المنظمة في شمال غرب سوريا: "في الأسبوع الماضي، زادت المكالمات بمقدار عشرة أضعاف. المتصلون هم لاجئون عائدون أو نازحون داخليًا يحاولون العودة إلى ديارهم، لكنهم يواجهون خطرًا مميتًا إذا سلكوا الطرق الخطأ".

وأكدت المنظمة أنها ستبدأ قريبًا برنامجًا تعليميًا رقميًا لزيادة الوعي بمخاطر الألغام عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تقليل عدد الحوادث المرتبطة بالذخائر المتفجرة.

وأضاف مدير البرنامج، داميان أوبراين، أن مواجهة هذا التحدي الهائل تتطلب تدريب وتوظيف آلاف الخبراء السوريين على مدار السنوات المقبلة، قائلًا: "إزالة حطام الحرب ليست مجرد أولوية إنسانية، بل ضرورة لإعادة إعمار البلاد وتحقيق السلام".

ودعت "هالو تراست" المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للمساعدة في إزالة الألغام، مشددة على أن هذا الجهد هو مفتاح لتمهيد الطريق أمام السوريين للعودة بأمان إلى ديارهم ولتحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد.