07-سبتمبر-2022
يان بي مينغ

لوحة لـ يان بي مينغ/ الصين

تحرر الخياطة يديها من الصوف، تتركه دون دافع لتركه، لكنها ما إن ترى الشمس التي تحبها تترك كل اللحظة لها.

*

أنا دخان الشمعة أمامك أتراني؟ وهمُ الدخان ربما، وهمٌ ربما، ولكن أتراني؟ أتراني وأنا أغسل الأكواب وأعلقها فوق كتفيّ لأشير لك بأنني أثق بكل ما أحمله على كتفيّ.. حتى لو انكسر، حتى لو انكسرتَ. حتى لو كنت أحد همومي؟

*

انتظرتكِ مثل الأحمق يا أنغربودا وكنتِ حزينة جدًا مثل صخرة، الآن أنا موشوم بالسحاب، تلفني ذراعاي وتخبرني بأنني حر وأن أمطر رغم عدم وجومي، مثّلتُ حبيبتي وهي تبكي بسببي، احترقتُ، احترقتُ. لُفّيني بقلبك وحده. 

*

ضغطت بإصبعها على سرتها ولم تتحقق الخرافة التي صنعتها، لم يرتخ باقي الجسد، كانت تريد أن تتحرر كالخرافة نفسها.

*

ثلاثة أيام متواصلة فقدت السيطرة على كل شيء بسبب فكرة واحدة، سمعت نباح الكلاب المرتفع، كان كمنبه دائم لوجود أحد يؤازر أرقي، كنت أتلهى بالوقت وأنا أفكر كم من الصعب أن يصف أحد لي نفسه بالكلب! لم أكن ضمن هذا الحوار العقيم في هذا الأرق؟!

*

يسألني أن أحبه فأنظر إلى النار التي اشتعلت من غيب هناك، فيستعصي علي جواب واضح؛ فنظرتي باردة وقلبي جليد. السر هو أنني لم أحب أحدًا في حياتي، فكلما اقترب مني أحد تحول إلى وحش برأس شيطان، لم أدرِ من صنع هذه التعويذة ولم أجد أحدًا في الطريق المتفرع يخبرني ما الحب وما أقصاه. كنت أثناء اعتراف الآخرين بالحب لبعضهم البعض ممدة على بطني كأني أسبح، أفكر فيه كثيرًا وأغرق... أهو وحش كاسر حقًا؟!

*

من سيطال حزنها إذا ماتت بعد يوم كامل من العزف على وتر الصول؟!

*

الوحيد الذي أريد أن أبادله الحب في الحقيقة هو من رأيته في حلمي، أريد أن أدفع كامل نومي مقابل أن ألتقي به (في مناحي الأحلام فحسب لئلا يتغير).   

*

حياتي كلها مكتوبة على لوح خشبي مربع ألقيته في البحر مثلما تلقى الرسائل بكامل القلب، تلقفته الأمواج ومشاهد الشمس وسار، سار كثيرًا في الوقت الضائع، نقرته النوارس وتخيلتْه أكثر مما يجب، لم يرجع قط. هو هائم الآن وقد مسته غيابات كثيرة.

*

انتظرتك على اللوحة؛ كنتُ ظلال الأيدي التي تشرحها. 

*

أريد أن أنام أكثر من الأمطار القديمة التي شهدتها أسوار المدن الغريبة، لكني لا أنام وتظل تسحقني عجلات العربات، في رأسي كابوس يبقى مشهده يتكرر في الليالي كلها، أريد أن أنام بلا أحلام، بلا ساقية تترنح كأنها مقبرة، نومًا هانئًا لمدة ثلاثين يومًا، أصير بعدها فراشة ترهقني الألوان التي تذوبها الأمطار.
*

المفاتيح الكثيرة التي يحملها الحارس ليغلق بها جميعها أبواب الغابة بإمكانها أيضًا حل مأزق العالم الكبير إذا اشتد خيال أحد ما.

*

يلمع خاتمها في فمه وهو يصف لها أجمل شيء قيّده في فهمه انسياب يديها.

*

البحر غيابك، تذهب إليه فيتبعك الأزرق، من الحمّى في فراغك يزداد البحر.