27-يوليو-2017

هاكوين إيكاكو/ اليابان

كانت الأرضُ،

والسماءُ لم تكن.

كيف للأعمى أن يتأمّلَ الثغاء،

كيف يعرفهُ.

 

كيف البحث عن اللون،

قال الأعمى

يرى

صوتَ الرملِ،

وأكملَ

كيف للصوت أن يَرى،

كيف يخرجُ من نفسهِ

إليها

ليقول.

والفراغ والرمل

كبشان ينطح أحدهما           

الآخر

ويسكنان كأنّه الموت.

الراعي لا يرى السماء

لا يعرفها.

 

كان الثغاء الشعير يعلو

والأرضُ لم تزل.

والرياح تحملُ القريةَ،

يكون الهواء

صغيراً

يكبرُ كالصوت،

ويتسع.

 

راحَ الأعمى يمشي

في الطريقِ الجبال

والقرية وراءهُ،

والراعي.

جعلا يبتعدان عن القريةِ

يخرجان من الرملِ

إلى التراب.

ترابٌ يأكلُ الأقدام،

يعلُكها، يُخرجها

فتدور تمشي

وتمشي.

الريحُ الحصان

تحملُ الرملَ،

تجعلهُ يدورُ ويعلو

ويعلو.

الأعمى يرى الصوتَ

الأخضر،

يعرف أنّه الخروج

والراعي يتبعهُ،

لا يرى

سوى الثغاء يصعد،

كالرمل الهواء

ثم يهدأ،

يهدأ.

 

كانت السماء خضراء

عندما رأى الراعي الجبالَ الشجر.

والغنمات كنَّ يمشين

أجراسهنّ أجراسُ كنائس

تضرب.

الأعمى

يبحثُ عن اللون،

عن الله.

يتأملُ الليلَ

وتتأملُ الطريقَ

عصاه.

 

القريةُ الآن رمادٌ

وأبي،

قال الأعمى.

وأكمل يمشي،

يعرفُ النهار

يعرفُ الليل.

 

  • مقطع من "كتاب الأعمى" يصدر قريبًا عن "دار الفارابي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

درعا.. يوميات الحصار

أسئلة وجودية