04-أبريل-2016

جنان داوود/ سوريا

"لو كان رياض الصالح الحسين حيًّا لكنتُ حبيبتهُ"

دائمًا تقولُ هذا لصديقاتها في جلسات الحشيش.

/

تقول الشّيء نفسه عن الشّعراء الشّباب

الذين يتبادلون الشّهرة عبر القارات

على جدار الفيسبوك والثّورة.

/

أقول لها: "إنهم يعيدون تكرير رياض"

تقول لي: "لأجل هذا بالذّات أحبُّهم،

فكلّ ما أريده أن تصبح الدّنيا والهواء

والطّرقات والأبواب والطيور

والشّعراء وتجار المخدرات والمرضى

والجيوش الفقيرة واللّاجئين؛ رياض".

/

ثم وكأنها تهذي تقول:

"ريااااااض.. ريااااااض

قبّلني في الطريق

ولم يشترِ لي وردة حمراء

آآآآآه من خراب الدورة الدموية

آآآآآه منك يا رياض".

/

ذلك الشاعر الذي يكتب

عن العوالم الإلكترونية

ليس إلا صدى لما قاله عن البريد والحمام.

/

وتلك التي تجعل القصائد بثًا مباشرًا من سريرها

تنسى أن "وعل في الغابة" صفحات بيضاء

تنكتب حروفه لحظة تصويب عين القارئ.

/

وذلك الذي يخط قصائدَ غاضبة

يتجاهل أن الشّاعر لا يحتاج

إلى شهادة جامعيّة.

/

يا حبيبة رياض.. يا حبيبة رياض

هل أقطع لك لساني على طريقة فان كوخ

كي تقتنعي أنني ربما أكونه؟

/

وكما أنّك لن تحبّي هذه القصيدة

وستعتبرينني فاشلًا

لكنني كتبتها كي أثير اهتمام

الفتيات اللواتي يحببن الشّعراء الفاشلين.

/

لا تزال تقولُ في جلسات الحشيش:

"لو كان رياض الصالح الحسين حيًّا لكنتُ حبيبتهُ"

كلنا نعرف أنه سيحبّك

وككلّ حبيباته ستخونينه مع الجميع

لتتركي الشاعر يموت مكمودًا

لا من القصور الكلوي.

اقرأ/ي أيضًا:

شقائق

مشاةً نلتقي.. مشاةً نفترق