21-أغسطس-2017

سعود القحطاني (تويتر)

بات سعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي السعودي، ومدبّر حملاته الدعائية، شاهدًا عن مدى تخبّط العقل الإعلامي السعودي وارتباكه، في ظلّ الخسائر المتلاحقة لدول الحصار وفشلها في كسب التأييد بين شعوبها بالإضافة لمحدودية تداول خطابها في مواقع التواصل الاجتماعي. وآخر علامات هذا التخبّط هو إعلان سعود القحطاني عن "قائمة سوداء" لمن يتعرّض لدول الحصار ويؤيد قطر، تضمّ شخصيات فكرية وسياسية وإعلامية.

يعتبر سعود القحطاني شاهدًا على مدى تخبط العقل الإعلامي السعودي وارتباكه في ظل الخسائر المتلاحقة لدول الحصار وفشلها في كسب التأييد

حيث توعّدهم المسؤول السعودي بالـ"الحساب العسير" و"الملاحقة"، في تحريض ضدّهم لمجرّد إعلان مواقفهم من الأزمة الخليجية الأخيرة.

اقرأ/ي أيضًا: #القائمة_مرفوضة.. النشطاء يرفضون القائمة المتداولة ضد قطر

​وطالب سعود القحطاني من متابعيه أن يضعوا الأسماء التي يرون ضرورة ضمها لهاشتاغ "القائمة السوداء"، قائلاً: "ضعوا كل اسم ترون وجوب ضمه للـ #قائمة_السوداء بالهاشتاق. وسيتم فرزها. وسيتم متابعتهم من الآن". من جهتها، وصفت جريدة الشرق القطرية مبادرة القائمة السوداء بأنها "كوميديا بأداء حرامي" واصفة سعود القحطاني بـ"وزير الذباب الإلكتروني".

فيما اعتبر عبد الرحمن القحطاني، مساعد رئيس تحرير صحيفة الوطن القطرية، القائمة بأنها تمثل "تهديدًا بالاعتقال والقتل وترويعًا لمواطنيهم بعد قانون منع التعاطف!!".

اقرأ/ي أيضًا: خفايا السعي المحموم لإنهاء "كابوس" الجزيرة والإعلام المموّل قطريًا

وسخر نجم كرة القدم القطرية السابق محمد السويدي من القائمة قائلًا: "تكفون حطوني فيها شكلها وناسه والله".

محمد السويدي

سخر النشطاء على مواقع التواصل من القائمة السوداء للقحطاني وهي التي تضم كل من عبر عن رأيه بشكل حر ولم ينصع لبروباغندا دول الحصار

وغرّد الإعلامي ياسر أبو هلالة، مدير عام شبكة الجزيرة، بأن القائمة السوداء هي "قائمة الشرف للإعلاميين الذين يحترمون مهنتهم، يخشون الله ويحتقرون الطغاة".

وفي نفس الإطار، غرّدت خديجة بن قنة، الإعلامية بقناة الجزيرة، تعليقًا على القائمة بأنها "لم تخطر ببال هتلر".

فيما قال ناشط كويتي إن القائمة المتداولة تضمّ "الدعاة وأصحاب الفضيلة والمحافظين وذلك بتهمة التحريض ونبذ الكراهية".

ناشط كويتي

وغرّد، من جهته، الباحث راشد الهاجري قائلًا: "أسفي على زمن أصبح فيه سعود القحطاني مستشارًا ويحدد مصير دول ويضع قوائم سوداء لشرفاء هذه الأمة تباً للسياسة إن لم تخدم الشعوب #القايمه_السوداء".

من جانب آخر، بارك أنور قرقاش، الوزير الإماراتي، مبادرة سعود القحطاني للقائمة السوداء، ما يؤكد أن هذه الممارسات، التي تذكر بالنازية، هي من تنسيق إماراتي سعودي.

في الأثناء، لقي وسم #السعودية_تعترف_بقتل_الرشيد انتشارًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي  وذلك على إثر تغريدة لسعود قحطاني حذفها لاحقًا اعترف خلالها بقتل السلطات السعودية للشاعر الأمير طلال بن عبد العزيز الرشيد في الجزائر عام 2003، قال فيها "لمن يحاول أن يصطاد في الماء العكر، أود أن أذكر بأن آل سعود جعلوا الجنازة جنازتين، جنازة في روضة مهنا وجنازة في الجزائر". وفي ذات السياق، غرّد الإعلامي القطري أحمد السليطي بأن "وسم #القائمة_السوداء أفرز وسم #السعودية_تعترف_بقتل_الرشيد وهذا ارتداد داخلي لسوء النية".

ويؤكد اعتماد مثل هذه الأساليب الفاشية على نحو إعداد قائمة من الشخصيات المعارضة بهدف التحريض ضدها وتهديدها عن مدى فاشية العقل الإعلامي السعودي وبلوغه مستوى خطيرًا يعكس منطق عصابة لا منطق دولة. ويؤكد هذا الانحراف الذي دائمًا ما يبرهن عليه المستشار السعودي سعود القحطاني عن حجم الفشل في مواجهة الانحصار الإعلامي الذي تعيشه دول الحصار بنفسها، خاصة بعد عدم قدرتها على إقناع الرأي العام الخليجي والدولي بمواقفها على خلاف الجانب القطري. من جانب آخر، قد لا يكشف تضمن القائمة لقامات فكرية وسياسية وإعلامية من مختلف المشارب الإيديولوجية والفكرية إلا عن مدى العداء الذي يكنه النظام السعودي للمثقفين، وهو عداء لم يترجمه القحطاني إلا بأساليب الوعيد والتهديد خشية أن تتطور قريبًا إلى التصفية الجسدية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

200 منظمة دولية في ضيافة قطر لمناقشة حرية التعبير..إحراج جديد لدول الحصار

إغلاق مكتب الجزيرة بالقدس.. إسرائيل ودول الحصار معًا ضد حرية الصحافة