22-أغسطس-2021

تسعى العديد من الدول لتعميم لقاحات كورونا لتشمل الأطفال، ولاسيما بين سن 12 و15 عامًا (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

ثمّة مؤشرات عالمية متزايدة ترجّح تعميم برامج التطعيم بلقاحات كورونا للأطفال. إذ يشجّع العديد من خبراء الصحّة العامة على ذلك ويدعون الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى المبادرة في حال توفير اللقاح للأطفال، ولاسيّما مع استمرار تفشّي متحوّر "دلتا" شديد العدوى في عدد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة.

يدعو العديد من خبراء الصحة العامة وأطباء الأطفال إلى تعميم برامج التطعيم لتشمل الأطفال من عمر 12 عامًا على الأقل

فوق آخر الإحصاءات من الأكاديمية الأمريكية لطلب الأطفال، فإن حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا بين الأطفال قد تزايد بشكل مطرد منذ بداية تموز/يوليو الماضي، بواقع 94 ألف حالة في الولايات المتحدة فقط في الأسبوع الأول من آب/أغسطس. ورغم أن الأطفال يمثلون نسبة محدودة من عدد الإدخالات إلى المستشفيات المرتبطة بكوفيد-19 والوفيات الناجمة عن المرض مقارنة بالبالغين، إلا أنّ العديد من خبراء الصحة العامة وأطباء الأطفال يدعون إلى تعميم برامج التطعيم لتشمل الأطفال، لما في ذلك من أثر على الحدّ من تفشّي العدوى بين عموم الناس.

ولا شكّ أن العديد من العائلات وأولياء الأمور سيكون لديهم أسئلة بخصوص لقاحات كورونا للأطفال، وهذا المقال المترجم بتصرف عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يقدم إجابات على أهمّها:

بدأت الصين حملة لتطعيم الأطفال بلقاحات كورونا (Getty)

هل من الضروري أن يحصل ابني على لقاح كورونا؟

وفق هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن التوصية تنصّ على تقديم لقاح كورونا للأطفال الذين تنطبق عليهم الشروط، وهم الأطفال الذي يبلغون من العمر 12 عامًا على الأقل. ومن المحتمل أن تشمل برامج التطعيم في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى، الفئات العمرية الأقل من 12 عامًا، إلا أنّه سيكون على الشركات المصنعة للقاحات التقدّم بطلبات للهيئات المختصّة والحصول على اعتماد رسميّ للقاحات التي تصنعها للفئات العمرية الأدنى.

صحيح أن عدوى فيروس كورونا لا تؤدي إلى مرض واضح وخطير بالنسبة للأطفال، إلا أنّ ذلك لا يعني أنهم غير معرضين للخطر تمامًا. فالبيانات تؤكد أن 4 ملايين طفل في الولايات المتحدة قد شخصوا بالمرض منذ بدء الجائحة، وقد خضع عشرات الآلاف منهم للعلاج في المستشفيات بسبب كوفيد-19، كما تمّ تسجيل 300 حالة وفاة على الأقل بين الأطفال بسبب المرض، وبعض الباحثين يقدّرون بأن يكون الرقم الحقيقي ضعف المسجّل على الأقل.

كما عانى أكثر من 4،400 طفل من حالة نادرة وخطيرة تعرف باسم "متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال" (MIS-C)، والمرتبطة بالإصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد، والتي تسبب التهابًا في القلب والرئتين والكلى والدماغ والعيون وغيرها من الأعضاء، ما يؤدي إلى الوفاة.

وفي حين قد لا تشكّل هذه الأرقام مشكلة كبيرة للأطفال مقارنة بإجمالي عدد الحالات المسجّل، والبالغ 35 مليون إصابة في الولايات المتحدة فقط، وأكثر من 600 ألف حالة وفاة، إلا أن خبراء الصحة يوضّحون بأن المخاطر على الأطفال قائمة، ومن الأفضل التصدّي لها عبر توفير اللقاحات لهم.

وإضافة إلى ما تعنيه اللقاحات من وقاية للأطفال أنفسهم، فإنها كذلك تساعد في تحقيق الصالح العام على مستوى الحد من تفشي العدوى بين الناس، والمساعدة في تحقيق المناعة المجتمعية بمعناها الأوسع، والتي لا بدّ أن تشمل الأطفال في المدارس والمنازل والحدائق ووسائل النقل العام والمرافق العامة، وهو ما يتيح فرصًا أكبر لاستئناف كافة الأنشطة الاقتصادية والمجتمعية بشكل طبيعي. فكلما زاد عدد من يحصلون على اللقاحات من مختلف الفئات العمرية، ازدادت فرص الوقاية وتحسين مستوى الحياة.

متى يكون الطفل مؤهلًا لتلقي اللقاح؟

في الولايات المتحدة، يوصى بتقديم اللقاح للأطفال من عمر 12 عامًا على الأقل. واللقاح المعتمد حاليًا لهذه الفئة العمرية هو فايزر-بيونتيك. أما اللقاحات الأخرى، مثل موديرنا وجونسون أند جونسون، فهي معتمدة للاستخدام الطارئ للفئات العمرية الأعلى (ابتداء من 18 عامًا)، من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. أما لقاح فايزر، فقد تم اعتماد استخدامه الطارئ للفئة العمرية ابتداء من 16 عامًا، قبل أن يتم اعتماده مؤخرًا للفئات العمرية الأدنى، ابتداء من سن 12 عامًا.

تسعى العديد من الدول لتعميم لقاحات كورونا لتشمل الأطفال، ولاسيما بين سن 12 و15 عامًا (Getty)

وتجري في الولايات المتحدة حاليًا العديد من الاختبارات والدراسات التي قد تتيح بعد نشر نتائجها استخدام اللقاح للفئات العمرية من 6 أشهر وحتى 11 عامًا، حيث تقوم شركة موديرنا باختبار لقاحها على الأطفال في هذه الفئة العمرية، إضافة إلى شركة جونسون أند جونسون، والتي أعلنت بأنها تحرز تقدمًا في اختباراتها في هذا المجال.

هل يحصل الأطفال على نفس لقاح كورونا الذي يتلقاه الكبار؟

يحصل الأطفال على نفس لقاح كورونا الذي يتلقاه كبار السنّ. والحديث هنا تحديدًا عن لقاح فايزر الذي تم اعتماد توزيعه على الأطفال من عمر 12 عامًا وفوق. فمحتوى جرعة اللقاح وحجمها لا تختلف عن الجرعة التي يحصل عليها أي بالغ.

في المقابل، فإنه يعتقد بأن جرعة اللقاح للأطفال تحت 12 عامًا ستكون أخف تركيزًا من الجرعة التي يحصل عليها البالغون أو الأطفال فوق 12 عامًا.

هل لقاح كورونا آمن للأطفال؟

بدأت بالفعل حملات لتطعيم الأطفال بلقاحات كورونا، وهي جهود مستمرة منذ أشهر الآن. وقد أظهرت البيانات الخاصة بالتجارب التي أجريت على لقاح فايزر على الأطفال من سن 12 إلى 15 عامًا عدم وجود أية تخوفات تتعلق بآثار سلبية للقاح على الأطفال.

كما ثبتت فعالية اللقاح بنسبة 100 بالمئة في منع الإصابة بعدوى كوفيد-19 على الأطفال. فمن بين 2300 طفل أجريت عليهم الدراسة، لم يصب بالعدوى سوى 18 طفلًا، وهم الذين كانوا ضمن الفئة التي حصلت على جرعة وهمية من اللقاح.

ما الآثار الجانبية للقاح كورونا على الأطفال؟ 

قد يعاني الأطفال من بعض الآثار الجانبية الطفيفة عند تلقي لقاح كورونا، مثل التعب والصداع وبعض الأوجاع العضلية والحمى، وهي نفس الآثار الجانبية المحتمل حدوثها للبالغين عند تلقي نفس اللقاح. إلا أنّ نسبة الإصابة بهذه الآثار الجانبية أقل لدى الأطفال مقارنة بالمراهقين، كما أن الآثار قد تكون أكثر شدّة بعد الجرعة الثانية من اللقاح.

الدول التي بدأت بتطعيم الأطفال بلقاحات كورونا؟

  • الدنمارك: أعلنت عن عزمها البدء بتقديم اللقاح للأطفال بين سن 12 و15 عامًا.
  • فرنسا بدأت بتقديم اللقاح للأطفال من عمر 12 عامًا بشرط الحصول على موافقة الوالدين
  • ألمانيا: أوصت اللجنة الاستشارية لشؤون لقاحات كورونا ببدء تقديم لقاح فايزر للأطفال والمراهقين
  • النمسا: تهدف السلطات إلى تطعيم 340،000 طفل بين سن 12 و15 عامًا حتى نهاية آب/أغسطس الجاري
  • أستونيا
  • هنغاريا
  • إيطاليا: والتي أقرت استخدام لقاح فايزر للفئة العمرية بين 12 و15 عامًا
  • إسبانيا
  • بريطانيا: أقرت استخدام لقاح فايزر للفئة العمرية بين 12 و15 عامًا 

قد يعاني الأطفال من بعض الآثار الجانبية الطفيفة عند تلقي لقاح كورونا، مثل التعب والصداع وبعض الأوجاع العضلية والحمى، وهي نفس الآثار الجانبية المحتمل حدوثها للبالغين

  • سنغافورة
  • اليابان 
  • الفلبين 
  • هونغ كونغ 
  • تشيلي 
  • الولايات المتحدة الأمريكية 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مترجَم: ما الذي يعنيه تراجع فعالية "فايزر" في الحماية من كوفيد-19؟

هل تغيّر رأي العلم بشأن تأثير اللقاحات على الخصوبة والقدرة على الإنجاب؟