21-سبتمبر-2018

تحظى الانتخابات الأمريكية النصفية باهتمام بالغ هذه المرة (Getty)

من المنتظر أن تعقد الانتخابات النصفية الأمريكية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في ظل ترقب واسع، حيث إن هذه الانتخابات قد تحدد مصير بعض السياسات المهمة التي تنوي إدارة الرئيس دونالد ترامب تمريرها، كما أنها ستمثل نوعًا من التقييم الرسمي لشعبية ترامب المتذبذبة، وللحزب الديمقراطي في ظل ذلك. يجيب هذا التقرير المترجم عن صحيفة الغارديان البريطانية، عن بعض الأسئلة الأساسية المتعلقة بهذه الانتخابات.


من المنتظر أن تعقد الانتخابات النصفية الأمريكية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في ظل ترقب واسع، حيث إن هذه الانتخابات قد تحدد مصير بعض السياسات المهمة التي تنوي إدارة الرئيس دونالد ترامب تمريرها، كما أنها ستمثل نوعًا من التقييم الرسمي لشعبية ترامب المتذبذبة، وللحزب الديمقراطي في ظل ذلك. يجيب هذا التقرير المترجم عن صحيفة الغارديان البريطانية، عن بعض الأسئلة الأساسية المتعلقة بهذه الانتخابات.

النظام الانتخابيّ لمجلس الشيوخ ليس في صالح الديموقراطيّين. فكلّ ولاية لديها سيناتوران، بغضّ النظر عن تعدادها السكّانيّ

إنّ السؤال الأساسيّ في هذه الانتخابات هو: هل يستطيع الجمهوريّون الحفاظ على سيطرتهم على غرفتَي الكونغرس (مجلس النوّاب ومجلس الشيوخ)؟ إذ تجري الانتخابات على 35 مقعدًا فقط من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها مائة، وجميع مقاعد الغرفة الأدنى (مجلس النوّاب) البالغ عددها 435 مقعدًا. ومن أجل السيطرة على الأجندة التشريعيّة ومنع ترامب من تنفيذ برامجه، يحتاج الحزب الديموقراطيّ إلى السيطرة على كلا المجلسين (النوّاب والشيوخ). يمكن للديموقراطيّين، في حالة حصولهم على الأغلبيّة في مجلس الشيوخ، أن يقوموا بحجب تعيينات الحكومة والمحكمة العليا. لكن فيما قد تكون السيطرة على مجلس النوّاب ممكنة، فأنّ حسم الأمر بالنسبة لمجلس الشيوخ سيكون أصعب. وبالمناسبة، تتطلّب إجراءات إقالة الرئيس أغلبيّة الثُلثَين في مجلس الشيوخ؛ لذا فإنّ الأمر سيستدعي بعضَ أصواتِ الجمهوريّين، حتى لو فاز الديموقراطيّون بجميع المقاعد المتاحة أمامهم في تشرين الثاني/نوفمبر.

1. هل يستطيع الجمهوريّون الحفاظ على الأغلبيّة في مجلس الشيوخ؟

هنا نلجأ إلى الرياضيّات: لدى الحزب الجمهوريّ (أو كما يُعرف باسم "الحزب القديم العظيم") امتياز كبير على الديموقراطيّين في هذه المواجهة الحاسمة، إذ إنّ الحزب الديموقراطيّ يحاول حماية 26 مقعدًا (من بينهم اثنين من المستقلّين الذين عادةً ما يصوّتون معهم)، فيما يسعى الجمهوريّون إلى حماية تسعة مقاعد فحسب.

اقرأ/ي أيضًا: جوليا سالازار.. شباب الهامش في مركز السياسة الأمريكية

النظام الانتخابيّ لمجلس الشيوخ ليس في صالح الديموقراطيّين. فكلّ ولاية لديها سيناتورَان، بغضّ النظر عن تعدادها السكّانيّ؛ لذا نجد أنّ ولاية ويومينغ لديها نفس عدد ممثلي ولاية كاليفورنيا، رغم أنّ الأخيرة يقطنها أكثر من 60 ضعف عدد سكّان الأولى. كذلك عادةً ما تكون الولايات الأصغر حجمًا ريفيّةً، والمناطق الريفيّة بشكلٍ تقليديّ تفضّل الجمهوريّين. ولكن هناك ملاحظة باعثة على الأمل بالنسبة للديموقراطيّين، وهي أنّ نيفادا وأريزونا وهما ولايتان تشهدان سباقًا مفتوحًا - لا يشارك السيناتور الحاليّ في الانتخابات- وكلتاهما فاز فيهما الجمهوريّون بشقّ الأنفس عام 2012.

2. هل يستطيع الديموقراطيّون السيطرة على مجلس النوّاب؟

لدى الديموقراطيّين فرصة أفضل بكثير في الفوز هنا. فالتمثيل في مجلس النوّاب (إلى حدٍّ كبير) متناسب مع عدد السكّان، وكلّ المجلس يُعاد انتخابه كلّ سنتين. فالديموقراطيّون بحاجة إلى الفوز بـ 24 مقعدًا (إضافيًّا) للفوز بالأغلبيّة. ولكنهم في الخمسين عامًا الأخيرة لم يفوزوا بتلك النسبة سوى مرّتين، في عامَي 1974 و2006. وفي نفس المدّة، فاز الجمهوريّون ثلاث مرّات فقط بفارق 24 مقعدًا أو أكثر، ولكن كانت آخر مرّة عام 2010، في الانتخابات النصفيّة أثناء الفترة الأولى للرئيس باراك أوباما.

عادةً ما يتردد الناخبون الأمريكيّون في طرد نائب حاليّ. لذا فإنّ المقاعد التي لا يُنافِس عليها النوّاب الحاليّون هي أفضل الآمال بالنسبة للديموقراطيّين. ومن الأخبار السارّة كذلك لهم هي أنّ 39 نائبًا جمهوريًّا -وهو رقم قياسيّ، وكثيرون منهم كانوا ضدّ ترامب- قد اختاروا التنحّي بدلًا من إعادة الترشّح على مقاعدهم في تشرين الثاني/ نوفمبر، وبعض هؤلاء في ولايات متأرجحة رئيسيّة مثل فلوريدا وبنسيلفانيا.

3. ماذا عن سباق انتخابات حكّام الولايات؟

كلّ ولاية أمريكيّة لها حاكم، وهو يشبه رئيس محليّ. تفاعلات هؤلاء الحكّام مع الحكومة الفيداراليّة يمكن أن تكون مهمة؛ قد يكون لديهم قدر كبير من التأثير، مثلًا، على قوانين الأسلحة المحلّيّة أو تنفيذ سياسات التأمين الصحّيّ. يعتقد الديموقراطيّون هذا العام أنهم سينجحون على المستوى الوطنيّ، إذ لدى الكثيرين منهم حقّ النقض على سياسات إعادة تقسيم المناطق إداريًّا. تجري إعادة رسم خرائط الدوائر الانتخابيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعد كل إحصاء سكّانيّ، وستكون الجولة القادمة في عام 2022 بعد صدور نتائج الإحصاء السكّاني عام 2020؛ حينها سيكون الحكّام المنتخبون هذا العام -والذين يقضون فترةَ ولاية مدّتها أربع سنوات- لا يزالون في مناصبهم.

 يأمل الديموقراطيّون في الفوز بمنصب الحاكم في عدّة ولايات متأرجحة والسباق فيها ما زال مفتوحًا، مثل أوهايو ونيفادا وميتشيغن وفلوريدا؛ ومن ثمّ يأملون في منع إعادة تقسيم الدوائر الانتخابيّة gerrymandering الذي قد يؤثّر على انتخابات الكونغرس حتى عام 2032.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بيرني ساندرز في مواجهة الفصل العنصري.. سيرة غير مروية لمناضل أتقن التواضع

هالة الانتخابات الأمريكية