ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إلى أكثر من 400 شهيد، جراء استئناف جيش الاحتلال عدوانه على القطاع. وفي الوقت ذاته، تشهد عدة مناطق في غزة موجات نزوح جماعية، خاصة في بيت حانون، بعد أن أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء السكان المدنيين فورًا والتوجه نحو جباليا شمال القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن عدد الشهداء ارتفع إلى 404 شهيد، بالإضافة إلى إصابة 562 أصابة، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الإحتلال منذ ساعات فجر اليوم على قطاع غزة، وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنه لا يزال "عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم".
وكانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان قد حذرت في وقت سابق من خطر الموت الذي يواجهه 300 ألف طفل في غزة بسبب نقص الغذاء والبرد، مؤكدة أن الحصار على القطاع يشكل إبادة ممنهجة، حيث ارتفعت أسعار الغذاء 300 %، وتوقفت المخابز والمستشفيات بسبب نفاد الوقود والدواء. ودعت إلى تحرك دولي عاجل لفتح المعابر ودعم "الأونروا" لإنقاذ السكان، بحسب موقع "الترا فلسطين".
شن جيش الاحتلال غارات جوية مكثفة استهدفت جميع مناطق القطاع نحو الساعة الثالثة فجرًا، وهو التوقيت الذي تكون فيه معظم العائلات مستيقظة للسحور وأداء صلاة الفجر
وبحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، استشهد أكثر من 100 طفل جراء تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار الموقع إلى أن جيش الاحتلال شن غارات جوية مكثفة استهدفت جميع مناطق القطاع نحو الساعة الثالثة فجرًا، وهو التوقيت الذي تكون فيه معظم العائلات مستيقظة للسحور وأداء صلاة الفجر استعدادًا ليوم جديد في رمضان.
وقال يسري الغر، وهو أحد الناجين من قصف جيش الاحتلال، إن الغارات قتلت شقيقته الحامل، وزوجها، وثلاثة من أطفالهما، فيما حالة طفلهم الرابع خطيرة، وأضاف أن المنطقة التي استهدفها جيش الاحتلال كانت تُعتبر آمنة،حيث كانت الحياة فيها طبيعية.
وأكد الغر في حديثه أن "الضربة كانت مباشرة، دون أي تحذيرات. لقد كان استهدافًا واضحًا للمدنيين، بمن فيهم الأطفال"، وأضاف أن "الهجوم كان همجيًا بكل معنى الكلمة". وعبّر الغر عن إحباطه الشديد إزاء الصمت الدولي، قائلًا: "لا يوجد عالم، لا عالم عربي، ولا حتى عالم إسلامي يتحدث. لو قُتلت قطة، لاحتجّ العالم، لكن بدلًا من ذلك، الصمت يخيّم على الجميع".
🎥 سيدة غزية في وداع عائلتها التي استـ ـشـ ـهدت نتيجة القصف الإسرائيلي على قطاع #غزة pic.twitter.com/HubzNOpnxI
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 18, 2025
وأظهرت مقاطع مصوّرة بثها "التلفزيون العربي" احتراق خيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس، جراء استهدافها بالقنابل الثقيلة، مما أدى إلى احتراق عشرات الخيام، والتي كانت في الأساس مهترئة نتيجة تأثرها بالظروف الجوية السيئة في القطاع، وخاصة في فصل الشتاء.
وقالت بسمة عارف النشالسة لـ"ميدل إيست آي" إن جيش الاحتلال جدد عمليات القصف لمختلف أنحاء القطاع، في الوقت الذي كانت تستعد مع آخرين لتناول وجبة السحور، وأضافت: "كنا نتساءل أين يسقط القصف، ثم أدركنا أننا نحن المستهدفون، أطفالنا، نساؤنا".
وأضافت، والدموع تغالبها: "أطفال شقيقتي الثلاثة استشهدوا جميعًا"، مشيرةً إلى أنها فقدت أيضًا عدة أفراد من عائلتها في القصف الإسرائيلي، من بينهم ابنتها وصهرها. وتابعت مؤكدة: "منذ عام ونصف ونحن نعاني، نعيش في الخيام، مشردين مع أطفالنا في ظروف قاسية، حيث ينهشنا الجوع وتحاصرنا الحشرات والذباب.. أين هو وقف إطلاق النار؟
🎥 "بنتي ماتت من غير سحور".. أم فلسطينية تبكي أطفالها الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على غزة. pic.twitter.com/8aCK8tf9Xi
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 18, 2025
وتساءل محمد الشاعر، الذي استُشهد ابن عمه في الغارات الليلية، عن التضامن مع أهل غزة، قائلًا: "زوجتي وبناتي جريحات. استيقظنا في هذه الليلة الكئيبة على أكثر من 342 شهيدًا، ولا تزال الأعداد في ارتفاع حتى الآن". وتابع بحسرة: "أين التضامن في هذه الحرب الوحشية المستمرة منذ 16 عامًا؟ حيث نُقتل، ونجوع، ونُجرد من كل شيء، ولا أحد يستجيب".
وأضاف الشاعر مناشدًا الدول العربية: "نحن نموت كل يوم، هل تنتظرون أن يتم القضاء علينا؟ نحن أكثر من 2.5 مليون في قطاع غزة، هل تنتظرون أن نصبح مليونًا فقط؟ هل تقبلون بسياسة التهجير القسري؟ من الذي تنتظرونه للتحرك؟".
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، في منشور على منصة "إكس": "هناك مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا في غزة، بينهم أطفال، جراء موجات من القصف العنيف الذي شنّته القوات الإسرائيلية خلال الليل"، مؤكدًا أن "إشعال الجحيم مجددًا عبر استئناف الحرب لن يؤدي إلا إلى المزيد من اليأس والمعاناة".