24-أكتوبر-2016

(أ.ف.ب) تتويج ساندي تابت ملكة جمال لبنان 2016

لبست الملكة ساندي تابت تاجها، حملت صولجانها، ابتسمت للصورة التّذكارية، وتسلّمت عرشها من الملكة السّابقة فاليري أبو شقرا. ملكة جمال لبنان انتُخبت، ولم يُمدّد للملكة السّابقة على خلاف العادة اللبنانية عند الاستحقاقات.

معايير اختيار الملكة غير معروفة، على الرّغم من أن المسابقة تجري منذ سنوات عديدة، وغالبًا ما يكون الجانب الدّعائي حاضرًا فيها بقوّة، الأسئلة هي ذاتها مع اختلاف في الصّياغة من عامٍ لآخر.

أعضاء اللجنة مغنّون أو سياسيون أو إعلاميون، أي ليسوا بخبراء جسد أو تقييمٍ جمالي بالمعنى العلمي، بل هم أصحاب أسماءٍ سيتبعها جمهورها، وبالتّالي، أسماؤهم عامل لإنجاح المسابقة السّنوية، التي يفوق مجموع كلفة جوائزها الـ300 ألف دولار أمريكي.

أعضاء لجنة ملكة جمال لبنان ليسوا بخبراء جسد أو تقييمٍ جمالي بالمعنى العلمي

بعد انتخاب الملكة الجديدة، انقسم الرّأي العام اللبناني بين مرحّبٍ وساخر، ساخرٍ من شكلها تارةً ومن أجوبتها ورفيقاتها المرشحات أطوارًا أخرى، فإحداهن أرادت إلغاء وسائل التّواصل الاجتماعي لأنها خطرٌ على المجتمع، وأخرى أرادت حلّ أزمة النّفايات بوضعها، أي النّفايات في المستشفى.

موجة السّخرية تعدّت الحدود الأخلاقية، ووصلت حدّ التّجريح الشّخصي بالفتاة الفائزة، تحوّلت المسابقة من مسابقةٍ جماليةٍ إلى فرصةٍ لتسليع المرأة، وتحويلها لمنتجٍ قيد العرض، ما الفائدة القيمية للمسابقة غير التّرويج للمعلنين باستخدام جسد المرأة الرّجل "الملك" مؤخّرًا؟

اقرأ/ي أيضًا: صور العار.. تطبيع لبناني ساذج

لا يمكن إدراج المسابقة تحت بند البرامج التّرفيهية أصلًا، ولو أن محتوى الأجوبة كوميدي، لكن ما معنى دمج الكوميديا بالجمال بوجود لجنةٍ من المشاهير لا الخبراء؟

مع الأسف، تلقى هذه البرامج متابعةً بنسب كبيرة، لا لأن الجمهور يطلبها، بل لأنها فُرضت عليه، وسيق الرّأي العام خلف رغبات من يعرضها. في ذاكرة البرامج اللبنانية، برامج ثقافية ومسابقاتٌ علمية، كـ"المميزون" و"الحلقة الأضعف" و"من سيربح المليون"، وبرامج ترفيهية خفيفة رياضية، كـ"حلّها واحتلها" و"باص الفوز"، وبرامج عربيةٍ كـ"وزنك ذهب" ونجوم العلوم، اليوم.

مع الأسف، تلقى الكثير من البرامج متابعةً بنسب كبيرة، لا لأن الجمهور يطلبها، بل لأنها فُرضت عليه

هذه البرامج اختفت أو هُمّشت، برامج المواهب تفرّخ مواهب تُنسى فور خروجها من كادر الكاميرا، والصّناعة التّلفزيونية العربية، وإن نشطت، تنشط لفترة محدودة، وهي عمر البرنامج، دون أن تتابع ما أنتجه البرنامج من خبراتٍ ومواهب.

الجمال معيارٌ نسبي يعتمد على الذّوق أولًا، والذّوق ليس موحّدًا شموليًا، بل يختلف من شخصٍ إلى آخر، وبالتّالي، مسابقة ملكة أو ملك الجمال، بحاجةٍ إلى إعادة دراسةٍ وتفكير، خاصّة أنها تحوّلت إلى فُرصةٍ سنويةٍ لإذلال معظم المشتركين والمشتركات.

ومع أن السّهرة أثبتت تفوّقًا آخر، على صعيد الأزياء، نجح المصّمم زهير مراد في تخفيف وطأة العرض بفساتينه، يا حبّذا لو كان العرض عرضًا لتصاميم مراد حصرًا، لكانت سهرةً منتجةً دعائيةً تخدم السّوق.

اقرأ/ي أيضًا:
ملكة جمال للمراهقات المحجبات في الجزائر..ما القصة؟
من يملك الآخر.. نحن أم أجسادنا؟
مكانة الذات في النظم الاستهلاكية