سقط ريال مدريد في فخ التعادل أمام مضيفه ليفانتي بنتيجة 3-3، في مباراة مثيرة ومجنونة ستخلّد في الأذهان طويلًا، بسبب الأحداث المتسارعة التي شهدتها، والمستوى الفني العالي الذي قدّمه الفريقان، حيث تبادلا التقدّم وعاد ريال مدريد من التأخر مرّتين في الشوط الثاني الذي سجّل فيه خمسة أهداف، وطُرد فيه حارس ليفانتي فرنانديز، واستبدل بمدافع من الفريق بعد استنفاذ التبديلات.
ريال مدريد يبحث عن العلامة الكاملة
سعى ريال مدريد إلى تحقيق فوزه الثاني في الدوري، واللّحاق بأتلتيكو مدريد الفائز على إيلتشي إلى صدارة الجدول، والاستفادة من تعثّر برشلونة السبت في السان ماميس بالتعادل أمام بلباو، لكنّه يدرك أن مهمته لن تكون سهلة أمام المضيف ليفانتي، فريق مدينة فالنسيا الذي هزم الملكي ثلاث مرّات، وتعادل معه مرتين، في آخر ثماني مواجهات بين الفريقين، مع الإشارة إلى أن آخر خسارة للميرنيغي في الدوري، كانت أمام ليفانتي بالذات، في إياب الدوري من الموسم الماضي.
تلقّى جمهور الفريق الملكي أخبارًا سارّة قبل انطلاقة المباراة، مع إعلان تمديد عقد هدّاف الفريق كريم بنزيما حتى العام 2023، وأملت هذه الجماهير استمرار الأدء الهجومي الجيد الذي قدّمه ثلاثي المقدّمة بايل – بنزيما – هازارد في المباراة الافتتاحية، مع إدراكهم أنهم يواجهون خصمًا عنيدًا يتألق ضد الكبار، حيث فاز مثلًا في العام الماضي على حامل اللقب أتلتيكو مدريد ذهابًا وإيابًا.
شوط أول مميّز من ريال مدريد ينهيه متقدّمًا
في ظل غياب نجمي الوسط مودريتش وكروس بداعي الإصابة، بدأ أنشيلوتي المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3، وبنفس العناصر التي فازت على ألافيس في الجولة الاولى، باستثناء مشاركة إيسكو بدلًا من مودريتش المصاب، فيما لعب باكو لوبيز مدرب الفريق المضيف بالرسم التكتيكي 4-3-3، وغاب عنه هدّافه المخضرم روبرتو سولدادو بداعي الإصابة.
دخل ريال مدريد المباراة مهاجمًا وباحثًا عن الهدف الأول، لتجنّب أية مفاجآت من أصحاب الأرض، ولم ينتظر عشّاق الأبيض أكثر من أربع دقائق، ليفتتح غاريث بايل التسجيل بتسديدة من داخل منطقة الجزاء، بعد تمريرة من كريم بنزيما، وهو الهدف الأول للويلزي مع الملكي منذ عودته إلى القلعة البيضاء، بعد انتهاء فترة إعارته إلى توتنهام الإنجليزي.
سيطر ريال مدريد على الدقائق المتبقّية من الشوط الأول، وتألّق منه بشكل خاص إيسكو، الذي قاد معظم هجمات فريقه، وصنع الملكي عدة فرص خطرة، عن طريق فالفيردي، بايل، وإيسكو، فيما بدا ليفانتي تائهًا ومستسلمًا، ولم يشكّل أية خطورة حقيقية على الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، لينهي الحكم الشوط الأول بتفوّق مستحق لكتيبة كارلو أنشيلوتي.
التعادل يحسم الموقف في النهاية
انعكست الآية مطلع الشوط الثاني، فباغت ليفانتي خصمه بهدف مبكرّ جدّا بعد ثلاثين ثانية من الصافرة فقط،عن طريق روجر مارتي الذي أنهى سلسلة تمريرات جميلة من زملائه، داخل مرمى تيبو كورتوا، لتعود المباراة إلى نقطة البداية، قبل أن يستوعب ريال مدريد صدمة الهدف الأول، عاجله كامبانيا بهدف جميل على الطائر في الدقيقة 57 ليجد أنشيلوتي نفسه في موقف مأزوم للمرة الأولى في ولايته الجديدة، فزّج مباشرةً بفينسوس، أسينسيو ورودريغو، بحثًا عن تعديل الأوتار.
عاد لاعبو ليفانتي إلى مناطقهم بعد تقدّمهم بالنتيجة، واستحوذ ريال مدريد على الكرة وبحث عن الثغرات في دفاع خصمه المنظّم، وانتظر الضيوف حتى الدقيقة 72، ليعادلوا النتيجة عبر البديل فينيسوس، بعد تمريرة مميّزة من كازيميرو، ليعود الأمل مرة أخرى لجماهير الملكي.
لم يستمر هذا الأمل سوى دقائق معدودة، إذ سجل المدافع روبير بيير الهدف الثالث لفريقه، وهي المرّة الأولى التي ينجح فيها ليفانتي في تسجيل ثلاثة أهداف ضد الريال في الدوري، وكاد البديل كينتيرو أن يقتل المباراة في الدقيقة 80، عندما انفرد بكورتوا وتخطاه، وسدد الكرة في القائم.
بلغت الإثارة ذروتها في الدقيقة 85، حيث سجل فينيسوس التعادل مرّة أخرى بطريقة مميّزة، ووصل إلى هدفه الثالث في الدوري في صدارة الهدّافين بالتساوي مع كوريا، وتلقّى ليفانتي ضربة موجعة بعدها، إثر طرد حارسه فيرنانديز، بسبب لمسه الكرة بيده خارج المنطقة، ليكمل الفريق المضيف المباراة لاعبين، ويتحوّل مدافعه روبن فيزو ليكون حارس المرمى البديل بعد استنفاذ التغييرات.
أضاف الحكم ست دقائق من اللعب، حاول ريال مدريد استغلالها لخطف نقاط الفوز، فيما تكتّل كل لاعبي ليفانتي في منطقتهم دفاعًا عن النقطة الثمينة، ليعلن الحكم عن نهاية المباراة المجنونة بالتعادل 3-3.
وفي مواجهة أخرى، حقّق أتلتيكو مدريد فوزًا صعبًا على ضيفه إيلتشي، بهدف نظيف سجّله الأرجنتيني أنخيل كوريا، صاحب أهداف الفريق الثلاثة هذا الموسم، ليتصدّر قائمة الهدّافين مع فينيسوس، وبالنتيجة نفسها، فاز ريال سوسيداد على ضيفه رايو فالكيانو، من خلال ركلة جزاء سجّلها نجم الفريق أوريازابال.
اقرأ/ي أيضًا:
ريال مدريد يستهلّ مشواره في الليغا بفوز مقنع
أسود الباسك يحرجون برشلونة في “سان ماميس” ويفرضون عليه التعادل