08-أكتوبر-2021

هدف الفوز القاتل من هيرنانديز منح فرنسا بطاقة العبور للنهائي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

ضربت فرنسا موعدًا مع إسبانيا في نهائي دوري أمم أوروبا، بعدما قلبت تأخّرها في نصف النهائي أمام بلجيكا بهدفين، إلى انتصار مثير بثلاثة أهداف لاثنين، في اللقاء الذي جرى على ملعب أليانز ستاديوم بتورينو مساء الأربعاء.

اعتبر الكثيرون أن التشكيلة الحاليّة تمثّل الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا، منذ سنوات احتكرت المركز الأوّل في تصنيف الفيفا، واقتربت من تحقيق إنجاز غير مسبوق في مونديال روسيا 2018، حينما كانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائي، لكنّها خسرت أمام فرنسا التي حملت اللقب لاحقًا، ومن أجل تأكيد أحقّية دي بروين ورفاقه في حفر اسمهم كأفضل جيل بتاريخ البلاد، كان عليهم الظفر بلقب عالمي أو قارّي.

فرصة هذا الجيل الأخيرة أو شبه الأخيرة أتت من بوّابة دوري أمم أوروبا، فقد بلغ مربّع الكبار بعدما تفوّق في دور المجموعات على إنجلترا وفرق أخرى، لكنّ القرعة وضعته أمام فرنسا بطلة مونديال 2018، هي فرصة مثاليّة للبلجيكيين من أجل الثأر من هزيمة المونديال، فمن حرمهم من نهائي 2018، سيُحرم من نهائي دوري أمم أوروبا 2021.

لكنّ مهمّة كتيبة المدرّب روبيرتو مارتينيز اصطدمت بفريق قويّ اسمه فرنسا، هو بطل العالم في نسختها الأخيرة، ولديه طموح كبير يتمثّل في تحقيق بطولة أوروبيّة تُنسي الجماهير خيبة يورو 2020، عندما أسكت السويسريون صياح الديوك في دور الستّة عشر، ومن أجل نيل لقب دوري الأمم ونسيان الخيبة، لا بدّ من بلوغ النهائي أوّلًا، وذلك يتحقّق فقط فيما لو أطاحت فرنسا ببلجيكا.

بدأت المباراة بضغط بلجيكي مبكّر، كاد كيفن دي بروين أن يفتتح التسجيل بتسديدة قويّة، لكنّ الحارس هوغو لوريس أنقذ الموقف، ردّت فرنسا بكرة من بافارد كان لها الحارس كورتوا بالمرصاد، بعد ذلك استحوذت بلجيكا على الكرة، وسيطرت على وسط الملعب، وسط تيه شبه تام من الفرنسيين، أبطال العالم استسلموا امام تحرّكات الشياطين الحمر، فندرت فرصهم باستثناء تسديدة ضعيفة من مبابي احتواها كورتوا.

أفضليّة بلجيكا ترجمها كاراسكو لهدف في الدقيقة 37، حينما استلم كرة من دي بروين، وراوغ مدافعي فرنسا، وصوّب كرة أرضيّة مباغتة على يمين الحارس لوريس، معلنًا تفوّق فريقه بهدف، لم يستفق الديوك من صدمتهم بعد، أربع دقائق بعد الهدف الأوّل ويضيف لوكاكو الثاني، حينما ختم دي بروين سلسلة من التمريرات وأهدى كرة إلى مهاجم تشيلسي، لوكاكو باغت الدفاع الفرنسي وواجه لوريس من زاوية ضيّقة، وأضاف الهدف الثاني من تسديدة قويّة، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم بلجيكي 2-0.

أرادت بلجيكا أن تحافظ على تقدّمها في الشوط الثاني، فلجأ المدرّب مارتينيز للدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدّة، فبسطت فرنسا سيطرتها على مجريات اللقاء، وحاولت جاهدة تسجيل هدف يعيد لها الأمل في العودة، لكنّ غريزمان فرّط بفرصة ثمينة للغاية، فلم يستثمر تمريرة مبابي التي وضعته في مواجهة كورتوا، وأهدر الكرة خارج المرمى.

لم يرفع الديوك الراية البيضاء، واصلوا ضغطهم الكثيف على مرمى البلجيكيين، فقاتل مبابي بضراوة من أجل الحصول على كرة داخل منطقة الجزاء، وأوصلها لبنزيما الذي نجح في تسديد الكرة بين ثلاثة مدافعين، لتهزّ شباك زميله في ريال مدريد الحارس كورتوا، ويقلّص الديوك الفارق بالدقيقة 62.

ثورة الفرنسيين في الشوط الثاني لم تهدأ بعد تسجيل الهدف الأوّل، واصل الديوك صياحهم، وأثمر ذلك عن ركلة جزاء، إثر احتكاك بين تيليمانس وغريزمان قرّر الحكم على إثره منح فرنسا ركلة جزاء بعد اللجوء لتقنيّة الفيديو، ترجمها مبابي بنجاح، معلنًا عن تسجيل هدف التعادل بالدقيقة 68، وكاسرًا رهبة ركلات الترجيح مع منتخب بلاده، بعدما تسبّب في خروجهم من يورو 2020 إثر إهداره لإحدى الركلات.

عادت المباراة لنقطة الصفر، أرادت بلجيكا أن تستعيد تقدّمها، بتسديدة قويّة من دي بروين حوّلها لوريس إلى ركنيّة، ردّت فرنسا عبر البديل تشاواميني بتسديدة تألّق كورتوا في إبعادها، إلى أن نجح لوكاكو في تسجيل هدف الفوز القاتل قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق، لكنّ تقنيّة الفيديو ألغت الهدف بداعي التسلّل.

 الإثارة استمرّت حتّى الدقيقة الأخيرة من المباراة، حيث سنحت لفرنسا ركلة ثابتة نفّذها بوغبا، لكنّ الكرة ارتدّت من العارضة، ثوانٍ قليلة بعد ذلك ويضيف هيرنانديز هدف الانتصار القاتل لفرنسا، حينما ارتدّت كرة من الدفاع البلجيكي، صوّبها قويّة على يسار الحارس كورتوا، مؤكّدًا على تفوّق فرنسا في المباراة، حيث قلبت تأخّرها بهدفين إلى انتصار بالثلاثة، لتحجز مكانًا لها في النهائي، والذي ستلاقي به منتخب إسبانيا الفائز على إيطاليا بهدفين لواحد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الماتادور يثأر من الآزوري ويبلغ نهائي دوري أمم أوروبا

فرنسا تقطع تذكرة الرحيل للمنتخب البلجيكي.. عبور الديوك إلى نهائي كأس العالم