19-فبراير-2022

هدف الفوز القاتل لتوتنهام برأسية هاري كين (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

أشعل توتنهام هوتسبيرز الصراع على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما هزم المتصدّر مانشستر سيتي بثلاثة أهداف لاثنين، في لقاء مثير للغاية احتضنه ملعب الاتحاد بمانشستر، بذلك تقلّص الفارق بين ليفربول الوصيف والسيتيزينس إلى ستّ نقاط فقط، بعدما انتصر الريدز على نوريتش بثلاثة أهداف لواحد، علمًا أن ليفربول يملك مباراة زائدة، ما يعني أن الفارق المنطقي بين صاحبي المركزين الأوّل والثاني هو ثلاث نقاط فقط.

في الجولة الأولى من الموسم الحالي، تفوّق توتنهام على مانشستر سيتي حامل اللقب بهدف وحيد، وقتها استبشر الكثيرون خيرًا بالنادي اللندني ومدرّبه الجديد حينها نونو سانتوس، وبما قد يفعله هذا الموسم، خصوصًا أنّه أتبع الفوز على السيتي بانتصارين على وولفرهامبتون وواتفورد، لكنّ الأمور تغيّرت بعد ذلك، ومني الفريق بثلاث هزائم متتالية، أمام كريستال بالاس وآرسنال وتشيلسي، هزائم أيقظن مشجّعي السبيرز من أوهام المنافسة على اللقب.

بعد تراجع رهيب في المستوى، تعاقدت إدارة توتنهام مع المدرّب أنطونيو كونتي خلفًا للمقال نونو سانتوس، نجح كونتي في تحقيق نتائج جيّدة، لكنّه بمرور الوقت دخل نفقًا مظلمًا لم يخرج منه بعد، تعرّض في الجولات الثلاث الماضية لثلاث هزائم متتالية، كانت أمام تشيلسي وساوثهامبتون وولفرهامبتن، كان على كونتي تجنّب الهزيمة في الجولة الـ26 من البريميرليغ مساء السبت، لأن الخسارة ستكون الرابعة تواليًا، وهو أمر لم يسبق أن حدث في تاريخ كونتي التدريبي، ونحكي عن تجربته في مهنة التدريب مع كلّ الأندية.

لسوء حظّ كونتي أن مهمّته في حماية تاريخه من السواد ستكون أمام أحد أقوى أندية العالم، وفي عقر دارها، مانشستر سيتي الذي قدّم مستويات هائلة هذا الموسم، يتربّع على صدارة البريميرليغ بفارق مريح عن ليفربول، وأبدع في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، حينما اكتسح مضيفه سبورتينغ لشبونة بخماسية كاملة، ما يعني أن مهمّة توتنهام في ملعب الاتحاد صعبة وشبه مستحيلة، زد على ذلك أن السيتي يود لو ينال بثأره من هزيمة الذهاب، توتنهام هو واحد من اثنين فقط، هما من غلبا مانشستر سيتي طيلة المراحل الـ25 الماضية، الفريق الآخر هو كريستال بالاس.

بداية المباراة كانت صادمة لأصحاب الأرض، باغتهم توتنهام بهدف مبكّر أتى في الدقيقة الرابعة، ثنائيّة كين-سون الكلاسيكية وضعت النجم الكوري بمواجهة الحارس إيدرسون، حيث تلقّى سون تمريرة طويلة من العمق نفّذها كين، آثر الكوري ومرّرها لزميله كولوسيفسكي الذي أكملها في الشباك.

كما هو متوقّع، أغضب توتنهام مانشستر سيتي بهذا الهدف المبكّر، فكان الردّ شرسًا للغاية، سيل جارف من الهجمات بكل الأشكال والطرق، وابل من التسديدات التي تناوب لاعبو السيتيزينس على إهدارها، قابل كلّ ذلك دفاع مطبق من الضيوف، مع الاعتماد على الهجمات المرتدّة.

حيث تصدّى الحارس لوريس لرأسيّة فودين، ومرّت تسديدة كانسيلو جانب المرمى، كذلك الحال بالنسبة لكرة بيرناردو سيلفا، وردّ القائم كرة غوندوغان المقوّسة، ثمّ جاورت تسديدة أخرى لكانسيلو المرمى، وهي أخطر بكثير من سابقتها، إلى أن أتى الفرج بالدقيقة 33، حينما استثمر غوندوغان هفوة من الحارس لوريس، وأكمل الكرة في الشباك بعد فشل الفرنسي في الإمساك بها، لينتهي الشوط الأوّل بالتعادل.

لم يتعلّم السيتي من درس الشوط الأوّل، فواصل استحواذه في الشوط الثاني دون فاعليّة، فيما اعتمد توتنهام على إطباق مناطقه الخلفيّة وشنّ الهجمات السريعة الخاطفة، والتي أتى على إثرها الهدف الثاني، وكما هي العادة، حسمت ثنائيّة سون-كين الموقف، أرسل الكوري عرضيّة أكملها كين بقدمه في الشباك.

لم يستفق السيتي من صدمته بعد حتى كاد كين أن يضيف الثالث، لكنّ تألّق إيدرسون حال دون ذلك، ثمّ تكرّر سيناريو الشوط الأوّل بضغط رهيب من السيتي، قابله تألّق كبير من الحارس لوريس، مع رد فعل خطر من توتنهام، والذي سجّل هدفين ألغاهما الحكم بعد اللجوء لتقنية الفار، ومع تحسين توتنهام لدفاعاته لجأ السيتي للتسديد من خارج منطقة الجزاء، الحارس لوريس تكفّل بإنقاذ مرماه من كرتي غوندوغان وكانسيلو.

وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة، منح حكم اللقاء بعد اللجوء لتقنية الفار السيتي ركلة جزاء، إثر لمسة يد داخل المنطقة المحرّمة ارتكبها روميرو، نفّذها بنجاح رياض محرز في الوقت بديل الضائع، ذلك لم يكن سببًا كافيًا لنجاة السيتي من الخسارة، لأن توتنهام رفض التفريط بانتصاره، وأضاف هدف الفوز في الوقت القاتل، برأسيّة متقنة من هاري كين.

وهنا اقتنص توتنهام انتصارًا تاريخيًا أنهى به سلسلة الهزائم التي تكبّدها، فوز تاريخي لأنّه تفوّق على حامل بقب البريميرليغ ذهابًا وإيابًا للمرّة الأولى في تاريخه، بينما اشتعلت المنافسة على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، خصوصًا بعد فوز ليفربول على نوريتش سيتي بثلاثة أهداف لواحد، ليتقلّص الفارق بين الأوّل والثاني إلى ستّ نقاط، مع بقاء مباراة زائدة لليفربول.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الدوري الإنجليزي.. مانشستر سيتي يستهل حملة الدفاع عن لقبه بالسقوط أمام توتنهام

اللحظات الأخيرة تمنح اليونايتد المركز الرابع.. وتعثّر مفاجئ لمتصدر البريميرليغ