10-أبريل-2022
لوحة لـ إيلينا ريزيك/ أوكرانيا

لوحة لـ إيلينا ريزيك/ أوكرانيا

1

يا للأحلامِ القاسية

أينَما سبحتُ في منامي

سفنٌ تغرقُ وفي الأفقِ صواعقُ

أطفالٌ عيونُهم ملأى بالماء والطّحالب الملوّنة

كأنّهم للتوّ يشرعونَ في اللّعب

يصعَدون إلى فراديسك.

..

لي أيضًا عربةٌ يجرُّها ثورٌ

ينهمرُ دمعٌ من عينيه

يحدّثني وأحدّثُه

في كلِّ تعبٍ أعطيهِ استراحة

في كلِّ مطرحٍ نهجعُ تحتَ شجرة

أقبِّلُ رأسهُ كأنّه وليدي

أشفقُ عليه ويشفقُ عليَّ

..

خائفةً الآن

وصلتُ إلى باب توما

أتوارى في قبعةٍ وجِلباب

رأيتُ خيولًا فضيّة مخضّبة

قتلوا أسيادها وصوّبوا نحوَها البنادق

أيُّ جرأةٍ منحتَني أيُّها البعل

عاصفةٌ مرّت في دمي

دمّرتُ المشهد البغيض

شدّت يدي القوسَ بمهارة

وأصبتُ العدوّ بسهام الجحيم.

..

بدّد إلهي أحلامي المتناقضة

أعطني وقتًا أروّضُ فيهِ موهبتي وأحزاني

لا تكِلني سيّدي إلى التّعب والجنون

هَبني مسرّةً واحدة أتقاسمُها مع من أحبّ.

 

2

ثمّة ضوءٌ واحدٌ يشعُّ في سوريا

فيهِ صندوقُ للأسرار

سأودعُها يمّكَ

 في الطّابق الرّابع

في الشقة الغامضة

أعيشُ حياةً هادئة في تونس

ما من أحدٍ أشاركهُ الحبّ والشّراب

ما من أحدٍ أبادلُه أحقادي ومجوني

أنا

حسناء مضطربة ومجهولة

أنا

قدّيسة أغنّي في بهوِ المذابح

حينما يكتشفُني أحدُهم بالكهرمان الّذي في أعماقه

أحدِّثُكَ بخجلٍ وريبة

كأنّني للحظة أكتشفُ موتي

الآن لا أعرفُ كيف أشكرك.

..

أيها الخالقُ الحليمُ

 بعدَ حياتي السّابقة

كيفَ يمكنُ أن أخدمكَ هنا؟

 

3

أنا معزولة ومطمئنة

أعبرُ اللّيلاتِ بهدوء

أستقبلُ نهاري بضجرٍ هائلٍ يلازمُني

كأنه قمرٌ جديدٌ يهلُّ من أجلي فقط.

 

4

في الدّياجيرِ أقصدُ حُجرتي

بخجلٍ مجهولٍ أفكُّ ثوبي وأنام

نشوى وعارية

ممسوسة بولعٍ وشهوات

كأنّكَ تنامُ إلى جانبي.

بوحشيّةٍ

سأهبُكِ أحزاني وألعابي

الحرارةُ التي أنتجتُها لأجلكَ فقط

ريثما يهديني الصّباح خيبةً جديدة

رجفةً تغمرُ جلديَ المتعرّق

لأنكَ لم تكُن معي

حقًّا إنّهُ بردٌ شديد.

..

مرّة في كلِّ شهر

أستقبلُ دماءً داكنة

وأيامًا لا يُمكنُ أن تنقضي بسهولة

أفقدُ حسني وكمالي

أقفُ عند عتبة الباب

أقرأ تقريرَ الطّبيب النفسيّ

أضحكُ وأغنّي كأنّني للتوّ أستعدُّ للانتحار.

..

فراشتان متلازمتان تطيران وتحطان معًا في دماغي

حتى أنتَ حينما أحبكَ بشدّة

لن تستطيع اصطياد أيّة واحدة منهما.

..

وديعةٌ هذه الحياة

ليست سيئة

أعاقرُ فيها خمرًا خفيفًا

وأقرأ فيها كلمات تهيّجُ دواخلي

حتى لا أغفل ولا أنسى.

 

5

خناجرُ أصابتني مباشرة في القلب

ودونَ تراجع تخلّصت من رفاق وإخوة

ما أجملَ أن أمنحَ قلبي لرجلٍ غريبٍ عرفتُه صدفة!

..

 

أحبُّ العقيقَ والديباج

أرتدي سترةً باليةً وبلا أزرار

أنا جميلة هكذا وأعترف بهمومي

إلى أن يأتي اليوم المناسب.

..

ينمو الأقحوانُ مشتعلًا وهجينًا على ضريحي

حدثٌ مرعبٌ وغيرُ مفهوم

روحي هذه تحبُّك حتّى في اللّحد.

 

 

دلالات: