27-أبريل-2022
لوحة لـ ألبرت سيرفايس/ بلجيكا

لوحة لـ ألبرت سيرفايس/ بلجيكا

اطمئن يا صاحبي

أيُّها المتشرد على جذر المديح

لم يُضحّ بنا الوقتُ

اتساعًا لتخومه

إننا نبقى

أفصح من لباقة القتل

وأنصع من رزانة الريح

بشجاعةٍ نتنفسُ الهواء وتآويله

ونشكرُ حرَ الضغينة.

 

محرقةُ الفضيلة وحدُها

تحذفُ تجديف الأصابع.

 

بهرولة الصمت الوفير شيبُهُ

سأغري وحوش الخيال

وبحفاوة محبٍّ

أكتبُ عن عطل الأصحاب

وعُقْم وفرتهم.

*

 

أتذْكرُ

يوم كنّا من الأحذية البالية نجعلُ طيورًا

نبني لها أقفاصًا

نُطعمها مؤونة الأهل من الّرز

ونسهرُ خوف أن يصطادها جيرانُ الحرب؟

أيُّها الولد

يا قيلولة الشتاء

ألأنّك اكتشفت غنائي

توقفت عن نعْيّ المسافات؟

*

 

في قلبي حُفر كثيرة

منها العميقة ومنها القديمة التي طمرتها الأغاني

ومنها ما هي إلا آثار أقدامٍ صغيرة،

لكنّها

كما الشلّالات عنيفةٌ،

آخ!

كيف استطاع هذا القلب أن يبارك كلّ هذه الأقدام

دون أن يشتكي؟

*

 

أنا لم أمتْ يا صانع التماثيل

أنا محاربٌ قديم،

نسي كلماتهُ في مراودة الأقاصي،

ونام في السكتة،

وعندما استيقظ راح ينتفُ الهواء

بدندناته المرتجفة الشبيهة بأكفّ الشحاذين.

*

 

بالخمر أرشُّ حضورك،

أيُّها الموتُ،

يا سلحفاتي.

*

 

الخرابُ الذي كنتُ أنا فيه

كان سببهُ عدمُ معرفتي بالحساب،

الآن وقد عرفتُ الحساب جيدًا

سأجعل حياتي أكثر خرابًا

ممّا مضى.

دلالات: