08-ديسمبر-2015

في غزة .."لعب الأدوار" يعلم الصغار(الترا صوت)

المذيعة الصغيرة، القاضية، قاطف الثمار والمدرس الصغير، هي أدوار عدة أتقنها تلاميذ الفصل الثاني الابتدائي في مدرسة "القاهرة ب"، بعد أن مارسوها خلال حصتهم الدراسية. ولعب الأدوار هو محور تعليمي ضمن "استراتيجيات التعلم النشط"، التي تتضمن أيضًا حل المشاكل والعصف الذهني واللعب والغناء، وهي استراتيجيات اعتمدت لتجاوز الطريقة التقليدية في التدريس والتي ترتكز على تلقين الطفل فقط.

"استراتيجيات التعلم النشط" والتي تتضمن اللعب والتمثيل والغناء وغيرها من الأنشطة، هي استراتيجيات اعتمدت لتجاوز الطريقة التقليدية في التدريس

سميت هذه المبادرة بـ"طفل يلعب.. طفل يبدع"، وحققت عمليًا عديد الإيجابيات التي يطمح لها مجموع التربويين، شجعت التلاميذ على القراءة والكتابة والمطالعة والمشاركة. وطبقت المعلمة منال مطر في مدرسة "القاهرة ب"، الكائنة في شارع الوحدة بمدينة غزة، هذه المبادرة حتى "أصبح تلاميذ فصلها مبهرين لأي مراقب يحضر معهم حصة دراسية"، هكذا تقول منال.

لم ترتكز منال مطر على خطة دراسية روتينية، أرادت أن تبدع في مجال التدريس وأخذت تبحث عن الجديد وبعد أن أدركت حقيقة المنهج الطويل والجاف بالنسبة للمرحلة الأساسية، وكونه منهجًا يشكو منه التلميذ وولي أمره، أيقنت أن مفاهيمه الكثيرة يجب تبسيطها وتدريسها بشكل ممتع حتى يحبها التلاميذ ويحرزوا تقدمًا في مجالهم.

لم تتردد منال في استخدام "استراتيجية التعلم النشط" أثناء التدريس، وخصوصًا التعلم باللعب والتمثيل والغناء، وتقول لـ"الترا صوت": إن "التلاميذ يتعلمون بصورة أفضل عندما يكون الأمر ممتعًا". هكذا، تشدد مطر على أهمية "التعلم باللعب" في تحسين القدرات لدى التلاميذ، وتوضح:" زادت نسبة تحصيل فصلي الدراسي بالمقارنة بالسنة الماضية بشهادة أولياء الأمور، زاد انتماؤهم وحبهم لوطنهم لما نبثه دائمًا في نفوسهم من قيم حب الوطن والواجب تجاهه، وأدركوا أهمية تطبيق الحقوق والواجبات التي نستخرجها من كل درس".

لعب الأدوار من استراتيجيات التعلم النشط

فكرت المعلمة منال مطر بتصوير التلميذات أثناء تأديتهن للأدوار التمثيلية حتى يشاهدن أنفسهن على الشاشة فيما بعد، بحيث يأتي ذلك كنوع من التعزيز للثقة بالنفس، وأطلقت أيضًا قناة على موقع "يوتيوب" لعرض الألعاب المستخدمة في فصلها، وبإمكان التلميذات مشاهدتها من بيوتهن. وقامت أيضًا بتجميع أفكار لألعاب تربوية في كتاب، بعنوان "إعداد وتدريب المعلمات لاستخدام التعلم عن طريق اللعب"، يوضح اللعبة وفائدتها والمدة الزمنية المستخدمة وعدد المشاركين في اللعب وذلك ضمن نشاطات المدرسة الفعالة، وسيتم رفع الكتاب عبر القنوات التعليمية الإلكترونية حتى تعم الفائدة كما تحدثت منال مطر لـ"الترا صوت".

ووراء كل موظف مبدع، من الضروري توفر إدارة تشجع على ذلك. لم تتردد نجاح صنع الله، مديرة مدرسة "القاهرة ب"، في قبول تطبيق مبادرة التعلم عن طريق اللعب وتمثيل الأدوار والأناشيد، بهدف إنقاذ المستويات الضعيفة من التلاميذ وإحداث تفاعل من جميع التلاميذ في الفصل. وفي هذا الإطار تقول نجاح صنع الله لـ"الترا صوت" : "أيقنت أن استراتيجيات التعلم النشط تنمي مهارات التفكير للمرحلة الابتدائية، لذلك أسعى لحث المعلمات على تطبيق هذه الاستراتيجيات وتنمية مهارتهن في تطبيق كل ما يخدم التلاميذ بعيدًا عن الروتين في التطبيق"، وتتابع: "في الصفوف الأعلى أي الخامس والسادس الابتدائي نتبع استراتيجيات تنمي مهارات التفكير، استخدمنا عدة أنماط من التفكير تساعد الطالب على عدم التمرس في نمط معين من التفكير، وهي أنماط تعزز العمل الجماعي".

أما عن النتائج، فتوضح صنع الله: "أصبحت التلميذات أكثر حبًا وتعلقًا بالمدرسة والتعليم، ويحببن الاستماع والإنصات للمعلمة دون ملل، قلت حالات الرسوب، الكل يقرأ ويشارك في الحصة الدراسية".

اقرأ/ي أيضًا:

الدروس الخصوصية.. هوس طلاب الثانوية العامة في غزة

عندما يتفوق الطفل على الآلة الحاسبة