أعلنت السلطات الأوكرانية عن مقتل 32 مدنيًا، على الأقل، في ضربة صاروخية روسية على مدينة سومي شمالي أوكرانيا اليوم الأحد. وحرصت كييف على ربط هذا الهجوم الروسي الذي استهدف المدنيين، بزيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة.
وعلّق مدير المركز الأوكراني لمكافحة التضليل الإعلامي، أندريه كوفالينكو، على الهجوم الروسي بالقول إن "روسيا تبني المكتسبات الديبلوماسية على أشلاء المدنيين".
وكان ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، أجرى محادثات يوم الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرغ، تناولت مساعي التوصل إلى اتفاق سلامٍ بشأن أوكرانيا.
جاء التصعيد الروسي في أوكرانيا بعد يومٍ من زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وجاءت الزيارة إثر دعوة ترامب نظيره الروسي بوتين إلى التحرك فعليًا نحو إرساء السلام في أوكرانيا، ملوّحًا بإمكانية اتخاذ إجراءات عقابية ضدّ موسكو، إذا لم تفعل ذلك.
واعتبر بعض المتابعين أن هذا التغير في لهجة ترامب قد يكون مؤشرًا على تحولٍ في الموقف الأميركي، بعدما كان ترامب يصر على تحميل الأوكرانيين مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
ومن المتوقع أنْ يكون الهجوم الروسي الجديد على المدنيين الأوكرانيين في سومي بمثابة اختبارٍ لصرامة ترامب في التعاطي مع موسكو. يشار إلى أنّ أوساطًا أوكرانية وأوروبية تزعم أنّ المساعي الأميركية للتوصل إلى وقفٍ شامل لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، لا تحرز تقدمًا يذكر حتى الآن، بسبب ما يدّعون أنه "تراخٍ أميركي في الضغط على الرئيس الروسي".
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيتكوف، كشف في تصريحات للصحفيين أمس السبت، بأنّه يجري التحضير للّقاء المرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مؤكّدًا أنّ "العلاقات الروسية الأميركية تسير بشكل جيد للغاية" وفق تعبيره.
اتفاق وقف إطلاق النار: انتهاكات وتبادل للاتهامات
اتهمت روسيا، أمس السبت أوكرانيا بشنّ خمس هجمات على البنية التحتية الروسية للطاقة، واصفةً الأمر، بأنه "انتهاك لوقف إطلاق النار الذي أُحرز بوساطة أميركية".
وكانت كييف وموسكو قد اتفقتا في آذار/مارس المنصرم على وقفٍ جزئي لإطلاق النار، يشمل منشآت الطاقة والبنية التحتية السكنية، لكن الجانبين تبادلا الاتهامات مرارًا وتكرارًا بانتهاك ذلك الاتفاق. فلم يمض يومٌ دون أن يتّهم الطرفين أحدهما بتنفيذ عمليات تنتهك وقف إطلاق النار المتّفق عليه.
وبشأن هجوم على مدينة سومي الأوكرانية الموجودة على بعد 50 كيلومترًا فقط من الحدود مع روسيا، أفادت الرواية الأوكرانية باستهدافٍ صاروخٍ روسي لحافلة كانت تقلّ مدنيين وسط المدينة، وأسفر الهجوم حسب الدفاع المدني الأوكراني عن مصرع 24 شخصًا، بينهم طفلان، بالإضافة لإصابة ما يزيد عن 80 آخرين.
وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إنّ صاروخًا باليستيًا روسيا كان وراء الحادثة التي تسبب في مقتل وجرح العشرات من المدنيين في مدينة سومي الحدودية.
وطالب زيلينسكي الولايات المتحدة وأوروبا بردٍّ قوي على روسيا، مؤكّدًا استحالة التوصل إلى سلامٍ حقيقي دون تشديد الضغوط على موسكو.
قلّص طرفا الحرب من الاعتماد على الصواريخ والقصف المدفعي في هجماتهما، وعوّضا عن ذلك بالهجمات التي تنفذها الطائرات المسيّرة
استمرار حرب المسيّرات
قلّص طرفا الحرب من الاعتماد على الصواريخ والقصف المدفعي في هجماتهما، وعوّضا عن ذلك بالهجمات التي تنفذها الطائرات المسيّرة، وفي هذا الصدد كشفت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم الأحد، أنّها تمكنت من إسقاط 43 طائرة مسيرة روسية، من أصل 55 استهدفت مناطق متفرقة في شمال ووسط وجنوب أوكرانيا ليلة السبت. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أنّ الطائرات التي أسقطتها هي من طراز "شاهد" الإيرانية.
بدورها، أعلنت القوات الروسية اليوم أنّ دفاعاتها الجوية تمكنت البارحة من تدمير 13 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق مقاطعتيْ روستوف بيلغورود.
ويُفسَّر اعتماد الروس والأوكرانيين على الطائرات المسيّرة في هجماتهما المتبادلة بالتكلفة الزهيدة لتلك الطائرات مقارنةً بالصواريخ، وبقدرتها على التخفي وإصابة أهدافها بشكلٍ دقيق وإلحاق أضرار كبيرة.
ودائمًا على مستوى التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سيطرة قواتها على قرية يليزافيتيفكا، الواقعة في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا.