11-مايو-2017

فيتا ساكفيل ويست وفرجينيا وولف

ولدت فيتا ساكفيل ويست في التاسع من شهر آذار/مارس عام 1892، تبادلت الرسالتين أدناه مع فرجينيا وولف في كانون الثاني/يناير من عام 1926. في منتصف القرن العشرين ربطت الاثنتين علاقة ألهمت فرجينيا وولف كتابة رواية "أورلندو". جاءت هذه الرسائل بعد فراقهما لأول مرة، وانتهت علاقتهما عام 1929. وقد جمعت مراسلاتهما في كتاب "رسائل فيتا ساكفيل ويست إلى فرجينيا وولف".


من ساكفيل ويست إلى وولف
ميلانو (أرسلت من تريسته)
الخميس 21 كانون الثاني/يناير 1926

لقد اختزلتُ إلى مجرد شيء يرغب بفرجينيا. كتبتُ لكِ رسالة جميلة في ساعات الليل السَّاهدة الكابوسية، ورحل كل شيء: حسبي أني أفتقدكِ، على نحو إنساني يائس بسيط تمامًا. أنتِ، بكل ما تكتبينه من رسائل فصيحة، سوف لن تكتبي عبارة بسيطة للغاية كتلك أبدًا، ربما لن تشعري بها أيضًا. على أني أؤمن بأنك سوف تشعرين بفراغ صغير. لكن قد تُلبسينه عبارة شديدة الإتقان قد تُفقده بعضًا من واقعيته.

بينما أجد الأمر بالغ القسوة: أفتقدك إلى درجة تفوق ما أستطيع تصديقه، وكنت مهيأة لأن أفتقدك كثيرًا جدًا. لذا هذه الرسالة هي حقًا عبارة عن صرخة ألم وحسب. لقد أصبحتِ أساسية بالنسبة إليَّ بشكل لا يصدق. أفترض أنك معتادة على سماع هذه الأمور من الناس. عليكِ اللعنة، مخلوقة مدللة، لن أجعلك تحبينني بعد الآن بتسليم نفسي على هذه الشاكلة، لكن أوه يا عزيزتي، لا يمكنني أن أتحاذق وأعاملك بفتور: أحبك كثيرًا من أجل ذلك. بإخلاص شديد. لا تعلمين كم يسعني أن أبدو فاترة مع من لا أحبهم. كنت ماهرة جدًا في ذلك. لكنك حطمت دفاعاتي. وأنا لا أستنكر ذلك حقًا.
سامحيني رجاء على كتابة مثل هذه الرسالة البائسة.

اقرأ/ي أيضًا: رسائل إدوارد سعيد إلى صادق جلال العظم

 

من وولف إلى ساكفيل ويست
52 تافيستوك سكوير
الثلاثاء كانون الثاني/يناير 26

وصلت رسالتك من تريسته هذا الصَّباح. لكن لماذا تظنين بأن الإحساس يعوزني، أو أني أتكلف صنع العبارات؟ تقولين: "جمل جميلة" تفتقر إلى الواقعية. على العكس تمامًا. أحاول دومًا، دومًا، دومًا أن أفصح عما أحس به. هل ستصدقين إذن أنه بعد مغادرتك يوم الثلاثاء الماضي، منذ أسبوع بالضبط، ذهبت إلى أحياء بلومزبيري الفقيرة، وعثرتُ على أرغن يدوي. لكنه لم يكن مبعثًا للسرور في نفسي... ومنذ ذلك الحين، لم يحدث أي أمر ذي بال، كل شيء مملٌ وكئيب بوجه من الوجوه. لقد كنت كئيبة وافتقدتك. أفتقدك. وسوف أفتقدك. وإن كنت لا تصدقين هذا فأنت بومة طويلة الأذن وحمقاء. عبارات جميلة؟

لكن بالعودة إلى رسالتك، بالتأكيد لطالما عرفت عن انطوائيتكِ. حسبي أني قلت لنفسي: أنا أتشبَّث بالطيبة. أتيت إلى لونغ بارن واضعة هذا الهدف نصب عيني. افتحي زر قميصك العلوي وسوف ترينه، يأوي في الداخل، سنجاب مفعم بالحيوية شديد الفضول، لكنه مخلوق عزيز رغم ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دفاعًا عن غادة السمان

رفضًا لنشر السمّان لرسائل أنسي الحاج