06-ديسمبر-2019

رئيسان لليمن على الصفحة الرئيسية لصحيفة "14 أكتوبر" الرسمية

جسدت صحيفة "14 أكتوبر" الرسمية التابعة للدولة، الانقسام اليمني، بخبرين على صفحتها الرئيسية، حملا عنوانين متناقضين، كل عنوان أشار لرئيس مختلف لليمن، في نفس اللحظة التاريخية!

على صفحتها الرئيسية، نشرت صحيفة يمنية تابعة للدولة خبرين متجاورين وصفت فيهما هادي بالرئيس وعيدروس أيضًا بالرئيس!

هكذا وجدت الصحيفة أنها الأطريقة الأفضل للخروج من المأزق الواقعة فيه، ما بين الالتزام بالانصياع للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على المدينة التي تصدر منها، مدينة عدن، وبين الولاء لحكومة عبد ربه منصور هادي التي تمولها!

اقرأ/ي أيضًا: بعد نجاحه في السيطرة على عدن.. الانتقالي يواصل مساعيه لفصل اليمن

رئيسان لليمن في صفحة واحدة

ونشرت الصحيفة على الصفحة الرئيسية للنسخة المطبوعة، خبرين متجاورين، الأول، على اليمين عن تهنئة "الرئيس" عبدربه منصور هادي للإمارات بمناسبة عيدها الوطني، والثاني إلى جواره على اليسار، عن تهنئة، أيضًا "الرئيس" عيدروس الزبيدي، للإمارات بعيدها الوطني.

التغطية التي عادة سينظر إليها باعتبارها تناقضًا واضحًا، وسقطة مهنية مريبة"، هي في اليمن الآن، تعبيرٌ عن واقع انقسام عزّته الحرب التي يقودها التحالف السعودي، وعززت واقعه الإمارات بدعمها محاولة انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي على حكومة هادي.

من جهة أخرى، اعتبر مراقبون أن ما فعلته الصحيفة اليمنية الصادرة من عدن، ويسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي؛ بمثابة إشارة لبداية انقلاب على مخرجات اتفاق الرياض الذي وُقّع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي.

صحافة "من يدفع"؟ 

هذا، وأثارت الصحيفة، مزيجًا من السخرية والسخط في الوسط الإعلامي اليمني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد فعلتها غير المسبوقة، بذكر اثنين كرئيسين للدولة في نفس ذات اللحظة!

ومن السخرية المستهجنة لفعلة الصحيفة، قال الناشط اليمني شوقي قناف، إن الصحيفة "14 أكتوبر" نسيت وضع رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط الحوثي، رئيسًا ثالثًا للبلاد، حتى "يكتمل التهريج الصحفي الذي يحاول غرضاء الممولين تحت شعار: من يدفع نكتب ونصفق"، على حد تعبيره.

أما الإعلامي اليمني أمير فواز، فعلق على الأمر ساخرًا، في تغريدة قال فيها: "في صحيفة 14 أكتوبر، اختر الرئيس الذي يعجبك!".

ووصف المغرد عبدالسلام الهياشي، ما فعلته الصحيفة بـ"التناقض الذي لم يسبق له مثيل في العالم"، مضيفًا: "تناقض عجيب في زمن الفوضى وعدم وجود عقاب لمثل هذه المهازل".

ألعاب "الانتقالي"

واعتبر عدد من المتابعين أن ما فعلته الصحيفة "لعبة" من المجلس الانتقالي، كإشارة لجهود انقلابية على اتفاق الرياض، بعد محاولة الانقلاب الفعلية على حكومة هادي.

حتى أن كاتبًا سعوديًا، هو سليمان العقيلي، علق على ما فعلته صحيفة "14 أكتوبر"، قائلًا: "رئيسان في صحيفة أكتوبر العدنية. ماذا يصير؟! ألم يحسم اتفاق الرياض الأمر؟"، مضيفًا: "صفوا النية".

فيما اعتبر المغرد عبدالرقيب الشايف، أن عنواني الصحيفة اليمنية، "يدشن الانفصال"، مشيرًا إلى أن ميزانية الصحيفة تخرج حكومة هادي برئاسة معين عبدالملك.

من جانبه، اعتبر الناشط إبراهيم عبدالقادر، أن ما فعلته الصحيفة يندرج تحت "تصرفات المجلس الانتقالي الرخيصة"، والتي اعتبر أيضًا أنها "تؤكد عدم التزامه باتفاق الرياض".

من جانبه، وجدها القيادي الحوثي حسين العزي، فرصة للسخرية من خصومه الصراع، قائلًا: "قال لك شرعية!"، مضيفًا: "والله لو يعترف بهم الجن والإنس، سيبقون أصغر بألف ألف مرة، مثلما سنبقى -كيمنيين- أكبر بألف ألف مرة، وأعز وأشرف من أن نعترف بشرعية رخاص كهؤلاء".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرب على الصحافة في اليمن 4000 انتهاك منذ بداية الصراع

إعلام اليمن.. موسم الهجرة إلى الجنوب