31-أغسطس-2017

لم تعد الأضحية من أولويات السوريين مؤخرًا (جوزيف عيد/أ.ف.ب)

هذا العام لم يستطع أغلب السوريين أن ينحروا الأضاحي التي تعتبر شعيرة إسلامية اعتادوها على مر عقود، وهذا الأمر يعانون منه جميعًا سواء في مناطق سيطرة النظام أو المعارضة، وأغلبهم يرى أن الضرورة في تقديم الأولويات تأتي لأمور غير الأضحية.

عيد الأضحى هو الموسم الأصعب للسوري قبل 2011 واليوم وإن كان بأضعاف عدة مادياً هذا عدا عن أوجاع فقد الأحبة والتشرد في المخيمات

الموسم الأصعب الذي يعيشه السوري قبل 2011 هو نفسه اليوم وإن كان بأضعاف عدة ماديًا هذا عدا عن أوجاع فقد الأحبة والتشرد في مخيمات الجوع والذل، ولكن الذين بقوا في بيوتهم يرون أنهم أمام موسم المدارس و(المونة) ووقود الشتاء، وأما الأضحية فهي فوق طاقتهم بالتأكيد.

اقرأ/ي أيضًا:  جدل في المغرب بعد دعوات لمقاطعة شعيرة الأضاحي

كبش العيد.. البعيد

اليوم وبحسب مواقع محلية يبلغ سعر كيلو الأضحية ما بين 1750- 2000 ليرة قابلًا للزيادة مع اقتراب يوم العيد، وإن كان وزن (الكبش) وفقاً لما هو معتاد حوالي 60 كيلو غرامًا فهذا يعني أن سعره يقارب 120000 ليرة سورية ما يعادل 230 دولاراً حسب سعر صرف الليرة مقابل الدولار هذه الايام.

وفي بعض الأسواق، تتحدث أيضاً مصادر محلية، عن وصول سعر الأضحية إلى 150000 ليرة هذا يعني بالضبط رواتب خمسة موظفين لديهم في الخدمة ما يزيد عن عشر سنوات لأن راتب الموظف خلال هذه الفترة ما بين 25- 30 ألف ليرة سورية..هذا عدا عن ارتفاع أجور الجزارين إذ تبلغ تكلفة ذبح الأضحية 3500 ليرة.. لهذا يرى أغلب السوريين أن الأضحية بعيدة جداً عن متناولهم.

اقرأ/ي أيضًا:  عيد الأضحى بالمغرب..الأضاحي بالتقسيط

عيد الفقير

ينتظر الفقراء الذين أصبحوا هم جل الشعب السوري قدوم عيد الأضحى لأنه مناسبة تراحم بين الناس توزع فيه اللحوم على المحتاجين

ينتظر الفقراء الذين أصبحوا يمثلون جل الشعب السوري بفارغ الصبر قدوم عيد الأضحى لأنه مناسبة تراحم بين الناس توزع فيه اللحوم على المحتاجين والمستضعفين، والذين لم يستطيعوا خلال العام تذوق طعم اللحم ستكون فرصتهم كبيرة بهذا اليوم فقبل أيام تجاوز سعر الكيلو من لحم الخروف البلدي حاجز الـ 5000 ليرة بينما تجاوز كيلو لحم البقر 4000 ليرة، وأما الفرّوج فهو لا يغني عن هذه اللحوم وإن كان سعره ليس رخيصاً على الفقراء فهو يصل إلى 1200 ليرة سورية.

في مناطق المعارضة تبدو القصة أكثر صعوبة فالمحتاجون هم جميع الناس من محاصرين أو في مناطق الاشتباك، وهذا لا يعطيهم فرصة للإحساس بالعيد عدا عن كونهم لا يملكون المال. وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق مثلاً يبلغ سعر كيلو السكر 1200 ليرة، وكيلو الرز 1250 ليرة، وبالرغم من كون سكان هذه المناطق من الفلاحين إلا أن الثورة الحيوانية قد تدهورت إلى حد كبير بسبب نقص اليد العاملة الزراعية والتنقل الكثير نتيجة الحرب التي أدت إلى دوام نزوحهم.

قرارات ظالمة

صفحة محلية دمشقية تتحدث عن قرار صادر عن محافظة دمشق بمنع الذبح في الشوارع وأمام البيوت حفاظًا على الصحة العامة، وأن المحال المخالفة ستغلق ويتعرض صاحبها للسجن.. الأمر الذي استهجنه معلقون على هذا القرار ورأوا أنه مجحف فيما البعض رآه من باب الحرص على صحة الناس!.

علق أحدهم : "لك شو هالقرارات القراقوشية .. مو عيب عليكن؟ هلا كل شي صار تمام بالبلد ومو صفيان إلا هاليوم يللي فيه فرح وتكافل اجتماعي وتقاليد حلوة؟.. معقول أحمل الخواريف وأخدهن على مسلخ الحكومة وقف عالدور والعجقة ؟". أيضاً يرد أحدهم على القرار بالقول: "هل تملك المحافظة مسالخ تكفي لـ 90000 أضحية تذبح أول يوم العيد بدمشق دون ريفها".

قرارات ظالمة

الأولويات تحكم

لطالما كان أيلول شهر نكبة عند السوريين ففيه يبدأ العام الدراسي، وكذلك التحضير لموسم الشتاء بتعبئة وقود التدفئة وهو عبء كبير، أضف إلى ذلك المونة التي يعتبرها السوريون من أهم ما يدخرونه لفصل الشتاء وتكلفتها مرتفعة جداً..ولذلك سيكون أغلبهم في حكم غير القادر على الأضحية التي صارت من زمن بعيد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بيلماون.. "مسخرة شعبية" احتفالًا بعيد الأضحى في المغرب

قبل عيد الأضحى.. الكبش الأقرن مطمح الجزائريين