28-يوليو-2017

في ريف الحسكة (Getty)

1

"على شارع الستين مشينا دهرًا ولم نصل" ما تزال تلك الجملة المكتوبة على أحد الجدران في مدينة الحسكة شارع الستين، والذي لا يتجاوز طوله الكيلومتر، عالقة في رأسي. هل هذا هو الحب فعلًا؟ أن نخطو ونتعثر أن ننفصم ونخاف أن نبكي ونضحك في الفراغ؟

 

2

لو تنشقت المدينة رائحة المطر والتراب ذات يوم. لرفضت أن تصير مدينة. كل هذا البؤس آت من اللاشيء.

في المدينة يمكن أن تجعلك أصغر التفاصيل حزينًا. كأن ترى بائعا متجولًا يضرب. أو قطة تدهس تحت العجلات. أو حادثًا مروعًا تنتهي فيه حياة إنسان على يد إنسان آخر. على عكس نسمة هواء في القرية تجعلك تنعتق من ذنوبك وحماقات الآخرين. هل جربت أن ترافق بعض الخرفان والماعز الى المرعى؟ إن لم تفعل فأنت بحاجة لجلسات الدعم النفسي. والامتناع عن شرب القهوة والنظر من نافذتك المطلة على جهنم!

 

3

الشجرة لا تبرح مكانها ليس لأنها عاجزة، بل لأنها تعرف أن العصافير سوف تعود

 

4

الواقع: لن تخطئ في اختيار مفتاح بيتك وذلك فقط إذا كنت تحمل مفتاحًا واحدًا. الصدفة: أن تختار المفتاح الصحيح من بين عدة مفاتيح. الخيال: أن تعبر الباب دون أن تفتحه. أما الشتات، ألا تملك بابا في الأصل!

 

5

إن الخطيئة التي لا يمحوها الاعتذار.. ليست خطيئة. بل إنها قدر لنهاية شيء ما.

 

6

نحن لا نشيخ يا عزيز نحن فقط نستسلم لفكرة الشيخوخة. ماذا لو ارتديت وأنت على عتبة الثمانين قميصًا "أبيض" وربطة عنق سوداء ونزلت تبحث لك عن ثمانينية ما تزال ترتدي الفساتين الجميلة. عندها حتى وإن دهسك أحدهم بسيارته أو جاءتك نوبة قلبية مفاجئة.. ستموت وأنت شاب!

 

7

خولة التي لم أستطع بعد أن أقنعها أنها مدينة، تقول لي أنها ما تزال الى الآن تتوه في شارع حارتهم منذ 29 عامًا، وأن عينيها ليستا جميلتان إلى حد ما وصفتهما. وهذا ما قادني للظن بأن القانون في تونس يمنع تعليق المرايا على الجدران، أو حملها في حقيبة الكتف.

 

8

منذ زمن والفشل صديقي، وكل ما حاولت التخلص منه يعرف كيف يجعلني أغير رأيي، ربما أنا فاشل، أو ربما الفشل نفسه شيء ناجح، لهذا ترون الكثير مني على الطرقات!

 

9

منذ زمن، والبؤس يقيم معي في نفس الغرفة، ولكنني وحدي أدفع الأجرة نهاية الشهر.

 

10

ربما لأنني حزين، أرى كل الأشياء من حولي تبكي!

 

اقرأ/ي أيضًا:

قال الأعمى وأكمل المشي

درعا.. يوميات الحصار